البيان الختامي لمعرض نورشوبينغ للكتاب –النسخة الثانية      صور لمراسيم ايقاد الشعلة بمناسبة عيد القديس مار متى الناسك      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحية والإيزيدية والصابئة المندائيين      كنيسة غزة صامدة وسط التصعيد... مركز روحيّ ومأوى للمدنيّين      استقبال غبطة البطريرك يونان في مقرّ كرسي كاثوليكوس الكنيسة السريانية الكاثوليكية الملنكارية، تريفاندروم – كيرالا، الهند      رئيس الديوان د. رامي اغاجان يشارك في احتفالات عيد مار متى في بعشيقة      الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط يشارك في الجلسة الافتتاحيّة للمؤتمر الثامن لقادة الأديان العالميّة والتقليديّة في أستانا      تقرير أجنبي: حملات اضطهاد عنيفة بحق المسيحيين في السودان      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل نائب الممثل الخاص للأمين العام لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)      إيران: المحكمة العليا تؤيد حكمًا بالسجن لأكثر من عشر سنوات بحق مسيحي بسبب ايمانه      إقليم كوردستان.. حظر التغطية الإعلامية للجرائم بهدف حماية التحقيقات ومنع التأثير النفسي      القنصلية الأميركية: نقف مع إقليم كوردستان لبناء منطقة أكثر ازدهاراً      المونسنيور فاشوفسكي السفير البابوي الجديد في العراق      الأمم المتحدة تحذر من أن دورة المياه على الكوكب باتت "أكثر اضطرابا"      دراسة حديثة: التوقيت الصيفي هو الأسوأ بلا منازع      مصدر في الخارجية السورية: إبرام عدة اتفاقيات مع إسرائيل قبل نهاية العام      علامات غير نمطية قد تشير إلى سرطان المعدة      مصدر: ميسي يتوصل إلى اتفاق لتجديد عقده بعد 2026      توضيح من المتحدث باسم حكومة كوردستان بشأن قضية الرواتب والنفط      أميركا تدرج 4 فصائل عراقية على قوائم الإرهاب
| مشاهدات : 1746 | مشاركات: 0 | 2024-07-06 08:35:01 |

لا تَدينُوا لكَي لا تُدانُوا

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

 

    لا يوجد إنسان واحد طاهر بلا خطيئة ( 1 يو 8:1 ) . فالذي يريد أن يوجه الدينونة إلى غيرهِ عليهِ أن يضع خطاياه وعيوبهِ أمام عينيهِ لكي يعرف نفسه أولاً على حقيقتهِ . فالذي يضع خطيئته أمامه في كل حين فلا بد له أن يتضع ويَعّي لكي لا يعتبر نفسهِ أفضل ، وأكبر، وأعظم . لنقتدي بالنبي داود الذي إعترف وقال عن خطيئته ( خطيئتي أمامي في كل حين ) " مز 3:50" فعلى كل أنسان أن يشعر نفس الشعور لكي لا يحسب نفسه باراً ويدين الآخرين . كل من يرى خطايا غيره ولا يتذكر خطاياه فانه يسلك في طريق الكذب والأنانية من أجل رفع شأنه أمام الآخرين . أما المنطق فيكمن في نص الآية ( لا يدينوا لكي لا تدانوا ) " مت 1:7 " . على الإنسان أن يطهر نفسهِ أولاً ، لكي يستطيع أن ينقد أخطاء أخوته بكل محبة ، فعليهِ أن يخرج الخشبة التي في عينيهِ والتي ينبغي ان يفطن لها أولاً . لكي يستطيع ان يخرج بدقة القذى من عين أخيه . وهكذا ينبغي على الإنسان أن يحاسب نفسه أولاً ويجعل خطاياه الشخصية نصب عينيه . فمن يفعل هذا لا يكتفي بعدم الإدانة فحسب ، بل سيرحم كل من يراه ساقطاً في الخطيئة ويساعده لكي ينتشله بكل محبة ، لأن ذاك يحتاج إلى رحمتهِ . فكل من لا يرحم ، فالله أيضاً لا يرحمه . كذلك من يدين الآخرين سيدان من قبل الله . ، وهكذا بالكيل الذي يكيل به الإنسان غيره ، يكال به من قبل السماء .

  يجب أن يتوقف المؤمن من إدانة الآخرين أولاً ، ويرحم من هو بحاجة لرحمته . من يسلك في هذه الوصية الإلهية سيجد الإستقامة والراحة في حياته الزمنية . وعلاقته بالناس تستقيم ، وعلاقته مع الله كذلك تتقدم نحو السمو ، بل نقول علاقته بنفسه تستقيم لكي يعيش بضمير طاهر وفي سلامة القلب وفرح الروح .

  الإنسان الذي يعرف ضعفاته هو من يعي أن هناك موتاً ينتظره ، ودينونة إلهية لتحاسبه كما حاسب غيره . إنه راكب على مركب في وسط عواصف هذا العالم ، ولا بد يوماً من أن يتحطم المركب ، إذاً سيحتاج إلى رحمة الله ونعمته يوم العبور إلى عالم البقاء ( لأنه  ليس لنا هنا مدينة باقية ، وإنما نحن نسعى إلى مدينة المستقبل ) " عب 14:13 " إذاً نحن ذاهبون ، عابرون إلى الجانب الآخر لنرى وجه الله ، فعلينا أن نعد العدة كل يوم ، بل كل لحظة إستعداداً للرحيل لكي نبلغ إلى هناك بسلام . ولأجل البلوغ نحتاج إلى التسامح ، والرحمة ، وكذلك أن يتعاون أحدنا الآخر إلى أن يحتضن كل منا الآخر ، فنتجاوز موضوع إدانة الغير ، ومن يخالف فليعلم بأنه أدان نفسه ، لأن محبة القريب هي كمحبة النفس . فإذا عرف الإنسان نفسه جيداً ، ولم يدين أحداً ، فمتى يحضر أمام كرسي الدينونة سيجد أمامه كل الخطايا التي إقترفها ، فيعترف بها ، لكنه سيرد قائلاً ، لكنني لم أدن احداً في حياتي . إذ ذاك سيرحم من قبل الرحمة الإلهية .  

  الإدانة بحد ذاتها خطيئة تضاف على قائمة الخطايا التي تقترف  ، والإنسان الذي يدين يشعر بخطيئته . أما الذي يتحمل أخطاء الآخرين فيسلل إليه فرح الرب من حيث لا يدري . والله يمنحه مزيداً من الفضائل لكي يحب الجميع فلا يفكر بالإدانة ، لأن الديان واحد ، والمنتقم من الخاطئين هو واحد أيضاً  . وهكذا يقترب من الله الذي يعطيه مزيداً من النور والفضائل لكي ينمو في طريق الكمال ، ويدخل الله في قلبه ليجعله عرشاً له فيعيش في فرح الرب كل حين .

توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) " رو 16:1

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6088 ثانية