يمر العراق في اصعب مرحلة في تأريخه الحديث من حيث حجم الفساد الذي ينخر الدولة العراقية منذ تأسيسها ولحد الأن، ان الحكومات الفاسدة والعميلة لعبت دورا رئيسيا في وصول الأمور الى حافة الأنهيار كنظام ودولة، بعد ان سرقت موارد البلاد وتحالفت مع ايران ضد مصالح شعب العراق، بسبب التعاطف الطائفي وغياب الولاء للوطن، لكون اغلب الكتلة التي شاركت في الحكومة ساهمت بشكل او بأخر في نهب موارد العراق، وجعلت المشاكل تتراكم، مما ادى الى ثورة الشباب الحالية في ساحات المظاهرات في بغداد وباقي المحافظات الجنوبية التي كانت محسوبة على الكتل الشيعية التي انتخبتها ولو نظريا، لأن الأنتخابات الأخيرة كانت مزورة بالتدخل الأيراني الذي يراهن على الأستفادة من العراق في مواجهة العقوبات الأمريكية، عن طريق تصدير المنتوجات الأيرانية الى العراق والحصول على العملة الصعبة من الدولارات لكي تمول ايران ذيولها في المنطقة، وليس هذا فقط بل تحرك المليشات التابعة لها لكي تهاجم القواعد الأمريكية في محاولة للدفع بأتجاه اخراج قوات التحالف من العراق لكي تنفرد بالعراق وتجعله الحديقة الخلفية لأيران.
وأن ما حدث بالأمس بضرب مقرات حزب الله العراقي، الذي جاء ردا على قصف القواعد الأمريكية في العراق قد قلب الطاولة على ايران وأذنابها، لأن الدخول في معركة مع الولايات المتحدة يعني تدمير كامل لهذه المليشيات وان ايران سوف تكون تحت المطرقة الأمريكية والغربية، لأن اي تصعيد معها يعني الحرب الشاملة، ورغم جهل حكام ايران في ادارة بلادهم الا انهم يعلمون جيدا، ان الصراع مع الولايات المتحدة لن يكون نزهة وأن اللعب مع الرئيس ترامب غير ممكن،لأن ما ينتظر ايران سوف يكون اقسى مما حصل لنظام صدام،ولن تتوانى الولايات المتحدة الأمريكية في استخدام اقوى الأسلحة ضد ايران اذا ما حصلت مواجهة مع ايران، لذلك فأن ايران تحاول ان تنقل المعركة الى داخل العراق وعن طريق وكلائها في العراق، غير ان الغرب يستطيع ان ينقل المعركة الى داخل ايران اذا اراد ذلك، لأن ايران اصبحت مكروهة في المنطقة والعالم نتيجة تدخلاتها في العديد من الدول، بالأضافة الى رفض الشعب الأيراني لهذا النظام المتخلف الذي ارجع البلاد الى القرون الوسطى ، الذي يمنع الحريات ويصرف اموال ايران على اثارة القلاقل في الدول العربية والذي يهدد الأمن والسلم العالمي بمحاولته الحصول على السلاح النووي.ان المنطقة بكاملها سوف تشهد كارثة حقيقية اذا ما اصرت ايران على المواجهة مع الغرب،وان صبر الغرب على تصرفات ايران قد اقترب من النفاذ،ان الوضع خطير للغاية وعلى العراقيين ان يرفضوا التدخل الأيراني في العراق وعدم مجاراة الأحزاب العميلة التي تدفع بأتجاه نقل المعركة الى داخل العراق لأنقاذ حليفهم الأيراني،من اجل ان يضيع الخيط والعصفور وينفذ الفاسدون من الحساب العسير الذي ينتظرهم.
وأن غدا لناظره لقريب....