صباحات الوطن.... صباحات الأنترنت

 

 

النصير ئاشتي

 

الصباحات دفء ومحبة.. رغبة للتسامح.. فرحة مشتهاة.. ورحيل الى عالم الأحلام..تفيض به الروح الى كل ماهو جميل.. كي تنفض غبار الكراهية.. مثلما تنفض عن الملابس غبار بغداد هذه الأيام

الصباحات صوت فيروز.. (من زمان أنه وزغيره).. تتذكر أيام طفولتك.. حيث ارتجافك بردا، وأنت تحاول أن ترفع العلم يوم الخميس.. لا شيء يا سيد الصباحات.. غير هذا الوطن الذي أحببت.. لا شيء

تدور بك الأرض دورتها..وتمضي بعيدا عن الحزن..حيث روح الوطن تسكن روحك.. يا هذا الغارق في لجاجة بحر التحدي.. اخفض جناحك وأمضِ بعيداً.. فليس سوى الحزن يفتح ابوابه بوجهك.. وانت النصير الشيوعي المولع بالتفاؤل منذ أبتدأت بقراءة الحرف الأول لانتمائك.. أخفض جناحك وأمضِ بعيداً... دبابات المحتل لا يوقفها الهذيان.. ولا توقفها الأحلام.. تريث قليلاً.. فقد حالفك الحظ في التريث أكثر من مرة ٍ..

تنهض كل صباح كالمذعور.. فصباحات الوطن المحتل.. لا تشبه كل صباحات الكون.. تنفض عن عينيك نعاس النوم المتقطع.. وتروح تجرب حظك في الأنترنت.. الخط سليم هذا اليوم.. وجهاز الحاسوب سعيد بلقائك هذا الصباح..والأجواء لبدء الجولة حاضرة.. قدح من شاي الحصة...وتيار كهربائي من مولدة محلية الصنع (شمر بخير ما ينقصهه غير الزاد والخام) وتوهم نفسك بصباحات الأنترنت.. كأنها صباحات الوطن.. كي تقرأ أخبار الوطن المحتل.. كأنك ما شاهدت المارينز يجوبون شوارع بغداد...

صباحات الوطن.. صباحات الأنترنت

العادة في الحب أسوأ ما خلق الإنسان.. وانت تعودت.. رغم أنصاريتك الشيوعية.. ان تبحث في الليبرالية... تبحث عن دفء  الحب.. عن حزن القلب.. عن آلهة لم يصنعها الإنسان... ولكن عن الهة لا تعرف طعم الشتم... ولا تعرف طعم الغدر..

ويأخذك العجب المرُّ، كيف لمن يدّعي الثقافة؟ ان يساوي بين فهد وصدام حسين، التساؤل يدخل في شرعية التواجد، هل ترى عرف هذا المثقف، فحوى جملته؟؟ هل يدرك هذا الذي يدعي الثقافة، كم تسيء المقارنة، لبشر ربما هم أسمى وأجل من كل عباد الله؟ تـَعلمنا ان الثقافة تعني الحب... الثقافة تعني التسامح، الثقافة تعني أحترام التأريخ، واحترام الذين ساهموا في صنعه، الثقافة صباح جميل، صباح معطر بالياسمين.

تـَعلمنا من أن  الثقافة بعيدة عن روح الشتم والتشفي.. الثقافة حديقة الجمال، الثقافة روح الذوبان في الآخر، لا داء الشتم، ولكن للأسف الثقافة للبعض، مفتاح لديمقراطيتهم في الشتم، أشتم الشيوعيين كي يقال عنك ديمقراطيا، أشتم الشيوعيين كي يقال عنك ثوريا، أشتم الشيوعيين كي تهدأ سرطانة الشتم في روحك، من دون شتم الشيوعيين لا تعني الثقافة لك وللشتامين جميعا شروى نقير!!!

الجواهري الكبير يرسل بما يكتبه فهد الى المطبعة دون ان يطلع عليه.. وآخر لم يستفد من درس الإنشاء، يصف ما يكتبه فهد بالسطحية، ويتجنى على تاريخ هذا العراقي وثقافته، ويزيد القارئ معرفة بالتاريخ، حين يكشف لنا جميعا، من أن  الروس كانوا يكتبون عن فلاحي الناصرية وعشائرهم!!، والروس يعرفون صنع الكبة العراقية!!، التي يوظفها فهد في وصفه لمن لم يعضد ساعده النضال، لهذا ترجمها فهد عن أدبياتهم الحزبية!!!! اي تجنٍ على تاريخ الشرفاء من العراقيين؟

أعرف من أن البعض يحلو له الشتم، مثلما يحلو له النظر لفتاة جميلة، ولكن ان تتسع دائرة الشتم، ويطأ الشاتم بحذائه وجه التاريخ، فذلك لا يعني أكثر من مفردة، لا اسمح لنفسي بكتابتها.

 فهد يوصي الشيوعي ان يحترم المبدعين، لانهم مفخرة شعبنا، وهذا الآخر يتجنى عليه دون أية جلسة مع الذات، ويماثل بين أعدام فهد وصدام حسين، فهد الذي يفتخر الشرفاء من العراقيين به، وصدام الذي يذمه حتى الاطفال، أي انصاف للتاريخ؟

صباحات الوطن... صباحات الأنترنت

صباحات الأنترنت.. صباحات الشتم.. صباحات الغث من الكلمات.. صباحات الحزن على من يتجنى... وانت النصير الشيوعي، القابع في زاوية من زوايا هذا الوطن، الممتد على طول خارطة الاحتلال، تقرأ كل صباح، آيات الشتم مغلفة بأكاذيب عرجاء، أكاذيب حد القيئ، أكاذيب حد البؤس المتوارث في الشتم، أكاذيب لا تميز بين ساحة الأندلس والمنطقة الخضراء، أكاذيب لا تعرف غير الكذب كي تتيقن من صدقها.

صباحات الأنترنت.. صباحات الشتم المجاني.. شتم الشيوعيين!!.. والشيوعيون ملح هذه الارض وطيبتها، أبناء الصدق العراقي الجميل.. أبناء الوفاء لوطنهم.. ابناء التحمل  والصبر. لازال السلاح الكيمياوي يأكل صدورهم.. يختنقون برمال العواصف.. وأمراض القلب.. يجوبون العراق بسيارات الأجرة.. يتقدمون مسيرة الاول من أيار... والشتّامون في صباحاتهم المظلمة..لا يميزون بين ساحة الآندلس والمنطقة الخضراء.

 

صباحات الوطن..صباحات الأنترنت

صباحات الوطن.. صباحات شمس العراق.. دفء العراق.. حب العراق

صباحات الأنترنت.. صباحات الوطن المبتلى بالشتّامين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

"طريق الشعب" ص8

الثلاثاء 27 / 5 / 2008