محاضرة حول اللغة الآشورية في لندن – كندا      المناولة الأولى لـ210 من التلامذة،في رعيتي مار يوسف ومار كوركيس، و أم المعونة الدائمة/ عنكاوا      بحفل رسمي.. تركيا تعيد للعراق 6 ألواح طينية مسمارية      زمن جديد من المجهول والاستشهاد، المطران طوبجي يروي حاضر المسيحيين السوريين      الأب يوسف حَبّي… خادم التراث وسيّد التجديد      الكلدان في الولايات المتّحدة... أميركيّون مرتبطون بجذورهم العراقيّة      اكليروس ومجلس وجميع لجان الكاتدرائية البطريركيّة يهنئون قداسة البطريرك مار آوا الثالث بمناسبة ذكرى ميلاده      البطريرك ساكو يستقبل النائب الفرنسي Aurelien Pradié      سرايا أنصار السنّة تُصدر تهديدات خطيرة لمسيحيي سوريا      لا يمكن تصوّر سورية من دون المسيحيّه والمسيحيين      6 عقبات أمام نجاح "حزب أميركا" الجديد.. هل توقف حلم ماسك؟      داخلية كوردستان تنتقد تقاعس بغداد حيال الهجمات المتكررة بالطائرات المسيّرة      ميسي يعوض تمريرته الخاطئة بفوز كبير لإنتر ميامي بالدوري الأميركي      اتفاق على إخراج دفعتين من العوائل العراقية شهريا من مخيم الهول      دراسة هولندية: حظر الهواتف الذكية في المدارس يحسن من التركيز      قانون ترامب الجديد يخصص 45 مليار دولار لاحتجاز وترحيل المهاجرين      إقليم كوردستان ينفي مزاعم إيرانية حول هجوم على "قاعدة إسرائيلية" قرب مطار أربيل      سيول مدمّرة تضرب تكساس.. وارتفاع عدد الضحايا إلى 24 وفاة      ترامب يعبّر عن استيائه من بوتين: يريد فقط مواصلة قتل أشخاص      من الطفولة إلى النسيان.. لماذا لا نتذكر ذكرياتنا المبكرة؟
| مشاهدات : 966 | مشاركات: 0 | 2022-01-28 08:01:54 |

الرقابة الذاتية لدى الكاتب العربي

مصطفى معروفي

 

 

في مجتمعنا العربي الذي تعاني فيه الديموقراطية وحقوق الإنسان البؤس والفجيعة يكون الكاتب مضطرا ومدفوعا لأن يفرض على نفسه رقابة ذاتية تهيب به وتمنعه من ولوج أبواب محرمة ،ومن النبش في مسائل وقضاياغير مسموح له بالخوض في الحديث عنها ، والجهة التي تقف وراء هذا الوضع الاستثنائي الذي يعيشه الكاتب هي الجهة التي ترعبها حرية التفكير والتعبير.

الكاتب عندنا في العالم العربي غير محصن بما فيه الكفاية حتى يكتب ويقول كل ما يريده،ولذا فهو في صراع دائم ومستمر مع ضميره ،لأنه يريد كتابة تضمن له المصداقية لدى القارئ من جهة ،لكنه من جهة ثانية يخشى أن يدفع ثمن هذه المصداقية باهظا.

وتتجلى الرقابة الذاتية لدى الكاتب العربي عموما في أمور منها أن يلجأ إلى أسلوب التقية ،فيضمر ما يجب أن يبوح به ،ويخفي ما ينبغي أن يظهره ،ولا يسمح لنفسه أن يذهب بعيدا في تحليل أو مناقشة قضية مهمة خاصة إذا كانت هذه القضية ذات حساسية خاصة ،سواء عند عامة الجمهور أو عند الدولة .

كما تتجلى رقابته الذاتية في أن يعتمر قبعة الاستخفاء ،فلا يظهر في" المناقشات الحامية "ليدلي بدلوه فيها ،وإذا ما ظهر هناك يكون ظهوره باهتا بدون لون أو طعم أو رائحة، تلافيا لــ"صداع الرأس" ومخافة الملاحقة والمتابعة القضائية .

وأيضا تتجلى رقابته الذاتية في كونه يصير حربائيا لم لا؟ فنراه يلبس لكل حالة لبوسها ،فهو مع هذا الطرف في وقت ما ،ومع ذاك الطرف في وقت آخر ،دائما تجده متذبذبا وبدون مواقف،ويمارس الوصولية والانتهازية بكل صفاقة جهارا نهارا.

حقيقة أن الرقابة الذاتية لدى الكاتب العربي عرقلت من سيره قدما نحو العالمية ،وقلصت من حظوظه في تبوّء المكانة الرفيعة التي ينشدها أي كاتب في الدنيا،فهو مقارنة مع زملائه الكتاب الآخرين في المجتمعات الأخرى التي تؤمن بحرية التعبير وتؤمِّنُ الكاتب من كل غائلة تلحقه بسبب أفكاره يجد نفسه في آخر درجات السلم ،وربما كان من أسباب عزوف القارئ عن متابعته ومواكبته هذه الحالة الاستثنائية التي يفرضها عليه الواقع كما يفرضها هو على نفسه وبقساوة.

إن الرقابة الذاتية هي المأساة التي يعيشها الكاتب العربي ،ويوم تسمح له الظروف وتواتيه الفرصة ليرفعها عن نفسه لا شك أنه سيعثر على هويته ،وحينئذ سيكتشف لذة الكتابة التي طالما افتقدها.

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5180 ثانية