بغديدي
وتسمياتها
العديدة إعداد:
نجيب هدايا يغديدي
تاريخ زاخر
يحفل
بالأمجاد
العظام, عهوداً
تتالت عليها
وهي تحكي
لزائريها
قصّة الأمجاد
وتترك في
العيون
صوراً لا
يمكن أن تفارقها,
وتأسر
وافديها
برباط
لاينفصم ولا
تهرأ خيوطه,
عبق تاريخها
وعطره
الفوّاح
يتصافح مع
أريج فكرها,
رجال بغديدي
حنايا جسدها
ومحراب عفّتها
لأهلها,
إنّها
القدوة
الحسنه
والنموذج الأمثل
في التسامح
الديني
والإجتماعي.
تقع بغديدي
على الضفّة
الشرقية
لنهر دجلة
وتشكّل سهلاً
خصباً
جميلاً مع
نهر الخازر,
تحيط بها ( 17)
سبع عشرة
ناحية وقرية,
تتوسّطها (7)
سبع كنائس
أثرية قديمة
في غاية
الروعة
والإبداع
منها كنيسة
الطاهرة
وكنيسة مار
يوحنا
وكنيسة
مارزينا وكنيسة
مار يعقوب
وكنيسة
سركيس
وباكوس
ومارت تشموني
ومار كوركيس,
تتواجد حول
بغديدي
عدداً من
الأديرة
التاريخية
والمناطق
الأثرية مثل
دير
ناقورتايا
(يوحنا
الديلمي)
ودير مار
قريا قوس,
ومنطقة
مضَاعة هذا
الموضع
الأثري
التاريخي
القديم الذي
يحكي العصر
الإشوري وتوالت
عليها عن غرق
أحد أبناء
الملوك
القدامى قبل
آلاف
السنين.من
الأرجح أن
تكون بغديدي قد
أسّست في
القرون
الخوالي منذ
العصر الآشوري
وتوالت
عليها
إمبراطوريات
وعهود
وغزوات بين
حقبة وأخرى
من الزمن
ممّا تعاقبت
هذه الأحداث
من إكتساب
البلدة
تسميات
عديدة
تتعلّق بالحقب
الزمنية
التي مرّت
بها وفيما
يلي بعض هذه
التسميات
التي نتطرّق
إليها بشكل
مختصر جداً. 1-
مدينة راسن:
ذهب بعض
المؤرخون
إلى أنّ
بغديدي ما هي
إلاّ آثار
المدينة
الآشورية
القديمة وكتب
عنها
المؤرّخ
ياقوت
الحموي
بناءاً لما ذكره
المستشرق
(أوبير) من
خلال رحلاته
إلى بلاد
مابين
النهرين حيث
قال ((يرجّح
أنّ يكون موقع
راسن))
المدينة
الآشورية
التي شيّدها
(الملك نمرود)
بين (آشور
وكالح هو
موقع بغديدي
اليوم )) وذكر
الكاتب عبد
المسيح
بهنام المدرس
(( أنّ أحد سكان
بغديدي عثر
قرب دير
ناقورتايا
على ختم حجري
إسطواني
الشكل نقشت
على جوانبه
صورة ملك
آشوري
يتعبّد
للشمس
والثور المجنّح
وشجرة
الحياة)). 2-
باكديدو: لفظة
بكديدو هي
نّد للفظة
(كذوذو)
ومعناها
الشباب
وهناك رواية
منقولة تقول ((
إنّ المعركة
الحاسمة
التي دارت
بين قوات
الفرس
والآشوريين
عام 610 ق.م حصلت
قرب (بكديدو). 3- بيث
خوديدا:
محرّفة عن
لفظة (بيث
كذوذي) الآرامية
ومعناها بيت
الشباب. 4- بيث
خديدا: لفظة
آرامية
معناها بيت
الآلهة وإستعملها
الساسانيون
كذلك. 5- بيث
خديدة: تسمية
فارسية
معناها (بيت
الآلهة) وكانت
بغديدي بلدة
مجوسية فيها
معابد كثيرة للنار
والأوثان
ولا تزال
آثارها
شاخصة لحدّ الآن
وخاصة ما
موجود تحت
تلّة كنيسة
مارت شموني
من زقورة
وثمانية
آلهة كان أهل
بغديدا
يعبدونها
قبل إعتناقهم
الديانة
المسيحية
ومن تلك
الأصنام
الإله ياني-
وكوش ومام. 6- بيث
كذاذي: لفظة
آرامية /
سريانية
معناها (بيث يعني
الموقع أو
المكان
كدادي تعني
خيوط) حيث يقال
أنّ بغديدي
قد إشتهرت
فترة من
الزمن وبالتحديد
في أواخر
القرن
الثامن عشر
بصناعة
الغزل
والنسيج. 7-
باخديدا:
لفظة آرامية
محرنة من
لفظة (بيث دينا)
أي بيت
الحدأة وهو
طائر أسود
اللون يقال
أنّه كان
يكثر وجوده
في المنطقة. 8-
بوخديرا:
هناك تقليد
آخر عن إسم
بغديدي مثبت في
مخطوطة
كتبها
الناسخ (هديا
شمو) عام 1669- 1670
يضاف إلى
لائحة أسماء
بغديدي غير
أنّه من السهل
الخلط
بالسريانية
بين (بوخديرا)
و (بوخديدا)
بمجرّد وضع
النقطة فوق
حرف ما قبل
الأخير (بوخديرا)
ليقرأ راء،
أو تحته
ليقرأ دال
(بوخديدا)
باللغة
السريانية. 9-
بغديدي: كلمة
يطلقها سكان
بغديدي
المسيحيين
والناطقون
باللغة
الآرامية
الشرقية (
السريانية )
ومحليا تسمى
(السورث) 10- قره
قوش: بالرغم
من الاختلاف
في كتابة
كلمة قره قوش
فتكتب
أحياناً (قره
قوش إو قرقوش
أو قراقوش)
إلاّ أنه
هناك إجماع
عام وقناعة
ثابتة بأنها
لفظة تركية
تعني (الطير
الأسود)
وأطلقت هذه
التسمية بان
حكم الأتراك
وهناك من
يقول إن الزى
الأسود الذي
كان يرتديه
سكان بغديدي
من كلا
الجنسين
آنذاك كانت
تسمى بهذا
الاسم. ومن
المحتمل أن
الأتراك قد
نقلوا معنى
كلمة
باخديدا (بيث
دينا) إلى لغتهم
فقالوا قره
قوش. وقيل
الدولة
العثمانية
كانت تطلق
أسماء خاصة
على كثر من
المواقع وتستمد
ذلك من
اعتبارات
ترجع إلى
الفرق الحربية
والعسكرية
واعلامها
الخاصة. 11-
الحمدانية :
في مستهل
القرن
العشرين
بُدّّّل اسم
بغديدي باسم
آخر وهو
الحمدانية
الأولى ثم
مركز قضاء
الحمدانية
استنادا إلى
حجج التعريب
وتيمنا باسم
قبيلة (
البوحمدان)
التي كثيراً
ما نغصت عيش سكان
هذه البلدة
وإنتشرت هذه
التسمية
بسرعة فائقة
بفضل
إستخدامها
في الدوائر
الحكومية
التي فضّلت
عن بقية
أسماء بغديدي
التاريخية
بعد أن تمّ
فرضها جبراً
على المواطنين.
فالتاريخ
والحضارة
لايجيزان
المساس بأسمائها
وتشويه
تاريخها فمن
حق بغديدي أن
تحتفظ بأسمائها
القديمة
وتعاد إليها
بعد طمسها
بتعمّد حالها
حال الموصل
التي إحتفظت
بأسمها
القديم (نينوى)
وهكذا
بالنسبة إلى
تلكيف
وألقوش وسنجار
والخ. المصادر:-
كتاب قره قوش
في كفّة
التاريخ- عبد
المسيح
بهنام
المدرس كنائس
بخديدا- سهيل
قاشا أعداد من
مجلّة
العائلة
الصادرة في
بغديدي من جريدة
نيشا/ العدد 75
|