يعيش الانسان ليلة في حياته من أبشع وأسوء الليالي عندما يفقد احد عزيزاً عليه تسمى هذة الليلة بـ "ليلة الوحشة"
فحياة ما بعد التخرج اشبه بهذه الليلة الظلماء، الخالية من كل فرح او سرور، خالية من نسمات الهواء، وكأن الحياة انتهت، فمنذ نشوء الإنسان يدرس ويجتهد ويبذل اهله من اجله الغالي والنفيس من اجل ان ينجز دراسته الابتدائية المتلخصة بستِ سنوات والمتوسطة بثلاثِ سنوات والاعدادية بثلاثِ سنوات اخرى، كل هذه السنوات بحرها وبردها، تقضى من اجل الوصول للمرحلة الجامعية، التي تعتبر من اجمل مراحل العمر .
فهذة الحياة المتلخصة بالاربعِ اعوام ليست مجرَّد محاضرات وامتحانات بل هي تزّودنا بعدة من المعلومات و الثقافات المختلفة، حيث وجود اساتذة اكفاء يصقلون كل المعلومات الاجتماعية التي تفيد الفرد لمواجهة التحديات الخارجية والداخلية له.
وتختلف هذة المرحلة عن غيرها ممن سبق ذكرها، بإنها مختلطة الجنسين، حيث اغلب الجامعات والمعاهد مختلطة، وهذا ما يمكنّنا من المرور بإروع وأجمل قصص الحب، بغض النظر عن تلك العلاقات المتمثلة بنزوة زائلة، وحباً وهمياً ينتهي بالوصول للمبتغى المطلوب، فأغلبنا كان حبه الاول في هذه المرحلة، وعشنا أروع الأيام بالقرب ممن نحب، واجمل الليالي في التفكير بهم، وربما الحديث معهم عن طريق الهاتف لساعات طوال. فالحب اشبه بنبتة صغيرة، تنبت بماء الاهتمام، وتنمو بالأمل، وتثمر بالحب.
تنتهي هذة الاوقات الجميلة وتنجلي برمي قبعة التخرج في الهواءِ عالياً، تاركاً خلفك كماً هائلاً من الذكريات، لتبدء حياة اشبه بالجحيم؛ بسبب عدم وجود فرص عملٍ ولا وظائف، سيقتلك التفكير لماذا اكملت دراستي؟ هل لمجرد شهادة تعلق على جدار البيت، ام ماذا ..! بينما يتجه البعض للزواج ليحمل هموماً اكثر من نظرائه غير المتزوجين، حيث تبتدأ المشاكل مع الزوجة كونه غير متوظف، والاخرين مع اهلهم كونهم عاطلين عن العمل، وظيفتهم النوم والجلوس في المقاهي، ولا يوجد امامهم اي سبيل للعيش سوى "العمالة" او ان ترتضي لنفسك العيش متطفلاً على اهلك، فالحكومة لا تدعم القطاع الخاص ابداً.
فكان الله في عونِ كل خريجٍ اكمل دراستة ومازال منتظراً عطف الحكومة في التوظيف.
مروان صباح الدانوك - بغداد