(الوقت كالسيف ان لم تقطعه فقطعك) ان إعادة النظر والالتفات لهذا الموضوع ضرورة ملحة في حياتنا اليومية، فمعرفة كيفية إدارة الوقت،وتنظيمه،واستثماره، في الشؤون التي ينتفع بها الفرد نفسه ويحقق فيها ذاته مسألة في غاية الأهمية.
فمثلا: لو أردنا إعطاء التقسيم المنطقي لأوقات الانسان،فسوف نقسمه إلى ثلاث أقسام رئيسة:
١-مع الله
٢-مع نفسه
٣-مع المجتمع
فالاول:يشتمل على علاقة الإنسان بربه بالتقرب والخشوع للباري عز وجل، وأداء العبادات المفروضة، او حتى السنن والنوافل.
والثاني:فيما يخص علاقته بنفسه فهو ذلك الفراغ الذي يمتلكه مع ذاته وطريقته في ملىء هذا الفراغ سلبا او ايجابا.
اما الثالث:فيتضمن علاقاته التي يبنيها مع الأسرة والمجتمع، وحتى محيط العمل.
ولا يستبعد ان يكون هناك أفراد يفضلون العزلة، ولكن حتى في هذه العزلة، بالإمكان قتل الفراغ الذي يشعرون به في دواخلهم، بافراز الطاقة الإيجابية، وبذل الجهود لابراز مقدراتهم، تحسينها نحو الافضل، بأن يمارس المرء هوايته المفضلة مثلا، ويطور من ذاته فيها.
بهدف القضاء على الفراغ الداخلي،وتحقيق الذات، وتجدر الإشارة الى ان: استثمار الوقت بالانشطة الايجابية، يحسن من المزاج ، ويساهم في اجتناب الكسل، والخمول، وحتى الكآبة التي قد يصيب فريقا من الناس في اوقات فراغهم القاتل، والتي قد تنتج عنها الإصابة ببعض الأمراض النفسية اذا زادت عن حدها.
وتلعب الأسرة ، والمدرسة، والمحيط الاجتماعي الذي يعيش الفرد في كنفه دورا فادحا في هذا المجال. فيستوجب عليهم جميعآ، ان يأخذوا على عاتقهم، مسؤولية تعليم الأبناء، وتشجيعهم،وتحفيزهم على اتباع السبل الصحيحة في كيفية تنظيم الوقت، واستثماره،دون إفراط ولا تفريط. ويضاف إلى ذلك: بأن اوقات الفراغ، التي يمتلكها المرء، قد تكون فرصة مناسبة، ةسنحت له؛لابراز مهاراته، وتحويها إلى إبداع، فبدلا من افراز الطاقة السلبية التي قد يشعر بها كالحزن،والغضب من جراء احساسه بالملل من الروتين اليومي المتكرر، ولكي يقي الفرد نفسه من البطالة الذهنية التي يشعر بها، وتجنب الشعور بالفشل والاخفاق، فيستوجب عليه اتباع هذه الوسيلة الحميدة التي تؤمن له النجاح في بلوغ ابسط اهدافه، فإن اهم خطوة من خطوات النجاح :تبدأ بمراعاة الوقت، واستثماره،اما إهدار الوقت، وضياعه،فتكون حياة المرء فيه قد باءت بالفشل،ودون ان يحقق فيها اي هدف،فالفوضى رمز الفشل، ورمز النجاح هو التخطيط.