مذيع الاخبار و المواد السياسية

(التعليق – البرامج السياسية)

 

كنت قد كتبت موضوعين احدهما يتعلق بالمذيع ومقدم البرامج و اثرهما على المتلقي والثاني مذيع الربط اليوم سأكتب موضوعا ثالثا هو مذيع الاخبار والمواد السياسية لاشك ان لكل مادة اذاعية او تلفزيونية طابعا خاصا يستدعى علاقة خاصة بينها و بين مقدمها تختلف خلالها طريقة العرض والتقديم حسب ما تمليه طبيعة المادة المذاعة فهناك الندوة و هناك الاخبار وهناك التعليق وهناك الاذاعة الخارجية ...الخ.

فما هي العلاقة بين المذيع ونشرة الاخبار بوجه خاص.. والمذيع والتعليق والبرامج السياسية عموماً.

 

 

1.  المذيع و الاخبار: عرفنا سابقا مواصفات المذيع بشكل عام وحتى ندرك العلاقة بين المذيع و نشرة الاخبار وكيفية ادائها لابد لنا من كلمة سريعة عن الاخبار فنقول ان الاخبار والنشرات الاخبارية عموما وهي فقرة ثابتة في جميع الاذاعات والقنوات لها اوقات محددة خلال ساعات البث اليومي تعتبر خدمة اعلامية هامة و دسمة تقدمها الاذاعة لمستمعيها وابرز مواصفات النشرة الاخبارية:

أ‌-  تحري الصدق والدقة والامانة في نقل وعرض الاخبار

ب‌-  الوضوح والسهولة في التعبير لان الخبر الاذاعي طائر في الهواء لا يمكن للاذن ان تستعيده ثانية بعكس الخبر المكتوب في الصحافة فهو منظور تستعيده العين مرارا.

ت‌-  ترتيب الاخبار وتنويعها بشكل منسق جذاب يشوق المستمع لتتبعها.

ث‌-  استخدام الجمل القصيرة والبسيطة وتجنب التعقيد والاطالة.

ج‌-  استخدام الكلمات والعبارات السهلة والبعد عن الغريب في الكلمات.

ح‌-  تجنب الجمل الاعتراضية واللجوء الى التراكيب البسيطة لمساعدة المستمع على فهم وتتبع الخبر.

 

 

هذه المواصفات التي ذكرناها تقع مسؤولية توفيرها في نشرة الاخبار على المحرر و هو عنصر اساسي في تكوين النشرة اختيارا وصياغة واسلوبا وهنا ننتقل الى العنصر الاساسي الثاني في نشرة الاخبار وهو المذيع الذي يقدمها الى المستمعين او المشاهدين فما هي مواصفات مذيع الاخبار.

أ‌-       فهم الخبر واستيعابه جيدا اساس في ادائه بشكل سليم.

ب‌- الثقة بالنفس والاتزان الذي تعكسه نبرات صوت المذيع اساس آخر في الاداء الناجح.

ت‌- النطق السليم للاسماء الاجنبية ولو أقتضى الامرالاتصال بالسفارة التي ينتسب الاسم الى جنسية دولتها والتثبت من صحة نطقه.

 

وبعد بيان مواصفات النشرة التي هي مواصفات المحرر و بيان مواصفات المذيع نقول:

 

إنَّ النشرة النجاحة هي نتاج جهد مشترك بين المحرر في الصياغة والاسلوب والاختيار و بين المذيع في سلامة اللغة وطريقة الاداء واسلوب العرض، وكم اضاع جهد محرر ناجح اداء مذيع أخبار فاشل، وبالتالي كم اضاع جهد مذيع أخبار ناجح تحرير فاشل.

 

لذا لابد من تعايش بين المذيع والمحرر ومن هناك كان على مذيع الاخبار ان يتوجه الى قسم التحرير قبل وقت كاف من نشرة الاخبار ليطالع الاخبار ويفهمها ويستوعبها ويناقش المحرر احيانا بهدف ان يساعده اسلوب التحرير على ادائها بالشكل اللائق وان تصل الى افهام المستمعين من أقرب سبيل.

 

 

كلمة أخيرة:

يقوم جدل أحيانا حول موضوع انفعال مذيع الاخبار اثناء ادائه النشرة بين موافق و معارض و محبذ و مستنكر وما أراه هنا بتجرد وموضوعية ومن خلال تجربة اعلامية متواضعة ونظرة مخلصة تأخذ بعين الاعتبار القواعد و التقاليد الاذاعية الى جانب عدم تجاهل الظروف البيئية وما أراه ان الاصل هو الاتزان والهدوء لان الاخبار يفترض فيها الحياد  والامانة والموضوعية والمذيع واسطة نقل بين الاذاعة والمستمع ينقل الخبر بتجرد هذا هو الاصل الذي نراعي فيه القواعد والتقاليد الاذاعية، يطرأ على هذا استثناء هو ان كثيرا من اجزاء اي منطقة من العالم  مرت وتمر بمراحل تتسم بالتوتر والانفعال وتلتهب خلالها المشاعر. هل نطلب من مذيع الاخبار ان يكون هادئا متزنا.... أليس المذيع واحدا من ابناء تلك المنطقة مثلا فينفعل بصدق مع اهدافها وتهتز مشاعره وتعتريه حالات القلق والحماسة والانفعال كاي واحد من ابناء المنطقة لاشك في هذا اذن لا بد ان ينعكس انفعاله في مثل هذه الحالات الاستثنائية على نبرات صوته وطريقة القائه ولا بأس في ذلك في اعتقادي بل هو ضرورة اكيدة لانه انفعال صادق له مبرراته وليس احتفالا ولكن مع التسليم بالخروج عن القاعدة والاصل في هذه الحالة تبقى ضرورة ان يبقى الانفعال في حدود معقولة ومقبولة لا نتجاوزها الى الصياح و فقدان الاعصاب والخروج كلية عن الاتزان.