أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      معرض ميسي يفتح أبوابه.. فماذا يمكن أن تشاهد؟!      تقنية ثورية.. زرع جهاز في العين قد يعالج مرض السكري      رئاسة إقليم كوردستان: نجاح الانتخابات يعتمد على مشاركة جميع الأحزاب والكيانات السياسية فيها      العراق.. أكثر من 27 ألف إصابة بالحصبة و43 وفاة بالمرض      خطوة عراقية أخرى باتجاه وقف إهدار ثروات الغاز المصاحب      فيتو أميركي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة      السبب الحقيقي وراء انقطاع خدمات Meta المستمر      جدل حول آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان لتخفيف الزهايمر      مايلز كاغينز‏: الحوار حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان سيبدأ قريباً      إلزام يوفنتوس بدفع 9.7 مليون يورو كرواتب متأخرة لرونالدو
| مشاهدات : 941 | مشاركات: 0 | 2022-08-06 14:06:01 |

تجليات الله وظهور مجده في العهدين

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

التجلي هو الكشف عن الحقيقة ، فعندما نقول ( جلى النور الظلام ) يعني كشفه وأظهر ما في داخله . كذلك عندما تجلى يسوع على جبل التجلي أضاء وجهه كالشمس وتلألأت ثيابه كالنور . والنور كشف حقيقته وجمال وجهه الفائق الجمال فإلتمسوا التلاميذ بهاء آلوهيته وآمنوا بأنه إله متجسد . وظهور الغمام يرمز إلى حضور الله الذي أكد للتلاميذ الثلاثة بأن المتجلي أمامهم هو أبن الله الحبيب الممجد ، ومجد الله ظهر في العهد القديم لموسى وإيليا اللذان ظهرا مع يسوع على الجبل ، إنهما يمثلان عهد الناموس والأنبياء ، ومع المسيح إجتمعت كل العهود لتكتمل رسالة السماء في المسيح الموعود .

    تجلى الله في عليقة لموسى النبي ، ومن داخل العليقة المشتعلة تكلم الله مع موسى . وبعد خروج شعب الله المختار من مصر بيد قوية ، ترك موسى شعبه مع أخيه هارون ليصعد إلى الجبل ، وشيوخ الشعب جالسون على السفح ينتظرون برعدة عودة نبيهم . فعندما صار موسى على الجبل ، فجأة غمرت الغمامة الجبل ، ومجد الرب إستقرعليه مدة ستة أيام ، وفي اليوم السابع نادى الرب موسى من وسط الغمام ، وكان منظر مجدهِ كنار آكلة ! لأن إلهنا نار آكلة ، فإقترب موسى ودخل في الغمام وظل فيها أربعين يوماً وأربعين ليلة ( خر 24: 12-18 ) . تجرأ موسى وطلب من الرب أن يظهر له مجده ، والله كشف له عن إسمه ، قال ( أنا هو الكائن ... أنا هو ) لكن عن إكتشاف وجهه قال لموسى ( لا تستطيع أن ترى وجهي ، لأنه لا يراني إنسان ويعيش ... وأما وجهي فلا يرى ) فإنحنى موسى وسجد أمام حضرته . كما كان الغمام يسير أمام موسى وشعبهِ في الصحراء ( خر 24: 15و9:33) . 

  مرت قرون والشعب يذكر موسى الذي أنقذهم من عبودية مصر ، إلى أن برز نبي عظيم آخر في القرن التاسع ق.م في مملكة إسرائيل الشمالية وهو إيليا الذي إنتفض غاضباً ومدافعاً عن إلههِ الحي فوبخ العظماء وملوك إسرائيل بسبب عبادتهم للبعل ، وزواجهممن الفينيقيات ، وبعدها تحدى ألهتهم وقتل كهنتهم وهرب إلى الصحراء خوفاً من إنتقام الملكة إيزابيل التي أرادت قتلهِ . إضطجع من التعب تحت الشجرة ، وإذا بملاك الرب يتجلى أمامه وقدم له الخبز والماء وأمره بأن يتابع مسيرته ، فسار أربعين يوماً وأربعين ليلة حتى وصل إلى جبل حوريب ، وعلى هذا الجبل إلتقى موسى أيضاً الرب لأول مرة . أستدعى الرب إيليا ليريه مجده ، فدخل إيليا في مغارة وبات فيها ... ثم أمره الرب قائلاً ( إخرج وقف على الجبل ، فهبت ريح عظيمة وشديدة تصدع الجبال وتحطم الصخور ، ولم يكن الرب في الريح ! وبعد الريح زلزال ولم يكن الرب فيه . وبعد الزلزال نار ولم يكن الرب في النار . وبعد النار صوت نسيم لطيف وكان الرب في النسيم ، فستر إيليا وجهه برداءهِ لأنه كان في حضرةِ الله . 

ماذا يعني مجد الرب ؟

لملوك وعظماء الأرض مجدهم الزائل والذي يوحي إلى أهميتهم ووجوب إحترامهم من قبل الشعب ليعطى لهم قيمة تليق بمكانتهم . والإنسان خلقه الله ليتسلط على الكون ويملكه ، فكلله الله بالمجد والكرامةِ قبل السقوط . 

   المجد يرمز إلى الطهارة والنقاوة ، فمجد الله عند موسى كان ناراً متميزة عن الغمام التي كانت تصطحبه وتحيط بهِ وتشير إلى حضرةِ الله . وعند إيليا كان كنسيم عليل يشير إلى الصداقةِ الودودة بين الله ومحبيه . فنور الله يشرق على وجوه من يقابلهم ، كما حصل لموسى ، فكان يغطي وجهه لكي يستطيع الشعب أن ينظرو من وجهه بعد مقابلته لله . وهكذا نطالع في أسفار العهد القديم عن مجد الله الذي نزل وإستقر في هيكل سليمان عند إفتتاحهِ . كما تراءى مجد الله لحزقيال النبي ، منطلقاً من الهيكل على أجنحة الشاروبيم ، على أن يعود في هيكل جديد ( طالع حز 43 ) . أجل لقد رأى حزقيال مجد الرب عائداً إلى شعبه بعد السبي بصورة إبن البشر . وإبن البشر هو المسيح الذي أظهر مجده على جبل الشيخ الذي يقال بأنه جبل طابور . فعلى الجبل ظهر ثالوث الله ، كما ظهر ثالوث أنبياء العهد القديم وخاتم كل النبوءات ، الرب يسوع ومع وجود ثالوث الرسل المختارين . أراد بطرس أن يصنع ثلاث مظال ، والرقم (3) يرمز الكمال . وبينما كان يسوع يصلي تجلى أمام الرسل ، فتغير منظر وجهه وأخذ يبرق كالشمس وصار لباسه أبيض لامعاً كالثلج . وتراءى لهم موسى وإيليا في مجد ، وكانا يتكلمان مع يسوع في موضوع آلامهِ وموتهِ . النوم أخذ التلاميذ في رقادٍ بسبب قوة فاعلية المنظر السماوي الذي وعدهم الرب به قبل ثمانية أيام ليروه قبل مماتهم ( طالع مر 9:1 ) . 

 ألقى التلاميذ بأنفسهم على الأرض لأنهم لم يحتملوا مشاهدة صورة المسيح الإلهية التي لا يطاق النظر إليها . كذلك أرعبهم صوت الآب الصادر من الغمام يأمرهم بقوله ( له اسمعوا ). 

كان منظراً سماوياً مرعباً لأهل الأرض . على ذلك الجبل العالي إلتقت السماء مع الأرض في منظر مخيف فأستبد الخوف في قلوب التلاميذ وهم مرتمون على وجوههم . البياض الناصع الذي كان يحيط بالمسيح كان يوحي بنار الله الأزلية لفرط بهائه ، أبهر عيونهم لأن ثلاثة شعاعات إنطلقت من ثياب المسيح وكل منها إنصب بقوة في أحد التلاميذ ، وهذا ثالوث آخر في مشروع الله وخطتهِ على جبل التجلي . شاهدوا يوسف رمز الفصح والعبور . وإيليا رمز الإنبعاث الذي أختطف وسط زوبعةٍ في مركبةٍ نارية تاركاً روحه وردائهِ لتلميذه إيليشع ، وكان يرمز إلى المسيح الذي صعد إلى السماء عندما أخذه الغمام على مرأى تلاميذه . تاركاً لهم روحه القدوس الذي ارسله لهم في يوم العنصرة . ومجد يسوع لم يكتمل في يوم التجلي ، بل إكتمل على الصليب ، وفي يوم قيامته . كما تجلى لرسله بعد القيامة لمدة اربعون يوماً . 

   في الختام نقول : أن المسيح في تجليه على الجبل أظهر لاهوتهِ ، وأثبت لنا جوهرهِ الحقيقي ، وإختار طوعاً أن يتخلى من مجدهِ الأزلي ليتجسد ويتخذ صورة عبد ، وفي التجلي نعلم بأن جوهر الله لا يدنى منه ، الله نور ، كما يقول عنه سمعان اللاهوتي ( من يؤهلهم الله ليروه يتأملونه كنور ) ولكن هذا النور الأزلي لا يستطيع أحد أن يدنو منه مطلقاً ، وأما تجلياته ومظاهره في العالم فيستطيع المرء أن يراها ويتحد بها بواسطة الأسرار . فالله يخرج إلى الإنسان بواسطة طاقاته ، وهو فيها بالكليّة . هي ليست قسماً منه ، إنما هي الله في إعلاناته وإنكشافاته . الله يفوق تصوراتنا الذهنية فالله الآب هو أب المجد ( أف 17:1 ) والإبن هو ضياء مجدهِ وصورة جوهره ( عب 3:1 ) والروح القدس هو كرامة الله ومجده وقوته ( 1 بط 14:4 ) . 

ليخرق نور تجلي الرب قلوبنا وعقولنا ليفتح بصيرتنا وأذهاننا لنصغي دائماً إلى صوته ونعمل بوصاياه .

ليتمجد أسمه القدوس .

التوقيع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) " رو 16:1 "










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6009 ثانية