حذاء منتظر الزيدي هل كان من النوع الـ (قبغلي) أم أبو القيطان !! ( 1 ـ 3 )
أولا: اعتذار لكل قاريء كريم عن ذكر مفردة الحذاء، وعلى طريقة آداب الحديث: ( يكرم القاريء ) والمقامات محفوظة، وناقل الكفر ليس بكافر، ومع الاحترام للجميع، لكن الحدث يفرض استخدام هذه المفردة لأنها كانت ( بطل فيلم زيارة الوداع).
ثانيا: الحذاء ( القبغلي ) في اللهجة العراقية الشعبية هو الحذاء الذي لا يتضمن في تركيبة صناعته خيوطا أو قيطانا للربط.. إنما يكون قطعة واحدة دون أية خيوط (قيطان)، و(القبغ) هو الغلاف أو الشريحة التي تغطي أعلى القدم، وبعكسه.. يكون الحذاء أبو القيطان، من خلال شبكة خيطية تُصنع للتعويض عن هذه الشريحة !!.
ثالثا: ليست هناك أفضلية بين النوعين، وفي الواقع لا توجد إحصائيات دقيقة بهذا الشأن، فهناك من يفضل ( القبغلي ) بينما يفضل الآخر ( أبو القطيان ). والأمر يعود إلى الرغبة الشخصية، وحسب التركيبة النفسية للشخص أو طبيعة حياته اليومية وعاداته ونوعية عمله، وربما نوعية الأرض التي يسير عليها وأمور أخرى نتركها لمخيلة القاريء الكريم!!.
رابعا: بطبيعة الحال لا أحد تقدم بسؤال عن ما إذا كان الحذاء الذي قذفه الصحفي العراقي منتظر الزيدي على الرئيس الأميركي جورج دبليو (علبة فارغة).. هو من النوع الــ (قبغلي) أم أبو القيطان، لكن تناول هذه الواقعة من قبل مختلف الأطراف وعلى مختلف جوانب هذه القضية اندرج ضمن هذه الإشكالية، فصار الزيدي في نظر البعض بطلا شعبيا يعبر عن ضمير الأغلبية الصامتة.. وفي نظر البعض الآخر نموذجا سيئا وخائبا لا ينبغي لأحد أن يحتذي به.
خامسا: في كل شأن: هناك ما هو نظري.. وما هو عملي، والذين تصدوا لهذه الحادثة تناولوها من أحد هذين الشأنين، إما نظريا.. أو عمليا وواقعيا. ولم يحاول أحد المزج بين الحالتين، وهذا ما سنحاول بجهد متواضع أن نتناوله في هذه السطور التي نتمنى أن لا تكون ثقيلة عليكم بثقل الحدث.
سادسا: بحكم عملي في الإعلام، وما يتطلبه هذا العمل من علاقات متشعبة، وربط البريد الإلكتروني الشخصي بعدد كبير من المواقع الرسمية وغير الرسمية والإعلاميين محليا وإقليميا ودوليا.. ومختلف وسائل الإعلام، فقد تلقيت خلال اليومين الماضيين عقب الحادثة عددا كبيرا من التقارير والمقالات والتحليلات التي انصب بعضها ضمن خانة ( ما قل ودل) حيث كانت عبارة عن رسائل قصيرة ( إس إم إس) ومنها: (أن قوة مشتركة عراقية أميركية مشتركة عثرت على مستودع كبير للأحذية في بغداد وقامت بمصادرته فورا). و (أن هناك قرارا يسمح للمواطنين باقتناء الأحذية إلى حد قياس أربعين، أما ما زاد على ذلك فإن الأمر يتطلب موافقات رسمية)!!. وليس هذا وحسب.. إنما هناك عددا آخر وفير من عناوين الأخبار.. على طريقة: ( إن الرئيس بوش أعلن عن أسفه الشديد لاعتماد إدارته على معلومات استخباراتية خاطئة في قرار غزو العراق، وإن أبرز ما حصل عليه من هذه العملية كان زوج حذاء عراقي من النوع الراقي).. لكنني لن أقدم في هذا الجزء رأيا شخصيا بشأن ما حدث.. إنما سأحول أن أستعرض الأمر من مختلف جوانبه.. وذلك في الجزء الثاني بعد أيام قليلة، ثم أعرض تحليلي للواقعة في الجزء الثالث والأخير من هذه المقالة.. وبحيادية مهنية قدر الإمكان، مع بعض التعليقات على هذا الأمر.. وعلى طريقة ( عجيب أمور.. غريب قضية).
شليمون داود أوراهم |