أيّها الأخوة ( الكلدان الأشوريين السريان)

 

هل نعرف هويتنا الحقيقية؟

 

 

بقلم المهندس نافع شابو البرواري

 

يقول مارتن لوثر (القس الزنجي محرر الزنوج في امريكا)

 

(اذا لم نستطع أن نعيش معا كأخوة فاننا سوف نموت معا كاغبياء)

 

هذا القول الحكيم الذي نادى به هذا الكاهن منذ ستينات القرن العشرين

 

لازال يرن في ضمائرنا الى اليوم ويهز مشاعرنا نحن الذين نعيش في القرن الواحد والعشرين

 

كم نحن في امس الحاجة الى  قيادة حكيمة مؤمنة بالرب يسوع المسيح الملك العظيم على امثال مارتن لوثر ليقود نا نحن مسيحيي العراق لكي نتوحد ونستمد قوتنا من الروح القدس كي  نكون قلبا واحدا  وروحا واحدا وايمان واحد واله واحد وهدف واحد ومصير واحد ومستقبل واحد واعد بالسلام والأستقرار والعيش المشترك؟

 

 نعم نحن نحتاج الى قيادة حكيمة وربان سفينة يقودنا الى شاطئ الأمان

 

والا سوف تغرق السفينة في بحر الظلمات  لان العواصف شديدة وامواج البحر عاتية وكادت المياه ان تدخل في سفينتنا فتغرق(متى 8:23  )   فكما أن يسوع المسيح يستطيع ان يتحكم بقوى الطبيعة فهو وحده القادر على السيطرة على عواصف حياتنا وخاصة في هذه الايام التي نعاني فيها من  الاضطرابات والأنشقاقات والفوضى العارمة وعدم الرؤية وضعف الأيمان والتشتت والتحّزب  واللامبالات للمخاطر التي تحيط بنا من جميع الجهات

 

 كل هذه المخاطر المحدقة بنا لازلنا نحن( الذين في هذه السفينة المهددة بالغرق في اي لحظة ) نتخاصم ونتقاتل على الحصص والمناصب والقومية والكراسي والتنافس على النسب والشرف والاسماء والأمجاد الفانية

 

انه لأمر محزن ان لا نستفيق على الخطر المحدق بنا ولا ننتبه الى ما يدور حولنا حيث وجودنا في خطر

 

 الأرهاب  يحيط بنا من كل الجوانب ونحن مشغولين بامور فارغة  وندور في دوامة هذا البحر الهائج دون ان نعرف كيف نصل الى شاطئ الأمان. انها كارثة حقا أن نصل الى هذا المستوى الهابط من قلة الفهم والمعرفة والجهل الذي تفشى فينا والفقر الروحي الذي اصابنا وفتور الأيمان الذي اصبح مثل الماء الفاتر الذي لاطعم له ومثل الملح الذي فقد نكهته ومثل النور الذي حل مكانه عتمة الظلام .

 

أين تقودنا يا ترى هذه المركبة  التي كثر  عدد قبطانها ؟ الجواب وكما يقول المثل

(تغرق السفينة لكثرة ملاحيها)

 

.يا للأسف يا للعار يا للخزي ان نصل نحن ابناء كنيسة المشرق الاصيلة الى هذا الياس والأحباط وفتور الأيمان  وضحالة الفكر والمعرفة بينما كانت كنيستنا  عبر التاريخ  كالخميرة في العجين  ونورا يسطع شعائه شرقا وغربا  شمالا وجنوبا وفي كل شبر من ارض وادي الرافدين هناك شهيد  حتى   لقبت كنيستنا  بكنيسة الشهداء

 

وكانت عامرة بمراكز العلم والمعرفة والجامعات والمدارس التي تخّرج منها الكثيرين من العباقرة واللاهوتيين والحكماء والعلماء أمثال مار أفرام السرياني  الملقب بكنارة الروح القدس وكثيرين غيره   قد نحتاج الى قائمة طويلة لذكر اسمائهم.

 

أين اصبح موقعنا نحن ورثة كنيستنا المشرقية؟ هل حافضنا على كنز الايمان الذي سلّمه لنا ابائنا وشهدائنا وقديسينا لنسلمه لابنائنا وبدورهم ليسلموه الى الأجيال القادمة ؟ سؤال يجب ان يطرح اليوم لاننا  واذ نحن في هذه السفينة التي تحملنا  نحو المجهول علينا ان نصحو ونستيقض من هذا النوم القاتل قبل فوات الأوان وقبل ان تنقلب المركبة فتغوص في بحر الظلمات علينا أن نستنجد بالرب يسوع المسيح كما استنجد التلاميذ به وهم كانوا مرعوبين وخائفين ويائسين علما ان خالق الكون الذي له السلطة على الطبيعة كلها كان معهم في السفينة .هكذا هي  حالتنا نحن المسيحيين اليوم فنحن ايضا خائفين مرعوبين هذه الأيام لقلة ايماننا وعدم تسليمناحياتنا لقيادة المسيح الذي بيده فقط مصيرنا ومستقبلنا وحياتنا سر قوتنا نحن المسيحيين هو ليس في قوتنا الطبيعية ولا بقوتنا العسكرية ولا بقوتنا المالية ولا بمناصبنا الحكومية ولا بمراكزنا الحزبية ولا بقوميتنا الكلدانية او الآشورية او السريانية سر قوتنا لايكمن في التفلسف او الافتخار بالنسب والحسب والتباهي بحضارات لم نشارك في صنعها سر قوتنا لايكمن في الجدالات والأتهامات بعضنا للبعض الآخر ولا يكمن في جهودنا واعمالنا  ولا حتى في نشاطاتنا من اجل تحقيق

 (حلمنا )بالحكم الذاتي لنا.

 

اذن أين يكمن سر قوتنا؟

 

سر قوتنا يكمن في الصليب الذي يرمز الى التضحية والمحبة والفداء الذي   فيه قدم المسيح نفسه قربانا لكي يخلصنا من الموت والخطيئة  وقوات الشر

 

نعم بالصليب الذي يقول المعلم بولس الرسول(فالبشارة عند الذين يسلكون طريق الهلاك حماقة .وأما عندنا نحن الذين يسلكون طريق الخلاص  فهو قدرة الله....واذا كان اليهود يطلبون المعجزات ,واليونانيّون يبحثون عن الحكمة ,فنحن ننادي بالمسيح مصلوبا)(كورنثوس الأولى( 1:18َ

 

اننا ان لم نؤمن بان المسيح معنا في هذه الأرض التي نعيش فيها ولا نؤمن بقوله كونوا واحدا كما انا والآب واحد فاننا لسنا مسيحيين حقيقيين بل نحن مسيحيين بالهوية وبالوراثة 

 

اذا لم ندرك أن قوتنا الفوق الطبيعية هي تاتي من قوة الروح القدس الذي يسكن في كل واحد  فينا فنحن لا حول لنا ولا قوة . يقول الرب يسوع

 

المسيح( ولكن الروح القدس يحل عليكم ويهبكم  القوّة وتكونون لي شهودا في أورشليم واليهودية كلها , والسامرة  حتى أقاصي الأرض )( أعمال 1:8)

 

ان الخاضعين للقوانيين والشرائع ا لأرضية يشعرون بالعجز والفشل والضياع والخوف والخنوع والمساومة والتهرب من قول الحق والتسليم

 

لواقع الحال . اما المسيحيين الحقيقيين هم من يصنعون المعجزات باسم الرب يسوع المسيح وليس عندهم ما هو مستحيل لان الروح القدس يعمل فيهم ولا توجد قوة في الأرض تستطيع ان تقف امامه .هذا ما يخبرنا به سفر اعمال الرسل وسيرة القديسين والشهداء المؤمنين الذين غيروا وجه التاريخ واستطاع  ناس بسطاء ومهمشين ان يقلبوا موازين القوى ويواجهوا الملوك والأمبراطوريات بقوة الكلمة وبالحوار وقول الحق حتى على حساب حياتهم

 

 فمتى ما عرف الأنسان  هدفه الأبدي  تحرر من الخوف في مواجهة المخاطر .فالحياة المسيحية هي تحدي الصعاب والسير عكس التيار  للوصول الى منابع الايمان الصافي

 

اليوم ليس أمامنا الا اختيارين لا ثالث لنا وهما

 

1-نحن في حالة حرب دائمة فاما  ان نتبع المسيح ليكون قائد وقدوة لنا ليقودنا  في موكب النصر  ونرفع رؤوسنا الى السماء مفتخرين ليس بقوتنا  بل بقوة الروح القدس به نحارب قوات الشر والأجناد الروحية

 

2- واما ان نلتحق بمعسكر العدو (الشيطان ) والأرواح الشريرة التي فيه نطأطأ رووسنا خا ئفين مواجهة قواته الشريرة فنقع اسرى هذا الماكر والمخادع فيسلب ارادتنا وحريتنا ويشل فكرنا ويدمر ما بناه ابائنا واجدادنا.

 

ان العاقل هو من يمشي في موكب المسيح المنتصر سابقا في هذه الحرب وقبل وقوعها.اما الغبي فهو الذي يخرج من الموكب ويصطف مع العدو

 

ان القادة الدينيين اليهود (وكما الكثيرين من القادة الدينيين المسيحيين )وقادة الحكومات والملوك والامبراطوريات  قد اخذوا فعلا موقف العداء من الرب يسوع المسيح (مرقس 3:2) لأنهم حسدوا يسوع المسيح على شعبيته ومعجزاته وسلطانه في الكلام .ولأنه فضح اعمالهم الشريرة.ففقدوا رؤيتهم لهدفهم( كقادة دينيين ) وهو أن يرشدوا الناس الى معرفة الله .وعندما كشف الرب مواقفهم الحقيقية صاروا اعداء له.

 

واليوم كيف نواجه هذا البحر الهائج الذي يحيط بنا من جميع الجهات ونحن لا قادة دينيين حقيقيين  ولاقادة دنيويين لنا؟

 

كيف نواجه المخاطر والصعوبات والمحن والارهاب والحروب والتهجير والتخويف ونحن الذين ندّعي اننا مسيحيين ولكن ايماننا مبني على اساس رملي هش  نسقط في اول تجربة  او محنة نواجهها؟

 

لماذا نكرر نحن أبناء القديسيين وشهداء المشرق نفس الأخطاء التي وقع فيها الشعب اليهودي منذ الاف السنيين فهم لم يكتفوا بالأبتعاد عن الله في العهد القديم بل ذهبوا ابعد من ذلك فصلبوا ابنه؟

 

وعندما نقرا الكتاب المقدس عن مصير اليهود  بعد( ان انكروا الله وابنه يسوع  ) فقد تشتتوا في انحاء العالم  نتيجة انجراف القادة الدينيين الى  الامور الدنيوية وبهذا اصبح الشعب اليهودي ينجرف الى عبادة الأصنام وشهوات هذا العالم وانفصلوا عن الله الذي كان يرافقهم في محنهم طالما كانوا متمسكين به.

 

وما اشبه اليوم بالبارحة ونحن الذين ندعي كوننا مسيحيين الآ ان الحقيقة نحن لا نستحق ان نحمل هذا الاسم بسبب ما وصلنا اليه من التخبط والأنفكاك والتفرقة  والطائفية والقومية العنصرية وحب الشهوات وملذات هذا العالم حتى اصبح الكثيرين  من رعاتنا عبيدين للمال فهم  التهوا بالمجد الزائل وتركوا رعاياهم( الذين اشتراهم المسيح بدمه الزكي) معرضين لاخطار الذئاب الخاطفة بدل ان يجمعوهم, فهم فرقوهم وبدل ان يقّووا ايمانهم بكلمة الحياة  نراهم  قد ساهموا في فتور الأيمان عند رعيتهم.

 

هكذا عندما يبتعد القادة الروحيين عن الله ويزيحوه من ايمانهم تصبح حياة هذا الشعب في مهب الريح فيفتر الأيمان   وتتشتت الرعية  ..

 

كان علينا ان نتعلم العبر والدروس من شعب اسرائيل وكيف تشتت في انحاء المعمورة ولكننا لم نتعلم لاننا لا نقرا  الكتاب المقدس الذي هو غني بالعبر والدروس الروحية والانسانية ولم يشجعوا روؤسائنا الديينين ان نقرا هذا الكتاب الذي يعتبر كنزا لا يقدر بثمن.وبدل ان يرشدوننا لمعرفة الحق تركونا نجهل الكثير من الأمور الروحية, لخوفهم على كراسيهم ومناصبهم وشهرتهم .

لقد سمح الله لبابل بان يكون لها قوّة وقتية لغرض تأديب شعبه الأسرائيلي المرتد  , وعندما قضي الغرض ,انقضت قوة بابل

وهكذا فعل مع الآشوريين الذين كانوا عديمي الرحمة كما يخبرنا الكتاب المقدس . ان الذين يشتهون القوة سينالهم خراب شديد كما جرى للأمبراطوريتين الكلدانية والآشورية والفارسية واليونانية والرومانية

حيث لم يبقى منها الا الأطلال كما تنبأ  بذلك النبي دانيال وهو في بابل قبل اكثر من  2500

(ورأيت  أن  حجرا انقطع من الجبل من دون أن تلمسه يد فسحق  الحديد والنحاس والخزف والفضة والذهب )(دانيال 2:45

نعم الحجر هو المسيح الذي سحق  التمثال الذي كان من الحديد والنحاس والخزف والفضة والذهب التي ترمز الى تلك الأمبراطوريات  اعلاه

الم يقل الرب( الحجر الذي رفضه البناؤن صار راس الزاوية)

الم يقل الرب يسوع المسيح بشخص الرسول بطرس( انت الصخرة وعلى  هذه الصخرة ابني كنيستي وقوات الجحيم لن تزعزعها)

 

ولكننا نحن المسيحيين في العراق لازلنا نبكي على تلك الأمبراطريات التي قتلت شعب الله وانبيائه وكان الامبراطور ياّله نفسه ويطلب من شعب الله  وانبيائه ان يسجدوا له.

 

 يا للمصيبة والهوان أن نفتخر بتلك الحضارات الوثنية  التي زالت  وأصبحت  خرائب واطلال بينما لا نفتخر نحن مسيحيي وادي الرافدين بحضارتنا المسيحيية التي بدأت منذ الفين سنة( عندما ظهر نجم المسيح في سمائنا ليقود الملوك الثلاثة الى بيت لحم حيث ولد الرب فكان هولاء الملوك أول المؤمنين بعد امّنا العذراء مريم ويوسف الصديق) ولا زالت مملكة المسيح تشع الى العالم كله ويدخل الى المسيحية حتى قبائل اكلي لحوم البشر ليصبحوا حمائم للسلام   ,وهانحن( كما يخبرنا النبي زكريا) نأكل لحم بعضنا البعض(زكريا11:9      

 

 ولا زالت هذه الحضارة تنتشر في العالم كالنار في الهشيم بينما نحن في العراق قد خمد فينا نار الروح القدس واصبحنا فاتري الأيمان وينطبق علينا قول الروح القدس لكنيسة (لاوديكية)( أنا أعرف أعمالك وأعرف انك لا بارد ولا حار  وليتك كنت باردا أو حارا .سأتقيّئك من فمي لأنك فاتر ,لاحارٌ ولا باردٌ)(رؤيا 3:  15  -16

 

انه لجهل عظيم ان لانعرف قيمة الكنز الذي سّلمه ابائنا لنا وبقوا طوا ل مئات السنين يجاهدون بسلاح الروح القدس ليسلموا لنا هذا الكنز الذي لايقدر بثمن ,بينما نحن لانحافض على هذه الوديعة التي هي أمانة سنحاسب عليها حسابا شديدا ان نحن لا نحافض على ايماننا ونسلمه لأبنائنا.

 

عندما نتصفح  كتب  التاريخ لم نقرأ في صفحاته( في ايام ازدهار الكنيسة المشرقية) اي اسم اشوري أو كلداني أو ارامي (سرياني)       بل الكل كانوا يسمّون سوريايي أو سورايي أو مشيحايي ونقرأ كثيرا عن السريان في الكتب العربية  الذين سمّيوا بهذا الأسم بعد ان انتشرت المسيحيية في سورية والعراق وتركية

 

يقول  معلمنا بولص الرسول لتلميذه تيموثاوس(..لتوصي  بعض الناس ان لا يعلّموا تعاليم تخالف تعاليمنا ,ولا يصغوا الى الخرافات وذكر الأنساب التي لانهاية لها, فهذا يثير المجادلات ولا يخدم تدبير الله المبنيّ على الأيمان)(تيموثاوس الأولى1:3,4

 

الا ينطبق قول الرسول علينا نحن المدعيين اننا مسيحيين ولكننا لا زلنا لسنوات نتجادل ونتصارع على الحسب والنسب والقومية والطائفية؟

 

أنضروا ماحل بنا من الشقاء والبلاء والتشتت  بسبب جهلنا لهويتنا المسيحية واصبحنا مثل السكارى نترنح من ثمل الخطيئة ونسير الى طريق يقودنا  الى الهاوية والزوال  .أُنظروا ماحلّ بنا من الشقاء والبلاء والماسي والمصائب والتشرد في العالم, ومع هذا لانتعلم من هذه المحن دروسا وعبر لكي نتوب ونرجع الى ملكنا يسوع المسيح لنسجد له قائلين على لسان داوود الملك( قلبا طاهرا اخلق فيّ يا الله  وروحا جديداً كوّن في داخلي)( مزمور 51:12

 

 

 اليس التاريخ يعيد نفسه فنرى بدل الشعب الأسرائيلي ها هو شعب المسيح الذي بذل يسوع الأبن نفسه لاجله ومع ذلك لازال هذا الشعب بعيدا كل البعد عن معرفة الله والأتكال على قوته وحمايته  وبعيدين عن الوحدة والأخوة والسلام والمحبة والرجاء والأيمان؟

 

ان الشيطان هو الذي يفرق بين اعضاء جسد المسيح   وها نحن متفرقين  ومختلفين ومخاصمين بعضنا البعض ومتشتين في الرؤئ والطريق الذي نسلكه نحو الهدف   بينما الرب يقول لنا ( أنا هو الطريق والحق والحياة)(يوحنا 14:6   ).

 

اليس هذا ما نلمسه  في قياداتنا الدينية والدنيوية, اليست كنيستنا (ا المؤمون ) منقسمة على نفسها؟

ان شهادتنا للمسيح دون ان نستمد قوتنا من الروح القدس فهي باطلة ولا ثمر لها كالتينة التي تحمل اوراق خضراء ولكن لا تحمل ثمر

والتلاميذ كانوا خائفين مرعوبين  حتى حل عليهم الروح القدس في يوم الخمسين (عيد العنصرة) نالوا قوة  بهذه القوة غيروا وجه التاريخ علما انهم كانوا ناس بسطاء وصيادين .

وما احوجنا نحن مسيحيي العراق الى قوة الروح القدس ليلهب قلوبنا بنار المحبة ونكران  الذات   من اجل ان نكون واحدا مع المسيح  كما المسيح هو واحدا مع الأب

اذن الكنيسة فقط هي ملجئنا   وهي الام التي تحمينا من كل الأعداء ولا خلاص لنا الا بالرجوع اليها وان نكون مثل الرسل الاولين اخوة نتقاسم الهموم والمشاكل والخبز وكل شئ كما يخبرنا البشير لوقا في سفر أعمال الرسل( وكان المؤمنون ,لايدعي احد منهم ملك ما يخصه بل كانوا يشاركون في كل شئ لهم )(اعمال 4:32

السنا نبحث عن من يخلصنا من محتنتنا ولكننا تعساء جهلاء  لأنه لا يوجد لنا مخلص من محنتنا الآ  الرجوع الى الرب يسوع المسيح القائل (تعالوا الي ياجميع المتعبين وثقيلي الأحمال وانا اريحكم)

الم يقل الرب (ثقوا لقد غلبت رئيس هذا العالم) فالى من نذهب لينقذنا وهو عنده الحياة الأبدية؟

الم يقل لنا ( فانكم بمعزل عني لاتقدرون أن تفعلوا شيئا)؟

الم يقل ( أنا الكرمة وأنتم الأغصان....اثبتوا فيّ وانا فيكم)؟

 

الم يقل الرب (لا تخافو ا من الذي يقتل الجسد ولكنه لايستطيع ان يقتل الروح)

 

نعم الأعداء قد يستطيعوا ان يفرقوننا ويقتلوننا ولكن ان كان ايماننا قويا فهم لن يستطيعوا قتل الروح التي فينا. الم يقل الرب انه سوف يرسل لنا المعزي(الروح القدس) والذي يعني المعين فهو يعيننا في كل مصائبنا ومشاكلنا وقضايانا المصيرية وهو حتى يتكلم نيابة عنا عندما نحضر في المحاكم (يوحنا 15:25

الم يقل الكتاب المقدس  (ان كان الله معنا فمن علينا)

الم يقل الرب ( انا معكم كل الأيام والى منتهى العالم)

ان الرسل المسيحيين الأولين استمدوا قوتهم من الروح القدس ليفتحوا العالم وبشروا بالأنجيل وذهبوا الى الموت وهم منتصرون  فلا الزوابع ولا السيول ولا هيجان البحر استطاع ان يزحزح ايمانهم ورجائهم

يقول كاتب المزمور( لا صوت المياه الغزيرة ولا هدير امواج البحر  كهدير الرب في علاه)(93:4)

 

الرب يقول لنا (لو كنتم من هذا العالم ,لأحبكم العالم كأهله ,ولأني أخترتكم من هذا العالم وما أنتم منه)   (يوحنا15:19) .

 اليوم مااحوجنا الى قبطان ليقود سفينتنا (كنيستنا) وسط امواج هائجة (الشر المحيط بنا)   وليس لنا الا الرب يسوع الذي هو وحده يستطيع ان يهدي البحر والعواصف  لنعيش بسلام وامان واطمئنان

 

الم يقل المسيح للتلاميذ يا قليلي الأيمان لماذا تخافوا وخالق الكون معكم عندما كادت مركبتهم أن تغرق؟

 

اليوم  شعبنا المسيحي في العراق يعيش حالة الأنحطاط الروحي فالكثيرون  يبحثون لسنوات طويلة عن اسم لقوميتنا  ويجتهدون ويدرسون ويبحثون في المصادر التريخية والاثار وو ...الخ  ولكنهم يضعون الكتاب المقدس على الرف في مكتباتهم ليغطيه التراب وبهذا هم يجهلون قول المسيح الذي قال للذين شكوا فيه ( فتشوا الكتب انكم ترون فيها الحياة الأبدية هي  تتحدث عني)

 

يقول الرب في العهد القديم (هلك شعبي لعدم المعرفة)

 

ويقول المزمور (سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي)

 

ايضا يقول ( الثور يعرف مقتنيه والحمار معلف  صاحبه أمّا بنوا اسرائيل  فلا يعرفون ,شعبي لايفهم شيئا اشعيا 1:3)

 

 

نتألم كثيرا عندما نسمع صوت صارخ في صحراء حياتنا الروحية ينذرنا  لينهضنا من نومنا العميق وهو يكاد يكون الصوت الوحيد في هذا الزمن السيئ الذي ينادينا للتوبة والرجوع من طريقنا المؤدي الى الهلاك

 

انه صوت ابينا الأب البير أبونا  الذي يدوّي في اذاننا وهو يذكرنا بصوت يوحنا المعمذان الذي أنذر شعب اسرائيل  بأنهم ان لم يتعمذوا ويتوبوا ويثمروا ويهيئوا قلوبهم لمجئ المسيح فانهم سوف يزولوا وينتهوا

 

(ها هي الفأس على أصل الشجرة فكل شجرة لا تعطى ثمرا جيدا ,تقطع وترمى في النار)(لوقا 3:9

 

لنتذكر كما أبائنا كانوا يحييون ذكرى (باعوثا)   تحذير الله على لسان النبي يونا ن لمدينتنا نينوى فها هو اليوم ابونا البير ينذرنا بالزلزال القادم ان لم نتب ونرجع كما فعل شعب نينوى قبل اكثر من 2500 سنة

 

(وكانت كلمة الرب الى يونان ثانية قال:قم اذهب الى نينوى المدينة العظيمة ونادي بما اقوله لك)(يونا 3:1)وكلنا يعرف كيف تاب شعب نينوى وصام ولبس المسوح   ثلاثة ليالي وثلاثة ايام  ورجع الى الله

 

لماذا نحن اليوم نقع في نفس الأخطاء التي وقعت فيها الشعوب في العهد القديم والعهد الجديد؟ لماذا لا نتعلم العبر والدروس من الكتاب المقدس حتى لانكررها نحن الذين حملنا اسم المسيح؟

 

الرب يقول (أنا الراعي الصالح,أعرف خرافي وخرافي تعرفني)( يوحنا 10:14)

 

السؤال المطروح هل حقا نحن نعرف المسيح؟

 

 نحن بحاجة الى  مراجعة أنفسنا ومعرفة هويتنا الحقيقية وهي المسيحية  ورمزها هو الصليب الذي يجب ان نرفعه كعلامة لاتحادنا ووحدتنا وهو فخر لنا نضعه على صدورنا وكنائسنا وفي جميع  مؤسساتنا الدينية والمدنية انه يرمز الى مملكة المحبة والتضحية وبذل الذات ,مملكة التواضع والرجاء والسلام ,مملكة الأخوّة والعيش المشترك وتقاسم الخبز والمشاكل والهموم

نعم لنا حضارة اسسها المسيح على حجر ولا تستطيع اي قوّة غاشمة النيل منها  فملكوت الرب هي في قلوبنا وضمائرنا  . حضارتنتا هي ابدية وتمتد اليوم الى اقاصي الأرض كما تنبأ النبي ميخا قائل:

(لأن عظمته ستمتد الى أقاصي الأرض)(ميخا 5:4)