حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني .. تأسسه ..

والهرولة بين (زوعا) ... و (المجلس الشعبي(ولماذا؟!

 

(القسم الأول)

 

سوف أحاول في هذه  السلسلة من المقالات والتحليلات ، بتسليط الضوء على الكثير من زوايا ومواقف حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني ، احد تنظيمات شعبنا القومية الكلدانية الفتية ، والتي يكتنف الغموض والتردد والضبابية قسما منها ، في تحليل ونقاش هادئ وموضوعي وشفاف ، وسوف امارس النقد البناء بعيدا عن الاستخفاف او الانتقاض وابدي وجهة نظري بصراحة ومكاشفة وحيادية ، قد اكون مخطئا او مصيبا فيما اطرحه من رأي لبلوغ الحقيقة ، واضعها أمام شعبنا ليطلع ويقرر هذا من جهه ... ومن جهه اخرى لتحقيق المصداقية والاقناع ، احترم كل الاراء والايضاحات والملاحظات، التي قد تطرح وترد وتعلن ضمن قواعد الحوار والنقاش الهادئ والبناء بعيدا عن المهاترات والتعصب والنرجسية والعواطف ... علما ان كل ما اطرحه مستند على وثائق وادلة ومستندات وسوف اشير اليها للاطلاع .....



تأسس الحزب :

---------------
تأسس حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني ، كمنظمة سياسية قومية تعتني بالقومية الكلدانية بشكل جزئي عام (2000) في اقليم كردستان ، وبعد سقوط النظام الدكتاتوري (2003) اعلن عن استكمال تأسيسه في كل العراق وتم فتح مقر له في بغداد لممارسة نشاطه وعمله التنظيمي والجماهيري لكن بسبب الظروف الامنية السيئة حال دون ممارسة نشاطه وفعالياته بين جماهير شعبنا في بغداد بشكل واسع....


ان ظهور وتأسيس تنظيمات قومية كلدانية كانت ضرورة تاريخية ملحة ، تتطلبها المرحلة الجديدة بسبب الفراغ السياسي ، لمثل هذه التنظيمات القومية الرائدة في داخل العراق بشكل خاص ، ويعتبر هذا الحزب النواة الاولى للتنظيمات القومية الكلدانية ، بأستثناء بعض الاتحادات والجمعيات والنوادي والمنابر الكلدانية في الخارج ، التي سبقت تأسيس هذا الحزب لكنها لم ترتقي الى مستوى الاحزاب وهيكلها التنظيمي والجماهيري ، وكذلك لابد ان نشير هنا الى دور الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية حيث بفعل نشاطها تم المحافظة على الهوية القومية للكلدان في اللغة والتراث والعادات والتقاليد والطقوس والثقافة الكلدانية بشكل عام .....

وهنا قد يتسأل البعض لماذا تأخرت التنظيمات القومية الكلدانية كل هذا الوقت من الظهور والتأسيس ، على الساحة العراقية ؟ اسوة بالتنظيمات القومية الاشورية ، وفي مقدمتها (الحركة الديمقراطية الاشورية) التي تأسست عام (1979) وكذلك (الحزب الوطني الاشوري) الذي تأسس سنة (1974) وغيرها....


 
وللاجابة على هذه التساؤلات ، اقول ان سبب هذا التأخير هو لضعف الوعي القومي لدى الكلدان حيث كان الشعور والوعي الديني والوطني والانساني ، هو السائد بين شعبنا الكلداني حيث كان قسم كبير من ابناء الكلدان يعلنون ولائهم للكنيسة الكلدانية ، وهذه الاخيرة لم تتدخل في السياسة حيث كانت تفصل بين الدين والسياسة في نظرة خاصة لها ، اضافة لسياسة البطش العنصرية والتنكيل والتعذيب والاعتقال والاضطهاد التي مارسها نظام البعث الشوفيني ضد الاحزاب المناوئة لنظامه ، ان ذلك ادخل الخوف والرعب في نفس بعض ابناء شعبنا وابتعدوا عن السياسة ودهاليزها .....


وهناك سبب مهم وجوهري ايضا حسب رأيي ويسجل مأخذ ونقطة سلبية على سياسة ونهج الاحزاب القومية الاشورية التي كانت تعمل وتناضل في الساحة العراقية وجبال كردستان.... حيث بسبب التخبط والاخطاء والغرور والنظرة المتعصبة والاستعلائية ومحاولة تهميش او حتى الغاء القومية الكلدانية واعتبارها مذهب كنسي او جزء من الامة الاشورية .....


كل هذه الاسباب وغيرها .... استفرزت الكثير من ابناء الكلدان ، المعتزين والفخورين والمتشرفين بقوميتهم وهويتهم ، مم دفعهم للابتعاد عن الاحزاب الاشورية احيانا واحيانا اخرى ، الوقوف حتى ولو بشكل فردي ضد توجهاتها ونشاطاتها ، ولاننسى ان قسم من الكلدان انخرط بالأحزاب القومية الآشورية ، ولازالت لحد اليوم....


 
مما يؤسف عليه ان الاحزاب القومية الاشورية لم تستطيع ان تكون حاضنة وخيمة وملاذ ، لاغلب ابناء شعبنا   وبودقة تنصهر التسميات بداخلها ، لانها لو استخدمت الذكاء والدهاء السياسي والحكمة في تلك الظروف والمرحلة لكانت استقطبت اغلب الكلدان وحتى السريان الى تنظيماتها , واصبحت من الاحزاب القومية الكبيرة ذو القاعدة الجماهيرية الواسعة والتأثير بين ابناء شعبنا ، وضيقت الابواب والمساحة لتأسيس الاحزاب القومية الصغيرة والمهمشة .....

ان عملية تقسم وتجرأ شعبنا تؤدي الى اضعاف وحدته وكلمته وخطابه ، والذي نعاني منه اليوم مما اضطر هذه الاحزاب الصغيرة للدخول في تحالفات غير متكافئة ، افقدتها توازنها وقرارها....


 
كذلك انخرط قسم من ابناء الكلدان في الاحزاب القومية العربية والقومية الكردية والاممية وتسلق البعض منهم الى مواقع قيادية وكوادر مؤثرة لعدة اسباب لسنا بصددها هنا....


ان الرعيل الاول الذي كان له الدور الريادي في تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني ، هما السيدان (ابلحد افرام) الامين العام الحالي للحزب و (شابو يوسف) نائب الامين العام حاليا ، حيث ساهما في بلورة فكر الحزب القومي واطره التنظيمية والفكرية وفقا للمرحلة الجديدة وبشكل خاص بعد مؤتمر الحزب الاول المنعقد في (دهوك) عام (2006) اضافة لرفاق اخرون كان لهم دور الجندي المجهول في تثبيت اركان الحزب بنكران ذات وتفاني ...

 

يهدف هذا الحزب لنشر الوعي القومي الكلداني بين ابناء الكلدان ، واحتضان ابناء القومية الكلدانية والدفاع عن حقوقهم في العراق وتثبيت ذلك في الدستورين ، حيث قاد الحزب مسيرة جماهيرية في اربيل عام 2004 لتثبيت اسم القومية الكلدانية في دستور اقليم كردستان ، الا ان الحزب اوقع نفسه في تناقضات فكرية بعد المؤتمر الاول سنتطرق لها لاحقا في خضم هذا الطرح .....


ان بعض سياسة هذا الحزب القومية المتشددة والمتعصبة واحيانا المتطرفة بشأن القومية الكلدانية قد اضرت شعبنا وفتحت نيران الحقد والضغينة والكراهية على القومية الكلدانية بسبب او بدونه خاصة ونحن مع الانفتاح على كل ابناء شعبنا من الاشوريين والسريان وليس التصعيد والاحتقان لاننا شعب واحد .....

 

هرولة حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني بين (زوعا)....والمجلس الشعبي (الكلداني السرياني الاشوري ) لماذا ؟؟

---------------------------------------------------------------------------------------

 

-لازال موقف حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني غير محسوم وواضح بشأن مشروع (الحكم الذاتي) او (الادارة الذاتية) وفق المادة (125) من الدستور الفدرالي حيث اشار التقرير السياسي الصادر عن المؤتمر الاول للحزب المنعقد في دهوك عام (2006) المنشور في موقع (كلدايا) عام (2006) يمكن الاطلاع على التقرير المشار اليه اعلاه في الموقع المذكور .....اكد الحزب انه (يؤيد وجود ادارة ذاتية لشعبنا)... ولم يتطرق الى موضوع الحكم الذاتي اطلاقا .....

                                                                                                         

علما ان مؤتمر الحزب انف الذكر في اعلاه استمر (يومان) فقط ...... يوم لكلمات الوفود المدعوة للحضور والمجاملة ، ويوم واحد فقط يتم لكل امور الحزب التنظيمية والفكرية والسياسية والثقافية والتعديلات والاضافات والتطوير وغيرها والحزب في وضع النضال الايجابي ومتاحة امامه كل التسهيلات المكانية والزمان والمالية ...


 
انه مأخذ على الحزب لماذا هذه العجلة في انجاز مؤتمر الحزب الاول بيوم واحد ، ماهي الدراسات والبحوث واساليب العمل الحزبية الجديدة والتطوير التي تم طرحها ومناقشتها في المؤتمر ، اما انه مجرد رقم في تاريخ الحزب ، معظم الاحزاب الوطنية والقومية والاممية والدينية في وضع النضال السلبي وليس الايجابي يستمر مؤتمراتها عدة ايام فكيف وانتم بالنضال الايجابي وفي حالة الاسترخاء ....


 
بصريح العبارة وفي تصريحات عديدة للسيد (ابلحد افرام) الامين العام للحزب يؤكد انه مع الادارة الذاتية وتنفيذ المادة (125) من الدستور الفيدرالي لشعبنا ويحذر من اقامة اقليم مستقل لشعبنا ومن مخاطره ..وهذه التصريحات في مواقع الكترونية مختلفة .....


وهنا يلتقي هذا الحزب مع (الحركة الديمقراطية الاشورية) في موضوع الادارة الذاتية والمادة (125) من الدستور وهذا رأيه ، وحق مشروع ومقبول لكن المغالطة والمفارقة والمفاجئة هو موقف الحزب الاخر حيث يؤيد مشروع الحكم الذاتي ويغازل بخجل المجلس الشعبي (الكلداني السرياني الاشوري) في نفس الوقت الذي يطالب بالارداة الذاتية لماذا هذا التناقض والازدواجية ولمصلحة من ؟!....


 
حيث قال السيد ( ابلحد افرام ) الامين العام للحزب عند زيارته لمقر المجلس الشعبي في دهوك بتاريخ 2/9/2008 نصا وبشكل واضح وصريح وبحضور اغلب قيادة حزبه ( ان شعبنا له الحق الشرعي ليطالب بالحكم الذاتي وان حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني لم يكن معارضا له بل اننا نعلن عن تأييدنا ومساندتنا للمشروع.....) انتهى الاقتباس ويمكن الاطلاع على النص في موقع عنكاوة على الرابط ادناه

 

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,219102.msg3326468.html#msg3326468                                                                                                                       
طيب اين انت ياحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني؟! لم نفهم هل انت مع اهداف (زوعا) ام مع اهداف (المجلس الشعبي) ؟؟ نترك الجواب لشعبنا ....


 
وكذلك شارك الحزب المذكور في المسيرات الجماهيرية الاخيرة لشعبنا في (بغديدا وتلسقف ودهوك) التي نظمها (المجلس الشعبي) للاحتجاج على الغاء المادة (50) من قانون المحافظات ومطالبة شعبنا بالحكم الذاتي في مناطق تواجده التاريخية وتثبيت ذلك في الدستورين ... أليس هذا نفاق سياسي وازدواج والكيل بمكيالين ..... او ماذا تريد ان نسميها ...


في حين شاركت منظمة حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني في كندا بتاريخ 5/10/2008 مع المسيرة الجماهيرية التي نظمتها (الحركة الديمقراطية الاشورية) ولم تشارك مع المجلس الشعبي (الكلداني السرياني الاشوري) مسيرته في كندا للاطلاع على الرابط ....

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,227846.0.html
                                                                                                               
ماذا يفسر هذا التناقض في الموقف المراوغ والمخادع هل هو استخفاف واستغفال واستغباء لابنا شعبنا ووعيهم القومي ام محاولة لمسك العصا من المنتصف للمحافظة على اطلال كرسي البرلمان الزائل والمكاسب والامتيازات والعلاقات الاخرى ام انه التخبط والانتهازية والتلون كالحرباء لضعف دور المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب في تقرير مواقف الحزب ، بسبب انفراد السيد (ابلحد افرام) بها والتي اوصلت الحزب الى مثل هذه التناقضات وهشاشة قاعدته الجماهيرية والتنظيمية ، ان حسم الموقف اصبح مطلوبا في ظل هذه المرحلة المعقدة عندما تقول ياسيد (ابلحد افرام) حزبنا مع الحكم الذاتي ، اقول حزبكم لازل لحد اليوم لم يعمل مع (المجلس الشعبي) اسوة ببقية تنظيماتنا القومية أليس كذلك ؟!


وعندما تقول نريد الادارة الذاتية والمادة (125) طيب اصطفوا مع (الحركة الديمقراطية الاشورية) واعلنوا موقفكم بصراحة وشجاعة وجراءة مثلما فعلت الحركة ونكن لها كل الاحترام لموقفها الثابت والمبدئي حتى اذا اختلفنا معها ان التلاعب والمخادعة وعدم الوضوح والتضليل سيكلف حزبكم مصداقيته وجماهيره ويمكن في المستقبل ان لا يستطيع الصمود امام تداعيات اللعبة السياسية المعقدة في العراق بشكل عام  .....


ملاحظة:
-----------
(القسم الثاني) من تحليلنا سيتضمن :

---------------------------------

1
- موقف الحزب من الغاء المادة (50) من قانون مجالس المحافظات ؟!

 

2- التحالف مع الكتلة الكردية ما لها وما عليها ؟!


3- التناقض الفكري في التقرير السياسي للمؤتمر الاول للحزب في دهوك ..

 

انطوان دنخا الصنا

مشيكان
 [email protected]