صاحبي هذا قضى
أياماً وسنوات
في ميناء مرسيليا
يقطعه ذهاباً وايابا
يراقب السفن
يراقب الشواطي
يراقب الوجوه
كأن ّ الجنون قد اصابا
ينتظر عسى ان يصل
من هو بشوق ٍ اليهم
من أهله ، من أحبته
ومن وعدته ُ يوماً بلقاء !!!
يوم كانوا أحبابا
لكن هيهات وهيهات
وبعد معاناة الانتظار
يأتي المساء
ثقيلاً ، مخيباً
وصاحبي يبقى انتظاره
بلا أجابا
كم جلس صاحبي هذا
على نفس المقعد
حزيناً ، كئيبا ً
والناس من حوله تسأله
عن امره عن سره ، عن حزنه
عن جرحه وعن دمعه
كان ينظر في وجوهم
مرهقاً ، متعباً وصامتاً
كأن ّ البكم قد اصابا
بكى يوم زرته في مرسيليا
كان نحيفاً ، ضعيفاً
مهوساً ، منتشياً
لسماع اخبار اهله ووطنه
وأنا في حقيبتي الكثير منها
وعن من يوم معها تحابا
تّمرض وانكسر صاحبي هذا
متاثراً بالشوق
وما حملته له الحياة
من خيبة ٍ دمرته سحقته
هجراً ، خجلاً وعيابا
———————————
والبقية تأتي