السفير الفاتيكاني في بيروت: رأيتُ كثيرًا من التضامن، ولبنان بحاجة لمساعدة دولية وعدالة

عشتار تيفي كوم – ابونا/

قال مسؤول فاتيكاني إن "الضرر هائل وفظيع" في بيروت، مبينًا أن "لبنان بحاجة لمساعدة دولية وعدالة".

 وفي حديث لمجموعة "أدنكرونوس" الإعلامية الدولية الإيطالية، أوضح سفير الكرسي الرسولي (الفاتيكان) في لبنان المطران جوزيف سبيتيري، أنه "في بلاد الأرز، تم حشد التضامن على الفور، بما في ذلك من جانب الكنيسة، لكن هذا لا يكفي"، مشيرًا إلى أنه "أمام حالة الطوارئ الإنسانية هذه، هناك حاجة لمساعدات دوليّة، وتلك الطبية بشكل خاص".

 وذكّر أن "الضرر والدمار لحق بالعديد من المنازل، المدارس، الكنائس والمستشفيات التي أصبحت غير قابلة للاستخدام. والآن نحن بحاجة إلى دعم طبي على وجه الخصوص، لأن من الواضح أن هناك مشكلة كوفيد-19 أيضًا، ولا نعرف ماذا ستكون الآثار بعد هذه المأساة".

 وأشار إلى أنه "إذا كانت هناك زيادة في الحالات، مع وجود العديد من الجرحى الذين ملأوا المرافق الطبية، فمن الواضح أننا بحاجة إلى خيام للمشردين، عندها سيكون من الضروري التفكير بالمؤن، لأن مخازن الميناء قد ذهبت أدراج الرياح، وقد دمرت مرافقه".

تضامن كبير

 وتابع الأسقف المالطي "عليّ القول إنني رأيت أمس كثيرًا من التضامن، شباب كالكشافة أو مجموعات عفوية أخرى، التزمت بتنظيف الشوارع والكنائس والمدارس. وقامت كاريتاس لبنان بفتح مراكز لتوزيع الوجبات الساخنة. يمكنني أن أؤكد لكم أنه منذ الأمس فتحت عدة تجمعات ورهبانيات أبوابها للنازحين، وكان ذلك بمثابة رد فعل سريع تقريبًا، لكن الأديرة ليست كافية بالطبع".

 وأشار سفير الكرسي الرسولي في بيروت إلى أنّ "الجميع يعمل للمساعدة، وقد وزّعت الأبرشيات بالفعل وجبات الطعام على الأسر التي تواجه صعوبات بسبب الأزمة الاقتصادية، وهذه المبادرات تتضاعف الآن"، مشددًا على أنّ "هناك تضامن، لكنه لا يكفي، فالمأساة هائلة"، موضحًا أن "البلاد بحاجة ماسّة إلى خطة مساعدة من جانب المجتمع الدولي، كما دعا البابا فرنسيس".

 وحول أسباب الكارثة، رفض الدبلوماسي الفاتيكاني التعليق، وقال: "أنا لست خبير متفجرات، لكن الانفجار كان قويًا جدًا، كأنه وقع قربنا، على الرغم من أن السفارة على بعد 20 كيلومترا" من الميناء. وخلص المطران جوزيف سبيتيري إلى القول إن "اللبنانيين يطالبون بالعدالة، ومن المؤكد أن الرغبة بالتوصل إلى الحقيقة واضحة، وكذلك تحقيق عدالة حقيقية".

كاريتاس لبنان: جهوزية تامة

 وكانت رابطة كاريتاس لبنان قد أعلنت في بيان أنها "تضع نفسها في جهوزية تامة بكل أقسامها وأقاليمها، وتُطلق النداء لتأمين: الغذاء، الأدوية، الثياب، مرافقة العائلات"، مشيرة إلى أن "شبيبة كاريتاس ستكون متأهبة وتقوم بجولة على المنازل المتضررة للمساعدة وإجلاء العائلات".

 وقالت: "لحظة إهمال في بيروت تركت وراءها مئات الشهداء، آلاف الجرحى، مئات المفقودين، آلاف العائلات المهجرّة من بيوتها... رغم كل الحروب التي مرّت على لبنان، للمرة الأولى تكون المأساة بهذا الحجم. وهذا أتى خلال الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعيشها الشعب اللبناني بكل أطيافه، إضافةً إلى تفشي وباء كورونا وتأثيره على نمط الحياة الاجتماعية".

 وأطلقت النداء طالبة الدعم والمساعدة من كل الجهات العالمية والوطنية على كل الأصعدة.

الرهبانية المارونيّة وسط أهلها

 قامت الرهبانية اللبنانية المارونيّة، بإشراف مباشر من الأب العام نعمة الله الهاشم، بإزالة الانقاض في بعض الأبنية وتوزيع بعض الحصص الغذائية على المحتاجين، المُؤَمَّنة من جمعية "سوليداريتي" الخيرية، انطلاقًا من دير مار انطونيوس - بيروت.