عشتارتيفي كوم- أبونا/
أعرب البابا فرنسيس، الأربعاء، عن قلقه العميق إزاء تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، محذرًا من أنها قد تتصاعد إلى صراعات مفتوحة وحرب. جاءت كلمات قداسته خلال استقباله المشاركين في أعمال الجمعيّة العامّة للأساقفة اللاتين في البلدان العربيّة، والمنعقدة في روما.
وفي كلمته أمام الأساقفة، بحضور رئيس المجلس الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، حذر البابا في ملاحظاته المعدة من أن "الصراع (في الأرض المقدّسة)، وبدلاً من إيجاد حل عادل، يبدو أنه أصبح مزمنًا، مع خطر انتشاره وإشعال المنطقة بأسرها".
وأشار الحبر الأعظم إلى أن هذه الأوضاع قد أدت إلى سقوط عدد لا يحصى من الأشخاص، بالإضافة إلى دمار هائل، ومعاناة واسعة النطاق، مما أدت أيضًا إلى تعزيز مشاعر الكراهية والاستياء، والتي يمكن أن تقود إلى مآسٍ في المستقبل.
تعزيز الحوار والسلام والأمل
ورغم خطورة الأوضاع، شدّد البابا فرنسيس في كلمته أمام الأساقفة اللاتين، على أهميّة الحفاظ على الأمل ورعاية التضامن، وطمأن الأساقفة بقربه الروحي منهم ومن الكنائس التي يمثلونها، كما شجعهم على المثابرة في إيمانهم وتعزيز الحوار والسلام، داعيًا الرّب أن يمنحهم دائمًا القوّة لكي يشهدوا لإيمانهم، من خلال الحوار المحترم والصادق مع الجميع.
وكان جوهر الرسالة البابويّة للأساقفة اللاتين الدعوة لأن يكونوا رموزًا للأمل وسط اليأس، وشجّعهم على الحفاظ على الأمل حيًّا. وخاطبهم بالقول: "كونوا للجميع علامات أمل، وحضورًا يغذي كلمات وعلامات السلام والأخوة والاحترام". ورفع الحبر البابا الشكر لكونهم "شعلة الرجاء حيث يبدو أنها تنطفئ"، مشجعًا إياهم على الاستمرار في العمل من أجل المصالحة والتغلب على الانقسامات العميقة.
أهميّة الخدمة الراعوية
وأخيرًا، سلط البابا فرنسيس الضوء على أهميّة الخدمة الراعويّة، وخاصة في توفير التعليم المسيحي المناسب للطلاب في المدارس العامة، وخاصة في المناطق حيث يشكّل المسيحيون أقلية عدديّة. وسطّر قداسته القيمة العميقة لهذه التنئشة، والتي كما قال تعمل على مساعدة المؤمنين على تعميق فهمهم للإيمان، وتمكّنهم من الاستمرار في تغذية الرجاء المسيحي.
واختتم البابا كلمته بشكر الأساقفة على زيارتهم، طالبًا شفاعة مريم العذراء.