لا زالت المكونات القومية والدينية الصغيرة غير المسلمة في العراق الجديد ومنها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي تعاني التهميش السياسي والاداري فضلا عن استمرار استهدافهم من قبل الارهاب والعصابات والتطرف والمليشيات المسلحة إن اعمال العنف والتطرف انعكست على هذه المكونات المسالمة اكثر من باقي المكونات الاخرى (ذو الأغلبية العديدية) لكونهم الحلقة الاضعف والاسهل في المعادلة السياسية العراقية المكونة من اطراف قوية ومهيمنة على المشهد السياسي للعراق منذ 2003 وهم الاغلبية مثل الاخوة الشيعة والسنة والكورد .
ولهم حصة الاسد في كل مفاصل الدولة العراقية التنفيذية والتشريعية والقضائية وفقا لنظام المحاصصة القومي والسياسي والديني المقيت في ديمقراطية البحار !! (الحيتان والاسماك الكبيرة تبتلع الأسماك الصغيرة افتراسا) بعيدا عن معايرالكفاءة والنزاهة والاخلاص في توزيع المناصب والمسؤوليات وان ضغوطا تعاني منها هذه المكونات فيما يتعلق بحصولهم على حقوقهم القومية والدينية المشروعة كشركاء اساسيين في الوطن من دون منه او شفقة للحفاظ على هويتهم وخصوصيتهم القومية والدينية والثقافية والاجتماعية كشعوب أصيلة حيث منذ 2003 والمكونات الصغيرة فقدوا اشياء اساسية في حياتهم وفي مقدمتها الامن والاستقرار والاحترام والسلام والعمل بحرية وبعض ممتلكاتهم العقارية ومحلاتهم التجارية والمستقبل المضمون والحقوق.
وتم اقصاء اغلب ابناء هذه المكونات من مواقع صنع القرار والوظائف المهمة والحساسة والقيادية والامنية والعسكرية في الدولة بسبب انتماءهم لدين آخر أو قومية اخرى وعدم انتمائهم او تكتلهم مع الكتل السياسية الكبيرة مما جعلهم غير قادرين على حماية انفسهم وممتلكاتهم ومحلاتهم في مناطق سكنهم وتواجدهم بسبب انعدم الثقة حتى بقوات الشرطة والامن المتواجدة في مناطقهم والتي تدار من قبل الكتل والأحزاب السياسية الكبيرة والمليشيات المسلحة المنفلتة وبعضها تكون مخترقة من قبل الارهاب والتطرف والعصابات والمليشيات واغلب ابناء هذه المكونات من المتبقين منهم في بغداد والبصرة وبقية المحافظات العراقية عدا محافظات اقليم كوردستان التي يعيش ويعمل وينعم المسيحيون وبقية المكونات الصغيرة بالأمان والاستقرار وبعض الحقوق والحريات اليوم لو اتيحت لهم فرصة الهجرة خارج وطنهم العراق فأنهم سيهاجرون وامام أنظار الحكومة العراقية التي لا تتخذ اي اجراء جدي ومنصف للحيلولة دون ذلك وكأنهم ضيوف وغرباء في وطنهم وان هجرتهم مؤجلة رغم انهم اصحاب الأرض والدار الأصليين منذ آلاف السنين في سومر وأكد وبابل وآشور وهذا يعرفه القاصي والداني.