إهداء كتاب “القوش السلام” من الكاتب غانم حنا بولص لقناة عشتار الفضائية      شهادة وتقدير من المرصد الآشوري لقناة عشتار الفضائية      حراسة الكنائس في سوريا بين الترحيب والرفض      البطريرك المسكوني برثلماوس يلتقي ترامب لبحث أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يطلق إكليريكية مار يوحنا للدراسات اللاهوتية      قداسة البابا لاون الرابع عشر يهنيء البطريرك ساكو بعيد شفيعه      غبطة البطريرك يونان يعفي الطلاب السريان (الكاثوليك والأرثوذكس) المسجَّلين في مدرسة ليسيه المتحف ومدرسة دير الشرفة من الأقساط للعام الدراسي القادم 2025-2026، للسنة السادسة على التوالي      وفد قيادي مشترك من حزب سورايا وحرس الخابور يزور مقر المنظمة الآثورية الديمقراطية      في زيارة لدير مار اوراها بنينوى.. الدكتور رامي جوزيف: "إنجازنا اليوم رسالة أمل للعائدين"      الجيش الألماني ضمن التحالف يزور مطرانية القوش للكلدان      توضيح من المتحدث باسم حكومة كوردستان بشأن قضية الرواتب والنفط      أميركا تدرج 4 فصائل عراقية على قوائم الإرهاب      نقلة نوعية في علاج السمنة: دواء جديد عن طريق الفم وبلا شروط غذائية      الادعاء العام الأميركي يسعى إلى إعدام المشتبه فيه باغتيال كيرك      خبر يزعج ماسك.. منافس روسي لـ"ستارلينك"      الأرض تكشف عن "قمر خفي" جديد.. يتبعها منذ ستة عقود      واقي الشمس ليس رفاهية.. تجاهله يترك أثرا خطيرا      8 أهداف في شوط واحد.. تعادل مثير بين يوفنتوس ودورتموند      البابا يندد بإجبار سكان غزة على النزوح       "سومو": استمرار الجهود للوصول الى اتفاق نهائي يتيح استئناف التصدير من إقليم كوردستان
| مشاهدات : 1127 | مشاركات: 0 | 2020-06-27 14:30:21 |

شبكة الإعلام بلا عراقي

محمد حسن الساعدي

 

منذ تأسست شبكة الإعلام في العراق ، ولم تكن يوماً تحمل شراع المهنية ، فمنذ تسلمها حزب الدعوة وتحولت الشبكة إلى مقر لهم ، ونشر فكرهم وتوجيه الرأي العام لهم ، وقوبل الكاتب الذي يختلف بالتوجه بالطرد ، وأمست مجيرة لهذا الحزب ، ولم تكتفي بهذا الأمر بل تعتده إلى منع ونشر أي فكر يختلف مع توجهاتهم ، بل والترويج لأي شخصية علمائية وسياسية ومهما كان دورها في العراق ، والتي كان لها الأثر الكبير والمهم على الساحة العراقية، بل حتى تعدى إلى محاولة تهميش دور المرجعية الدينية العليا سواءً قبل نظام صدام أو ما بعده ، ومحاولة التغاضي عن دور مراجع الدين الكبار والذين كان لهم دوراً كبيراً وبارزاً في حفظ كيان الأمة الإسلامية ووحدة العراق ارضاً وشعباً .

الإعلام ما هو إلا عين تراقب الحدث أينما كان وأينما حل لتقرأه وتعكسه على القارئ أو المشاهد ، لتكون هي العين التي ترى الأحداث ، فبفضل وسائل الاتصال المتنوعة، أصبح الناس أفرادا وجماعات يعرفون بعضهم بعضا على نحو أوسع وأدق، وهذا ما قاد إلى تقليل الفوارق والفجوات الواسعة في التفكير والسلوك بين الفرقاء، في الدين او المعتقد أو الآراء السياسية وسواها، لذا فإن الإعلام كما يذهب بعض المعنيين، هو وسيلة عرض الحقائق ،، وهو وسيلة ترويج للفكر أو الرأي، ويتدخل الإعلام في مختلف أنواع الصراعات، لاسيما بين الدول، لكنْ ثمة صراع دائم وقائم، بين الفرد الموجود، وبين السلطة التي تضع الدستور خلف ظهرها، فلهذا يمارس الإعلام دوراً في إدارة هذا الصراع، ويمارس وسيلة ضغط على الحكومات المستبدة ، والنظام البعثي القمعي وأنظمته القمعية، سخر الإعلامَ لخدمة هواه وبما يتلاءم وفكره وتوجهاته، فقد كان الإعلام ومؤسساته على مدار عهد النظام البائد إعلامًا يهدف إلى شخصنة العراق في صدام، والأصل في المؤسسة الإعلامية أنها ملك للأمة، فلا يجوز أن تستخدم أموال الشعب في صناعة جهاز يكذب عليهم.

فضائيه العراقية وتشكيلاتها مثال حي على ما نقول ، فهي تمارس شكلا من أشكال البوق الحزبي وتعكس حالة من يسيطر على أدارتها ، مع العلم أن هناك هيئه أمناء مشكله من الجميع ، ومن أهل الخبرة والاختصاص ، ورغم ذلك فهي موجهه كلياً نحو تلميع  الكتل السياسية المتنفذة على السلطة وشخصوها في العراق ، مع تهميش كامل لكل خبر أو تقرير لسياسي أو كتله ربما تختلف أو تعارض سياسة الحاكم .

أن أي تقاطع بين الديمقراطية والإعلام ، فإن تجربتنا ستقع في فخ الإعلام الحكومي الموجّه، وتبدأ بوادر تسييس وسائل الاتصال ودمجها بصوت الحكومة، بخطوات قد لا تجلب الانتباه من الجمهور ، وقد لا تثير لغطا، أو ردود أفعال قوية، كونها ليست ذات تأثير قوي، أو واضح في الساحة السياسية وغيرها، (ودائما تبدأ الحرائق الكبيرة بشرارة صغيرة كما يُقال)، فالخطوة الصغيرة في هذا الاتجاه، ستنمو وتتكاثر، لتصبح منهجا يُعمل به، بغض النظر عن مساؤه .

أعتقد من الضروري على الحكومة أن لا تخطئ فيجعلون من الإعلام تابعا ومهمشا وضعيفا، لأن ضعف الإعلام وتهميشه، وسحبه إلى ساحة الصوت الحزبي ، هو مؤشر على سيطرة هذه الأحزاب على السلطات الأخرى، وهذا ما يشكل فشلا ذريعا لتجربة العراق الديمقراطية الحديثة، بل يشكل رجوعا إلى المربع الأول، حيث الدكتاتورية، والشمولية، والنهج الأحادي الذي يسيطر على الحياة برمتها، ولهذا أيضا لاينبغي للحكومة أن تتخذ أسلوب المراقبة والمتابعة لتقف على سلبياتها وأخطائها وتحاول معالجه هذه الأخطاء ، وان تكون حياديه في التعامل مع الإعلام، ولا يصح استخدام المنهج الانغلاقي والمصادرة وما شابه، إلا في حدود القانون وبما نص عليه الدستور العراقي، الذي كفل الحريات جميعها ومنها حرية الصحافة ، وان تكون للأعلام حرية التعبير عن الواقع السياسي بصديقه عاليه بعيداً عن التأثيرات الحزبية أو التأثير الحكومي ، والذي أصبح واضحا وملموساً ، لأننا نسيء إلى تجربتنا الفتية ، وهذا ما لا يجب أن يسمح به الشعب العراقي ، وذلك بتعاون الجميع من أجل بناء الدولة الدستورية التي نحلم بها ونسعى إلى تحقيقها .

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 1.0036 ثانية