الخيانة وأسبابها في علاقاتنا الإنسانية
قد يتفق معي الكثيرون ولا سيما المتزوجون بان مُعظم المشكلات الزوجية يمكن ان تجد حلاً مهما طال عمرها او قصر؛ إلاّ مُشكلة أزلية واحدة وهي مشكلة الخيانة وفي معظم الاحيان لاتجد طريقها نحو الحل ! فالمرأة عادةً يتولد لديها احساس اثناء خيانة زوجها او خطيبها او حبيبها بالغدر ، او فقدان الثقة بنفسها وستصاب بجرح في صميمها . وان مملكتها او عرشها قد اهتزا ...........
فهي ازاء زلزال ) لقد اكتشفت ولمست لمس اليد بأن زوجها .... يخونها مع أمرأة اخرى)!! فخيانته انتكاسة من كرامتها وانوثتها وامام خيانته قد تعلن الحرب عليه وستستخدم كل اسلحتها في هذه الحرب ..... وربما تفعل العكس فتقبل بالامر الواقع وتضع اعصابها في ثلاجة !!بينما تجد البعض وهم اقلية نادرة يعودن للحياة مع ازواجهن من جديد ومن الممكن ان تسامح وبالذات اذا كانت تحبه ( لازلت اتذكر كلمات تلك السيدة عندما كنتُ اسعى ككاهن ان اعيد المياه إلى مجاريها بسبب خيانة زوجها ، إذ قالت له : اسامحك لانني احبك ولانك ابو اطفالي ونصفي الاخر). وبشكل عام أن طبيعة المرأة تدفعها للمسامحة وظروف المجتمع الشرقي تجبرها على الاستمرار معه من باب الخجل الاجتماعي او تجنب الفضيحة أوالقبول بالواقع( ففي مجتمعاتنا العربية يعللون خيانة الرجل ؛ فتسمعهم يقولون:( أيوجد رجل لايدور على زوجته؟ ) او تراها تستمر من باب الحاجة الاقتصادية او حفاظًا على سمعة العائلة او من اجل الاولاد.. الكثير من الزوجات ولاسيما العربيات يعشن بخوف وقلق من خيانة ازوجهن. فترئ ان جل اهتمام المراة العربية المحافظة على الزوج ، وكيف تكون هي المراة الاولى والوحيدة في حياته؟ فتراها تتلقى النصائح والارشادات والخبرات من هنا وهناك ولاسيما من المجربات.
اسباب الخيانة
ولاسيما اذا كان احد الطرفان( الزوجان أو الحبيبان غير انساني وخشن الطباع وصعب المزاج وغير متفهم لحاجات الحبّ ومتطلبات الاخر أو غير قادر على القيام بواجباته الزوجية او واجبات اي علاقة بشكل صحيح.... لذا املي ان يضع الزوجان وأي اثنيين تجمعهما علاقة بناءة، نصب اعينهما اسباب وبواعث تفشي سرطان الخيانة..... وسبل العلاج لتجنبها.
اخيرًا وقبل مسك الختام انوه قائلاً: الخيانة انواع ولها اشكالاً عدة. وهي غير مقتصرة على الجنس والامور الجسدية، بل هناك خيانة الفكر والنظر والكذب وووووووو . وربما يخون الإنسان نفسه فتسمعه يقول لك( حصل هذا بدون وعيي – صدقوني لا اعلم كيف فعلت هذا؟(
ليعلم كل من الطرفان في اي علاقة كانت، بل ليضعا نصب اعينهما ان من يخون هو خائن لذاته اولًا! وليس لشريكه .فلا تخون ولا تخوني. فلا اقسى من ان يخونك اعز الناس ويتركك تائها مجروحًا متالمًا ليس لك طريق تسلكه ، فالخيانة توجع القلب لانها خنجر في ظهر اي علاقة ولاسيما العلاقة الزوجية فلا تكن من الخائنيين، ويسوع بحد ذاته عانى من خيانة التلاميذ ؛ فواحد منهم يخونه واخر يسلمه بقبلة قتالة ، واخر يتنكر له ...والاخرين يهربون تاركيه وحيدًا! ولكن لنتعلم من معلم الحب ّ الالهي والبشري معلمنا يسوع المسيح له المجد بقوله : عاملو الناس كما تتمنون ان يعاملوكم.
|