الرقم سبعة في سفر الرؤيا من الكتاب المقدس مسعود هرمز النوفلي يقول احد الكُتاب وهو الأنجيلي فالو في كتابهِ "الرياضيات في الكتاب المقدس" ، بان الرقم سبعة هو من اهم الأرقام في كتابنا نحن المسيحيين ، حيث هو حاصل جمع أربعة وثلاثة ، والأربعة ترمز الى اركان الدنيا الأربع أو ما نُسميه بالجهات الأربعة اما الثلاثة فانها ترمز الى الله ، وكما نُؤمن نحن بالآب والأبن والروح القدس الأله الواحد آمين . وبهذا فان الرقم سبعة يرمز الى الكمال الكوني اللآمُتناهي الذي يندمج وتتحد فيه الأرض والسماء في آنٍ واحد . بعد هذه المقدمة القصيرة ، ذهبت الى العهد الجديد وكررتُ قراءة رُؤيا القديس يوحنا التي يتكرر فيها الرقم سبعة كثيراً ولّخصتُ ما يلي : 1- يتحدث الأنجيلي يوحنا عن الكنائس السبعة في آسية بأسمائها في الفصل الأول وهي : أفسُس وسميرنة وبرغامُس وثياتيرة وسارديس وفيلادلفية ولاودكية . 2- في الفصل نفسهِ ، هناك سبع منائر من ذهب ، تُحيط بما يشبه ابن انسان وهذه يرمُز لها فيما بعد الى الكنائس السبعة المذكورة . 3- يقول القديس يوحنا في الفصل الثاني ، كان في يده اليُمنى سبعة كواكب وهو ينظر الى الصوت الذي كان يُخاطبه وبعد ذلك يقول بان الكواكب السبعة هي ملائكة الكنائس السبعة . 4- عندما يكتب الى ملاك كنيسة سارديس في الفصل الثالث فانه يذكر صاحب ارواح الله السبعة والكواكب السبعة من اجل السهر والعمل الكامل قبل فواة الأوان . 5- عندما يتحدث عن العرش في السماء وذلك في الفصل الخامس يُؤكد بخروج البرق واصوات الرعد "وتتقد امامه سبعة مشاعل هي ارواح الله السبعة" وهنا يصف امام العرش ووسطه وحوله بالتفصيل . 6- في الفصل الخامس ايضاً يقول "رايت كتاباً مخطوطاً من الداخل والخارج مختوماً بسبعة ختوم" والملاك ينادي من يحق له ان يفتح الكتاب ويفُض ختومه ؟ 7- بعد ان بكى مار يوحنا لتعذر وجود من يفتح الكتاب قال له احد الشيوخ في نفس الفصل : "لا تبكِ ، غلب الأسد الذي من عشيرة يهوذا ونسل داود ، هو سيفتح الكتاب ويفض ختومه السبعة" . 8- بين العرش والكائنات يضيف ، هناك حملاً واقفاً كأنه مذبوح يقول مار يوحنا " له سبعة قرون وسبع عيون هي ارواح الله السبعة التي ارسلها الى العالم كلّهُ " . 9- في الفصل السادس يبدأ الحمل فتح احد الختوم السبعة وبعد ذلك يتوالى فتح الختوم واحداً بعد الآخر الى مجيئ الغضب العظيم الذي حمى به الحمل عباد الله كما هو مذكور ايضاً بشئ من التفصيل في الفصل السابع . 10- وفي الفصل الثامن يتحدث عن أبواق عددها سبعة بقدر عدد الملائكة بالقول "ورأيت الملائكة السبعة الواقفين امام الله ، وأعطي كل واحد منهم بوقاً" ، من الرؤيا يتضح لنا بالتأكيد ان هذه الأبواق هي للتنبيه بالصوت العالي والتحذير الذي يجب ان يسمعه الجميع وممكن استخدامها للصلوات والنفخ بها ليكون الصوت جهوري واضح . 11- من الفصل العاشر نستنتج ونقرأ ما يشبه صوت البرق والرعد العظيم عند نزول الأمطار بقوة الرياح العالية الشديدة ويذكر لنا الجملة التالية "وصرخ بصوت عظيم كأنه زئير الأسود ، فنطقت الرعود السبعة باصواتها ، فلما نطقتُ تأهبت للكتابة فسمعت صوتاً من السماء يقول لي : أُكتم ما نطقت به الرعود السبعة فلا تكتبهُ . نلاحظ هنا كلمة الجمع المهمة جداً بالزئير والرعود للأسود أي ما يعطي القوة الهائلة للحدث الرهيب الذي يتحدث عنه ، يا للهول والمصيبة وبعد نهاية اصوات الملاك السابع تتحدث الرؤيا عن الرب والدينونة وتابوت العهد . 12- في الفصل الثاني عشر نقرأ عن التنين والآية التي ظهرت في السماء بقوله "تنين عظيم احمر كالنار له سبعة رؤوس وعشرة قرون ، على كل رأس تاج" ، من هنا إذن لدينا سبعة تيجان يتزين بها من يلبسها ويقود ما هو مُكلّف بها من واجبات . 13- فترة ظهور الكوارث يتحدث بها في الفصل الخامس عشر بقولهِ "ثم رأيت في السماء آية عجيبة ، سبعة ملائكة يحملون سبع نكبات ، وهي الأخيرة لأن بها يتم غضب الله . هل الغاية هي الحصاد الأخير ؟ رُبما المقصود العلامات الخاصة بالأزمنة الأخيرة ، لأن في الفصل الذي يسبق ما نتحدث عنه يوجد المنجل والمعصرة والدلالة واضحة على الحصاد وعصر الكروم وموسم قطاف العنب وأصفرار المحاصيل والتهيئة لجمع كل نوع على العنبار الذي يحتويه ، انه يوم القيامة يوم الضربات ، يوم جمع الحنطة والزوان !!! وبعد هذه النكبات تقول الرؤية "فتخرج من الهيكل الملائكة السبعة الذين معهم النكبات السبع ، ... حول صدورهم أحزمة من ذهب ، فأعطى احد الكائنات الحية الأربعة هؤلاء الملائكة السبعة سبع كُؤوس من ذهب مملوءة من غضب الله الحي الى أبد الدهور" . من هذه الآيات ظهرت لنا سبعة كؤوس ذهبية ، ما هذا التعبير العظيم بوضع الذهب النقي الخالص حول صدور الملائكة ، انها حقاً رؤية عجيبة من الصعب تفسيرها . 14- كؤوس غضب الله السبع ، يتحدث عنها الفصل السادس عشر بالتفصيل وخاصة عن انقسام المدينة العظيمة الى ثلاثة اقسام وخراب بابل التي يوجه لها كأس الغضب باسقائه لها ، هكذا هي ارادة الله ولا يستطيع احد الوقوف امامه أبداً ، انها الرؤية !!! 15- في الفصل السابع عشر هناك الأمرأة الزانية والوحش ويقول " فرأيت امرأة تجلس على وحش قرمزي مُغطى باسماء التجديف ، لهُ سبعة رؤوس وعشرة قرون" ، يا للمصيبة والأسف ان هذه المرأة مجموعة من المشاكل برؤوسها وقرونها ، انها اكثر بشاعة من اي وحش مخلوق . نلاحظ في نفس الفصل التفسير الذي يذكره لنا وهو ان الرؤوس السبعة هي التلال السبعة التي تستقر عليها المرأة بجلوسها ويضيف " هي ايضاً سبعة ملوك ، منهم خمسة سقطوا ، وواحد لا يزال يملك ، والآخر ما جاء بعد" . عظيمة الرؤية بكل المعاني والتفاسير التي لا تُحصى . 16- واخيراً يتكرر الرقم سبعة في الفصل الحادي والعشرون عند التحدث عن الأرض الجديدة والدينونة واورشليم الجديدة بالقول "وجاءني احد الملائكة السبعة الذين معهم الكؤوس السبع المُمتلئة بالنكبات السبع الأخيرة وقال لي : تعال فأريك العروس امرأة الحمل " . انها الواقعة الأخيرة للمدينة المقدسة من عند الله وهكذا يضيف " انا يسوع أرسلت اليكم ملاكي ليشهد بهذه الأمور في الكنائس ، انا أصل داود ونسله ، انا كوكب الصبح المُنير ... من كان عطشاناً فليأتِ ، ومن شاء فليأخذ ماء الحياة مجاناً . الختام : لو قرأنا الكتاب المقدس من بدايتهِ سوف نكتشف بأن الرقم سبعة يتكرر كثيرا وهذا التكرار ليس بصورة اعتباطية وإنما هناك رموز مُشفرة لا يمكننا التكهن بها أو حلّها ، انها رموز عمل الخالق الأبداعي قبل ومنذ اليوم السابع للخليقة ، انها دروس وعبر لنا جميعاً تتكرر في فصول كثيرة في العهدين ومع ربنا يسوع المسيح وتلاميذه في حوادث الطعام والسلال السبعة ، سبعة ارواح ، سبعة اخوة ، سبعة شياطين ، والغفران سبعين مرة سبع مرات وغيرها الكثير . شكراً للقُراء الأعزاء والرب يحفظكم بكل خير وسلام . مسعود هرمز النوفلي مُدرس مُساعد
|