مسرحية
حبا رابا لفرقة
شيرا للمسرح
والفنون
الاخرى في
الدانمارك أضواء
مسرح هورننك تتلألأ من
جديد..
والمسرح
يستعيد
علاقته
الحميمة
بالجمهور، مثلما
الغيوم
والثلوج
تتكاثف في اعياد
الميلاد
المجيدة
وتنهمر
خيراً
ومطراً وثلوجا
يعيد الحياة
إلى اوروبا،
جاءت مسرحية( حـــبا
رابــا )
فأعادت الحسابات
إلى شعبنا
القومي
(الكلداني
السرياني
الاشوري ) وتألقت
أضواؤه
جاذبة
أعداداً
غفيرة من
جمهور
المشاهدين. ذلك
الجمهور
الذي احتشد
على مقاعد الصالة
وأروقتها . مسرحية( حـــبا
رابــا ) من
تاليف
واخراج
الفنان
المسرحي( هيثم
أبونا ) وهذا
هو العمل
الثاني في
الدانمارك
بعد النجاح
الكبير الذي
حققته
مسرحيته
الاولى
(اعداء
الارض)المسرحية
هذه شهدت
ولادته
الثانية بل
شهدت شهرته
الواسعة
وانطلاقته
التي شملت كافة
أرجاء
أوروبا والعالم
مستفيداً من
بساطة مسرحه
الفقير من مناظر
وديكورات وإمكانية
تقديمها
وتنقلها في أي
مكان اخر
إضافة إلى
أنه كاتب
مسرحي فقد
كان ممثلاً
ومخرجاً
بارعاً فكتب
وأخرج ومثل
وقدم
للجمهور عروضاً
عديدة في
العراق
قبل
مجيئه الى
بلاد الغربة
(الدانمارك)
ويلاحظ
الناقدون
الأدبيون
وكذلك
المسرحيون
أن معظم
الشخصيات في المسرحيتين
الذين عملوا
معه هم من (الكلدانيين السريانيين
الاشوريين ) والاسلوب
الذي تطرق
اليه مخرجنا
الكبير ناقد ومطالباً
بتحقيق
العدالة
الاجتماعية بين
شعبنا
العريق
القومي
الواحد
(الكلداني السرياني
الاشوري ) مسرحية (
حـــبا
رابــا ) جديدة
في رؤية هيثم
ابونا قديمة
في عهده
واليوم
يعيد
تقديمها ضمن
رؤية فنية
درامية
واسعة فيها
الكثير من الحذاقة
والخبرة
الفنية،
ورغم أنها
تتناول أحوالاً
اجتماعية
قاسية بالعقليات
التي تنتاب بعض
من كبار
ممثلي
قومياتنا إلا
أنها عرضت في
قالب كوميدي
ومواقف
مضحكة سلبت
الأحداث
مافيها من
ألم ومعاناة
وهي تتحدث عن
معاناة
عائلتين
كلدانية
واثورية
والحب الذي
ربط بين الشاب
يوسف
الكلداني
والفتاة
الاثورية
نهرين ،
فتجري أحداث
المسرحية
حول محاولة كسر
القيود
العنصرية
المسيحية
بين هاتين العائلتين
وعن رفضها
لهذه
الواقعة
التي كسرت
القيود
بزواج الشابين
يوسف ونهرين
خارج ارادة
الوالدين
المتمثلين
بالعائلتين
الكلدانية
والاثورية
على الرغم من
المعاناة والضغوط
التي مورست
عليهم من
ابويهما وتمسكهما
بالأخلاق والحب
الكبير الذي
ربطهما، إلا
أن الأمر
ينتهي بهذه
العائلتين الى
القناعة
التامة بما
جرى لتقوم بدورهما
وتكسر
الجموح
والعقل
المتخلف
الذي
ساورهما طوال
الازمنة
البائدة وبعدما
اعلنوا
زواجهما
وارظخوا
العائلتين
امام الامر
الواقع. في
الفضاء
المسرحي
ظهرت
العناية
الشديدة في تنفيذ
الاضاءة
المسرحية
حيث امتلأت
خشبة المسرح
بالأدوات
التي أظهرت بيت
العائلة
الكلدانية
على يمين
المسرح وعلى
يساره البيت
الاثوري وفي
وسطه تمركزت
الحديقة
التي كان يتوعد
العاشقان
بالمقابلة
فيها ،وبالطبع
لايتفق هذا
مع ماسبق
وتحدثنا عنه
حول بساطة المسرحيات
التي
كان يقدمها
مخرجنا
المسرحي
هيثم ابونا
في بغداد والمحافظات
الاخرى من
وطننا
الحبيب
العراق. في
المعالجة
الفنية يظهر
الجهد
الكبير والخبرة
التي أغدقها هيثم
ابونا على
المسرحية
إعداداً
وإخراجاً
وانتقاء ممثلين
حيث شاركه في
تقديم العرض: المطرب
المبدع سالم
البازي
الاب
الاثوري والد
نهرين
بدور لهيب
بجوري الاب
الكلداني والد
يوسف
بدور المخرج هيثم
ابونا
بدور
سمــو هيوي
شليمون
بدور نهرين ستيفن
ننوايا بدور
يوسف ريمون
سلام بدور
أيشو اضافة الى
الكادر
الفني خلف
الكواليس وعد فرج
متي
السيطرة
الموسيقية سعد
أوجين الاضاءة
المسرحية وربما
نلاحظ
الأداء
العالي في
تنفيذ الادوار،
وبالطبع لم
يكن ذلك بمحض
الموهبة
الشخصية
وانما تم
الاعتماد
على طريقة
أخرى جعلت
الأدوار
تصرخ على
خشبة المسرح
من خلال
التدريبات
المستمرة
والتي قام
بها ابونا ما قبل
فترة عرض
المسرحية كذلك موجودات
المنزل التي
تلونت
بالأحمر
والأزرق
والأبيض
بشكل رهيب اثناء
فترة العرض.
لقد ظهرت
تأثيرات المعاني
وكلمات الاعجاب
على وجوه
المشاهدين
وقد قابلها
الجمهور
بالكثير من
التصفيق .انتشرت
الكوميدية
المضحكة
فكانت
الكوميديا
التي تعتمد
على الموقف بين
يوسف وابيه بتو
والاعمى
الذي ادى
دوره فناننا
المسرحي
هيثم ابونا ً
وكذلك كانت
الكوميديا
التي تعتمد
على مغالطات
اللغة
العامية في
اداء
الادوار ،
كذلك كثرت
العبارات
الخطابية الناقدة
ذات الصدى القومي
بين
العائلتين،
وربما عمل
العرض
المسرحي على
هذا النحو،
هز أجساد
المشاهدين
بالضحك طوال اكثر
من ساعة إلا
أن هذا العمل
الابداعي هز
وجدانهم في
اللحظات
الأخيرة حين بدأ
العناق بين
الابوين
الجامحين وبصوته
المسرحي
الرنان (الاعمى)
يعلن ويوبخ
على
العائلتين
ازالة كافة
العوائق القومية
وراحت
المجموعة بالعناق
فيما بينهم
واعلان ان
الاواصر
العائلية ،
اللغة
الواحدة والايمان
المسيحي بين
(الكلدانيين
السريانيين
الاشوريين )
لايمكن تفرقته
مهما حصل
فيما بينهم . يحق لنا ان
نستمتع
بالمسرح
ونشاطر
المخرج هيثم
ابونا كلمته قبل
بداية العرض (أتمنى
ان نستمتع
معاً )التي
اختصرها
بأربع كلمات
، لانه واثق
من نفسه
وبالعمل
الجبار الذي
نال ثمار
عمله
بالاداء..
فالجدية
الكاملة
صارت رديفاً
للموت في هذه الأيام..
والضحك وسيلة
لمقاومة
اليأس
والاحباط . حين
تتعود
الحياة بين
(الكلدانيين
السريانيين
الاشوريين ) تصير
الأقبية
شرفات عليا
تطل على
الفرح والحياة،
وحين يعود
ممثلونا الى
المسرح ننسى
كل أحاديثنا
عن أزمة القوميات،
ونغفر لمن
اساء بحقنا
تجاه شعبنا
المسيحي
المضطهد في
العراق .
لست
في وارد
تعداد
مضامين
الحدث
المسرحية فالمواجهة
كانت حادة
بين( بتو و وابو
نهرين زيا )جاءت
الكوميديا
في العرض
وكأنها
سخرية مضاعفة..
ضحك أولي
للبقاء وضحك
نهائي على
الأحوال المأساوية
وبين
الضحكتين
كان التوبيخ
مشروعاً للعائلتين
سؤال عميق
تضمنه هذا
العرض يتعلق
بإمكانية وصول
الفكرة والغاية
التي جاء بها
مخرجنا.. وعرض
هذا السؤال
على ألسنة
الشخصيات
عبر الحدث
المسرحي كان
ضرورياً
جداً ليبقى
المسرح فسحة
للاستمتاع
والتثقيف
معاً. بكل
الأحوال
نقول للفنان هيثم
ابونا، ان
عرضه هذا
أعطانا فسحة
لنتنفس بعض
المسرح في
هذا الزمن
زمن القنوات
الفضائية وصرخة
الشخصية
المسرحية
الكبرى المتعلقة
بالأحوال
المعيشية
أظنها وصلت فكرتها
قبل افتتاح
عرض المسرحية
(حـبا رابـا). وجه
الفنان هيثم
ابونا
خطاباً
نارياً ضد كل
المتعصبين
دينيا
وقوميا. صمت
الرجل
طويلاً ثم
بدأ هيثم
متريثاً وهو
يطالب الاباء
والكهنة بأن لا
يراهنوا على
الحماسة بعد
الآن، لأنه
«رهان لم يعد
كافياً ولا ممكناً»،
معتبراً أن
«مشكلة بعضهم
تكمن في تعنّتهم
تجاه رؤاهم»،
في وقت يسود
الجهل
المطبق بالصيغ
القادرة على
الاحتفاظ
بمراكزهم.
لكنه لم يلبث
أن انفجر،
وكأن ما قاله
لم يثلج صدره.
وبعيداً عن
حماسه ، لم
يبتعد في
مسرحيته عن
سياقات عمله
السابقة. طغت
الدراما
الكوميدية
على عمله
الثاني،وقد
جاء إلى
المسرح
ليعدّ
مسرحية
كوميدية
ويقدمها،
مصطحباً
ممثلين
أساسيين جدد.
في مسرحيته
هذه حاول
تجنيد كل
أدوات
الاضحاك
التي لديه.
أكثر من
اللعب
بالمفردات
والجمل. ولم
يتوان عن دغدغة
الجمهور إذا
لزم الأمر
(عبر الايحاء
بالخروج عن
النص ومخاطبة
الحضور،
واعادته بعض
المشاهد على
انه أفلت
الشخصية أو
نسي الحوار).
لكنه أغفل
الحدث الذي
ترتكز اليه
المسرحية
ومفارقاتها
على أساسه .. تاتي
مشكلةاعداد
النص،بدراسة
المستجداد
والاحداث
المسرحية
بكل مراحلها
الفنية من
حيث الاخراج
والاعداد
والبروفات
المسرحية ، فهي
تحدث تحولاً
أو أثراً
ملموساً في
هيئة الشخصية،
ومثالا على
ذلك (لم يكن
مضحكاً لأنه كان
يؤدي
نموذجاً
عصامياً، ثم
صار مضحكاً
في شكل مختلف
لأنه غادر
عصاميته). كان
الشخص نفسه،
وأدواته هي
ذاتها
منقولة من
عمله في
الكوميدي. تكاد
المسرحية أن
تكون شريطا
مسجلاً من الدراما
الرومانسية
التي تطلق من
دون توقف، لا
مكان فيها
للحظة صمت.
تغيب فيها
الفرجة
المسرحية
لمصلحة المواقف،
والدراما عندما
يكون الممثل طبيعياً،
يتجاوب
الجمهور مع
خفة
المفارقات،
والتنكيت
الذي بلغ حدّ
التهريج
أحياناً بالضحك.
على الرغم من
ذلك تخلل
العرض بعض ومضات
الخروج عن
النص الأداء
عند بعض
الممثلين،
وخصوصاً
يوسف الذي
مثل دور
العاشق الذي
قدّم
نموذجاً
مختلفاً عما
فعله بقية
الممثلين، وبلعب
متقن على الشخصية
المنوطة
اليه التي
أداها زملاؤه
. كذلك فعل
ريمون دور
الاخرس ومثله
بجدارة وكلنا
نعلم ان اصعب
الادوار هو
دور المجنون
او الاخرس او
الاعمى ،اضافة
الى لهيب بجوري
والد يوسف
الذي بدوره
اخذ مساحة واسعة
من المسرح
وبرز مواهبه
الفنية ،
كذلك مطربنا المبدع
سالم البازي
الغني
التعريف في
الدانمارك
والدول
المجاورة
بصوته
الغنائي
والذي اخذ
على عاتقه ايضاً
دور ابو
نهرين الذي
اتقنه ومثله بجدارة
،ولا يغيب
علينا الدور
النسائي في
العمل الفني
ومدى اهميته
في
المسرحيات
والاعمال
الفنية بشكل
عام ، فقد دج
مخرجنا
الكبير
ابونا الاخت
هيوي شليمون
والتي مثلت
دور العاشقة
(نهرين) وما
الت اليه في
اتقان هذا
الدور
الكبير البطولي
فعلا اجادت
الشخصية وعاشت
نهرين في
طبيعتها
الاصلية ،
اما الحديث
عن (سمو
الاعمى) وقام
بهذا الدور مخرجنا
الكبير( هيثم
ابونا ) فهو
صاحب الخبرة
المسرحية
الكبيرة فكان
ديناميكي
المشاهد
الاربعة فهو
صاحب الطعم
الخاص في
التراجيديا
المسرحية. إذا كان
الهدف من
عودة وسرد
الاحداث في
المسرحية
فهذا العمل
الفني واحد
من الاعمال
التي يقوم
بها كثيرون من
مفكرينا
وكتابنا وشعرائنا
وغيرهم بند
ونبذ
التفرقة بين
مجتمعنا
المسيحي
(الكلداني
السرياني
الاشوري ) فنحن
امة واحدة
لاتقبل
التفتيت
والتمثيل كل على
حساب مركزه
الخاص . ان نجاح
العمل الفني ومشاهدة
مثل هذه
الاعمال المسرحية
،اهمية جدا
في الظروف
الحالية
للتوعية
الفكرية سوى
كانت
لشبابنا او لنقد
الخلافات
والافكار
السيئة التي
تزرع في عقول
الكثير من
افراد
مجتمعنا
المسيحي،
دون التفكير
بعوائلنا
التي فجرت
بيوتها وشردت
من منازلها
واغتصبت
اعراضها
ونحرت كالدجاج
، وقد تطور
الاحداث نحو
الاسوء ، وكلنا
نحتاج الى
هذا التوبيخ
القومي لكل
من يريد
الخروج من
هذا المسار
(المسيحي)
صاحب اول
حضارة في
التاريخ ، مسيحي
من اب وجد
ودين واحد
واله واحد.. اشكر الاخ
المخرج هيثم
ابونا على هذا
العمل الفني
الرائع الذي جاء
بابعاده
القومية وبطريقته
الجميلة في
سرد الاحداث
واتمنى منه
اعمالا اخرى
تخدم
مبادئنا
القومية سوى
كانت في العراق
او المهجر ،
كذلك الف شكر
لكل زملائي العاملين
في هذه
المسرحية
واتمنى منهم
اعمالا اخرى
اشاء الله وعد فرج
متي الناطق
باسم / فرقة
شيرا للمسرح
والفنون
الاخرى في
الدانمارك |