أدب الرسائل المسيحي
ليكن الرب يسوع المسيح"له كل المجد" الذي نعتمد عليه في تسمية نمط من الأدب رأينا إعادة إطلاقه ،يمت إلى الفكر المسيحي بصلة قوية. أدبٌ مستنبطٌ من أمثال الرب والتي كان يعلم بها تلاميذه وكل المتعطشين - ولازلنا- إلى كلمة الخلاص ،ومن رسائل القديسين الواردة في الكتاب المقدس كرسائل القديس بولس وبطرس ويعقوب وسفر المزامير والجامعة والأمثال (أنَا تَرْتِيُوسُ كَاتِبُ هذِهِ الرِّسَالَةِ اُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ.)"رومية16: 22".( وكَتَبَ رِسَاَلةً حَاوِيَةً هذِهِ الصُّورَةَ)"أعمال الرسل23: 25".(السَّلاَمُ بِيَدِي أنا بُولُسَ الذي هُو عَلاَمَةٌ في كُلِّ رِسَالَةٍ. هكَذا أنا أكْتُبُ.)"2تسالونيكي3: 17".(هذِهِ أكْتُبُهَا الآنَ إليْكُمْ رِسَالَةً ثَانِيَةً أيُّهَا الأحِبَّاءُ فِيهِمَا أُنهِضُ بِالتَّذكِرَةِ ذِهْنَكُم النَّقِيَّ)"2بطرس3: 1".(أُنَاشِدُكُمْ بِالرَّبِّ أنْ تُقْرَأَ هذِهِ الرِّسَالَةُ عَلَى جَمِيعِ الإخْوَةِ القِدِيسِينَ)"1تسلونيكي5: 27".(بولسُ رسولُ يسوعَ المسيحِ بمشيئةِ اللهِ إلى القديسينَ الذينَ في أفسسَ والمؤمنينَ في المسيحِ يسوعَ2نعمةٌ لكم وسلامٌ من اللهِ أبينا والربِ يسوعَ المسيحِ)"أفسس1: 1و2 ". هذا الإرث المقدس والخالد الوارد على شكل إصحاحات الذي وضعه الله بين أيدينا كبشر لننهل منه في كتاباتنا وتعاليمنا بإعتباره كلام موحى من الله(كلُّ الكتابِ هو موحىً به من الله ونافعٌ للتعليمِ والتوبيخِ للتقويمِ والتأديبِ الذي في البرِ17لكي يكونَ إنسانُ اللهِ كاملاً متأهباً لكلِ عملٍ صالحٍ)"2تيموثاوس3: 16و17"فهو بركة إضافة لكونه علم نافع على الإنسان دراسته والتعمق في إصحاحاته (فتشوا الكُتُب لأنكم تظنونَ أنَّ لكم فيها حيوةً أبديةً.وهي التي تشهدُ ليِ.ولا تريدونَ أن تأتوا إليَّ لتكونَ لكمْ حيوةٌ)"يوحنا5: 39و40".في هذا الأدب المسيحيِّ الخصائص تُعتمد الآية والقصة القصيرة والخاطرة والشعر وحتى الصورة،مع بقاء المصادر أعلاه هي أساس الفكرة.ولإيماننا بأنه يخص معتقدنا ومن الممكن أن يساهم بشكل كبير في البناء الفكري لجيل الشباب والشابات جاذباً بمساهماتهم الفكرية نحوه. قمتُ بإعطائه جُلى إهتمامي خاصة ولقد كانت لي التجربة الأولى في الوطن بتأليف كتاب قصص قصيرة تحت عنوان (في إنتظار الرب)،فيه إعتمدت على آيات من الكتاب المقدس في نسج معظم قصص الكتاب.كانت تجربة لا بأس بها مهدت لي اليوم أن أنقب في أرضية الرسائل هذه داعياً كل أطرافها معتمدين على الرب في تقديم قرائح أفكارهم وقد عمل الرب لكي يعاد إطلاقها ثانية ولكي لا تعود وتسبت وإن كان السبات لها خلوة للفكر لإعطاء الأفضل. أدعو كل أطرافه بالتعاون في إثرائه بأفكارهم وهم يخطون بأقلامهم من دون تردد لكي نقوى سوية على تطويره ليواكب ويبارك حياتنا اليومية .لذلك صار من الضروري أن نسمي هذا النوع من الأدب لكي نميزه عن غيره ولكي يأخذ طريقه خدمة لروحية الإنسان وبناء إيمانه وهو يقرأ مثل هكذا رسائل وهو المتعب والظمآن وكأنه يصل إلى عين ماء عذب فيروي ظمأه.في هذه المرحلة العصيبة من تأريخ الفكر المسيحي ،صرنا نحتاج إلى نوع من الأدب الروحي مثل هذا الذي يأخذ أفكارنا طائراً بها نحو العلية وهو يغور بها في أعماق الكتاب المقدس.أنه أدب يُعرف نفسه لقرائِه بأنه أدب الرسائل،أدب مستنبط من رسائل القديسين الشهداء الذين قدموا أجسادهم نذوراً على طريق التبشير بالمسيحية دين السلام. حسنٌ أيها القارئ وأنت تقرأ لرسائل هي مُستنبطة من رسائل كاتب هو قديس ضحى بنفسه من أجل ربه،وقد عاش سني عمره متغربا عن العالم (فَقالَ يعقوبُ لفرعونَ أيَّامُ سِني غُربتي مِئَةٌ وثلثونَ سَنَةً.قَلِيلَةً وَرَدِيَّةً كانتْ أيَّامُ سِني حَيَاتي وَلَمْ تَبْلُغْ إلى أيَّامِ سِني حَيوةِ آبائِي في أيَّام غُرْبَتِهِمْ.)"تكوين47: 9" أننا اليوم ننهل من الرسائل المقدسة الموحى بها من معلمنا الأعظم ربنا يسوع المسيح"له كل المجد" الواردة في الكتاب المقدس.واليوم نستبشر خيراً بها كما كانت كسابق عهدها مع قرائها ،وهي تعود وتُكُتَبُ بأقلام الشبيبة المسيحية موحيين بها من محررها،الرب الذي في يده قلوب وأفكار المؤمنين منا.لذلك نتوسل إلى الله ليساعدنا في إدامة هذا النوع من الأدب.أدب نقي لفلذات أكبادنا.أدب فيه الكلمة الطيبة والمحبة الصادقة لأبنائنا وبناتنا.أدب الرسائل.أدب المنتظري الرب يسوع المسيح"له كل المجد".أدب التلاميذ في صفٍ لأطفالٍ في الإيمان المسيحي.أدب منهجه رسائل القديسين.أدب كتابه هو بشارة الخلاص المقرر للتلاميذ لجميع مراحل العمر الدراسية وإلى يوم المجئ.أدب وِلِدَ في الوطن قبل حقبة معرفتنا به في الستينات والسبعينيات من القرن الماضي (أدعو هنا مباشرة الإخوة متناقليه في تلك الفترة الزمنية إن كان أيٌّ منهم لا يزال يحتفظ بأولياته وإن كنا لا نحتاج إلى إثباته بل لتجميعه إستعداداً لطبعه في كتاب خاص يُلحق بمكتبات كنائسنا) عرفناه وتناقلناه عبر البريد اليدوي بسبب الخوف من عقوبة مخالفة الأدب القومي الشوفيني أنذاك.كان هذا النوع من أدب الرسائل يترافق مع الرسائل المتنقلة بين الأقارب أو الأصدقاء والصديقات أو بين إثنين يجمعهما الحب العذري،مما كان يسهل تنقلها ولا تنتج عن أية خطورة أو خوف لأنها تنتقل بين أيدي أمينة متصافحة بالمحبة المسيحية. هي براءة إختراع في نمط جديد من أنماط الكتابة تسجل لجيل الشبيبة المسيحية اليوم وهم يحيون ويخطون بباكورة أفكارهم الصافية قصصاً وخواطراً ونثراً وشعراً،في زمن صراع التيارات الأدبية التي صار البعض منها عربة يجرها حصان غير مروض.هي براءة إختراع تُضاف إلى أدبيات الروحية أو كما يسميها البعض منا (الروحانيات).جاء الوقت لتأخذ حقلها بين مختلف أنواع الأدب الأخرى.حَقَّ أن يكون لها عنوان يميزها عن غيرها من الأفكار والكتابات والمقولات،بإعتبارها ذاك الوليدٌ الفتيٌّ على ساحة أفكار المؤمنين بالمجئ وبروح القداسة. قد لا تخلو هذه الرسائل من بعض الأخطاء القواعدية والإملائية أو من بعض الأخطاء في التعبير خاصة في ختامها، لأنها كانت تكتب ولازال باللغة العربية أو باللغة الإنكليزية وليس بلغة الأم التي حُرم منها وقتذاك كل محبيها والمتعطشين إليها من أبنائنا وبناتنا.أضف إلى هذا كون بعض محرريها هم من طلبة المدارس المتوسطة أو الإعدادية. بإعتبارها ولدت منذ سنين وسبتت لتنتقل من مرحلة الولادة وإلى مرحلة التحرك بوسيلة متاحة وقتذاك وهي تنقلها باليد لضمان وصولها بكل أمانة حرصاً عليها من وقوعها بيد الغير،مما يسهل أتهام مرسليها وناقليها ومستلميها من قبل أجهزة الأمن وقتذاك، بشتى التهم،خاصة وأن فحوى كل رسالة من تلكم الرسائل،كان يمت ولازال إلى الفكر المسيحي بصلة متينة. المهم أن الفكرة الواردة فيها كانت ولازالت من روحية البشارة.حتى جاءت مرحلة الأنترنيت بعد السقوط مباشرة وكأنها تيار ثقافي يدخل على الوطن الذي سقطت عن أبوابه كل رقابة ومنع.لتدخل هذه الرسائل مرحلة جديدة وهي تستخدم شبكات الأنترنيت لتنتقل بين المرسِل والمرسَل له،دون خوفٍ متجاوزة كل حدود الأوطان لتتوسع رقعة تناقلها. أهم ما يميز هذا النوع من الأدب هو أنه كتابة مستندة إلى مصدر رصين ومتين وكم بالحري وهو بشارة الخلاص الذي محورها الرب يسوع المسيح"له كل المجد".كذلك ديمومتها مما جعلها تتواصل دون أن تموت على الرغم من إنحصارها،بل أنتعشت لتمر بمختلف المراحل ودون أن تتلوث صفحاتها بكلمات أو جمل من الأدب الشائع وقتذاك حتى ولو من باب الحشو لأجل تغطية وتأمين وصولها بكل أمانة إلى مستلميها الواحد تلو الآخر تعاقباً.أضافةً إلى إيمان أطرافها بجديتها بحيث لم يقدموا على تغيير محتواها،حذف أو إضافة، خشية عليها من تعرض بركتها للزوال إيماناً منهم بأنها تحمل بين سطورها البركة الألهية.البركة التي أوصلتها بين أيدينا اليوم لنجعل منها بعون الرب أدباً ينمو كما تنمو البذرة بالغرس وجذورها في الأرض وأغصانها مرتفعة إلى السماء. دعونا نكتب الواحد منا للآخر عبر بريدنا الألكتروني لنتشارك سوية في صنع وإحياء أدب ذات أفكار نزيهة ترتقي إلى عالم الروحانيات حيث النقاء والصفاء والمحبة التي تعطي للعقل راحة البال وللقلب السلام. أنه (أدب الرسائل المسيحي).أدب مولود لكنه متناثرٌ بين بقية أنواع الأدب الأخرى،لذلك قمت بتسميته،أولاً لتمييزه كما ذكرتُ أعلاه.وثانياً لحمايته من قرصنة الغير،ليكون على الطريق الذي كان يجب أن يكون عليه منذ نشأته.ها هو بعون الرب بين يدينا ولا يحتاج إلا إلى إثرائه بأفكارنا قبل أقلامنا. أدعوكم يا جيل الشباب والشابات المسيحيين بأن لا يبخل أي منكم ولا يستهين بالدور الذي يقوم به من أجل أحياء هذا الأدب المسيحي من حول العالم عاملين بالكلمة عبر البريد الألكتروني ومن ثم إلى كل المواقع والمجلات والجرائد التي تصطبغ بالصبغة المسيحية.بل دعونا نطلق شعارا(أيها الشاب/الشابة.أكتب،أرسل،أستلم،أضف،وأرسل).
المحامي والقاص مارتن كورش
|