عشتار تيفي كوم - ايبارشية اربيل الكلدانية/
افتتحت إيبارشية أربيل الكلدانية، يوم الأثنين 16 أيلول 2024، الدورة السنوية الخامسة عشرة لتدريب معلمي التعليم المسيحي، كجزء من التزامِ الإيبارشية بالتنشئة الروحية واللاهوتية المُستدامة. يُقام البرنامج في حرم الجامعة الكاثوليكية في أربيل، ويمتد لمدة ثلاثة أيام، حيث تستمر كل جلسة لمدة ثلاث ساعات، ويهدف إلى تزويد المعلمين بالأدوات اللازمة لتوجيه الأجيال القادمة في الإيمان.
تشرف على تدريب هذا العام الأخت وردة مكسور من رهبانية قلبَي يسوع ومريم الأقدسين. تركز الأخت وردة وفريق متخصص من لبنان على كيفية التحضير الفعّال لجلسات التعليم المسيحي وكيفية نقل الإيمان بطرق تتماشى مع احتياجات الشباب. يستند البرنامج إلى كلمة الله وتقليد الكنيسة الغني، ويشدد على أساليب مبتكرة لنقل رسالة الإنجيل بطريقة ديناميكية وجذابة.
يبقى التعليم المسيحي حجر الزاوية في العمل الرعوي في إيبارشية أربيل الكلدانية، حيث يحظى بمتابعة شخصية من سيادة المطران بشار متي وردة، وبدعم مالي متميز من منظمة الكنيسة المتألمة التي تواظب على دعم هذه الأنشطة الرعوية، والاهتمام بالتبشير إلى جانب برامجها الإغاثية الأخرى.
يحتفل سيادة المطران بشار وردة في بدءٍ كل سنة التعليم المسيحي بقداس ورتبة صلاة لتكريس المعلمين، مؤكداً على الأهمية الروحية لهذا العمل، ففي أكثر من مناسبة أكدّ سيادته على أن "التعليم المسيحي ليس مجرد مهمة تعليمية، بل هو دعوة ورسالة. نحن نقوم بهذه الخدمة بشغفٍ ومحبة، ونحمل فرح الإنجيل إلى التلاميذ الذين ائتمنهم الله لنا، ونتشارك معهم في خبرة الإيمان، ونُسهِم معاً في تقديس الكنيسة.
تعكس الأرقام أهمية التعليم المسيحي في المجتمع المحلي. يكرس أكثر من 80 متطوعاً من الشباب والشابات وقتهم لقيادة جلسات التعليم المسيحي الأسبوعية في الرعايا، تحت إشراف الكهنة والراهبات في خدمة أكثر من 1200 تلميذ وتلميذة من مختلف الفئات العمرية. يتجمع حوالي 700 تلميذ من المرحلة الابتدائية صباح كل يوم جمعة في مركز الرسولين بطرس وبولس في عنكاوا، وهو مركز مجهز بالكامل يضم 36 قاعة دراسية، صالة سينما، قاعات متعددة الأغراض، ومساحات خارجية للترفيه، مما يجعله مخصصًا بشكل كامل لأنشطة التعليم المسيحي.
أما طلاب المرحلتين المتوسطة والإعدادية، فتُقام جلسات التعليم المسيحي لهم مساء يوم الجمعة في مجموعات صغيرة داخل الرعايا. تلعب لجنة التعليم المسيحي دوراً حيوياً في دعم هذه الجهود، من خلال تغطية تكاليف النقل، وتوفير المواد الدراسية، والقرطاسية، ووسائل الإيضاح، بالإضافة إلى تقديم تدريب مستمر للمعلمين المتطوعين، الذين يخدمون منذ سنوات عديدة بإخلاص.
شارك في دورة هذا العام 40 معلماً ومعلمة للمرحلة الإبتدائية، وتابعوا فعاّليات الدورة، وشاركوا ضمن مجاميع صغيرة تحت إشراف المدربين، الذين أبدوا اعجابهم بشغفِ المعلمين وحبهم للتعلّم.
ومع استمرار تطور البرنامج، تبقى إيبارشية أربيل ملتزمة بتغذية إيمان شبابها، وضمان حصولهم على الأساس الروحي اللازم ليصبحوا أعضاءً فاعلين ومشاركين في الكنيسة.