رد بائس من رفيق دفاعا عن الشيوعية
كنت قد نشرت قبل أيام قليلة مقالة حول الشيوعية العراقية تحت عنوان (الشيوعية هل عفى عليها الزمن) أوضحت فيها بأن الشيوعية العالمية قد أنتهت عمليا مع سقوط الأتحاد السوفياتي وأشرت الى بعض الأخطاء التي وقع فيها الشيوعيون العراقيون ادت الى نفور الناس منهم الأمر الذي كانت نتيجته المباشرة هبوط رصيدهم لدى الجماهير وحصولهم على نتائج هزيلة في كل الأنتخابات التي جرت في العراق بعد أزاحة البعث بواسطة الأمريكان ولا أظن أني تجاوزت الحقيقة فيما ذكرته وعلى أية حال فأن ما جاء في تلك المقالة هو رأي شخصي وأن التعبير عن الرأي حق مصان للجميع . قام أحدهم ويبدو أنه شيوعي بالرد على مقالتي المذكورة معبرا عن رأيه الخاص أو ربما تنفيذا لأوامر تلقاها من مسؤوليه الحزبيين وهذا الأمر لا أعتراض عليه لو كان الرد قد جاء بطريقة حضارية . أما أن يأتي بشكل أنفعالي غير متحضر مليء بالمغالطات والشتائم والأهانات من فرد لا أعرفه ولا يعرفني شخصيا ويكتب هكذا ألفاظ سوقية فأن ذلك يؤكد بأني قد وضعت أصبعي على الجرح الشيوعي النازف الذي يظهر عورتهم أمام الناس وألا لما لجأ هذا الرفيق المثقف جدا الى أسلوب الشارع. أن الحكمة تقول " أذا أتتك ملامة من ناقص ..........." وعليه أنا أترفع عن الأشارة الى فحوى الأهانات أو الى أسم كاتبها لأني لا أؤمن بهذه الأساليب الهابطة التي أن دلت على شيء فأنما تدل على ضعف أو فقدان الحجة لدى صاحبها وتذكرني بأدبيات الحزب الشيوعي المتمرس بتلفيق التهم حين كان الشيوعيون العراقيون في قمة نضالهم الأنتحاري بعيد أنقلاب سنة 1958 حيث أرادوا فرض مبادئهم على الجميع وتجيير الحركة الأنقلابية لصالحهم والظهور بمظهر الأبطال في حين أن دورهم فيها لم يكن ذو شأن هذا أن وجد لهم دور أصلا. أنها كانت فعلا فترة من أظلم ما مر به العراق وكانت السبب المباشر لما حدث عام 1963. كانت بداية حياتي العملية في تلك الفترة وكنت أعمل موظفا في أحدى الدوائر في شارع الرشيد وقدعايشت بعض مآثر الرفاق الشيوعيين في حينها وأود الأشارة الى بعضها بصورة عمومية دون الدخول في التفاصيل لضيق المجال ليس من باب التشهير لأني لست ضد الشيوعية أو غيرها من الأحزاب لأني مستقل ولم أنتم أبدا الى أي حزب ولكن لأظهار بعض الحقائق التي قد تكون خافية عن الكثير من الناس الذين أتوا بعد تلك الفترة ربما على كاتب الرد نفسه. كان الشعار الرئيسي للشيوعيين ( وطن حر وشعب سعيد) ثم ( ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة) وقد نفذوا الشعار الثاني بدقة عن طريق سحل الناس في الشوارع والتمثيل بجثثهم في حين أن الشعار الأول ظل للدعاية فقط ولا أعرف أي وطن حر وأية سعادة وفروها للعراقيين عبر تلك الشعارات التي كانوا يطمحون من ورائها الصعود على أكتاف الغير والسيطرة على الحكم والأنفراد به مهمشين دور كل الوطنيين الذين كانوا يكونون معهم جبهة وطنية. وبمناسبة ذكر أسلوب الصعود على أكتاف الغير تجدر الأشارة الى أن الشيوعيين العراقيين لا زالوا يسيرون على نفس المبدأ. ففي أنتخابات سنة 2005 أئتلفوا مع قائمة الدكتور أياد علاوي ( الوطنية العراقية) وحصلوا بواسطتها على مقعدين في مجلس النواب وعلى منصب وزير كما أضن وعندما أنسحبت القائمة العراقية من الحكومة تشبث الرفاق بالمقعدين وفكوا تآلفهم مع القائمة العراقية التي وفرتها لهم. وقد أشتركوا هذه السنة منفردين في أنتخابات مجالس المحافظات ولا أعلم ما هو عدد المقاعد التي حصلوا عليها . من مآثرهم في ذلك الزمن الأغبر قيامهم بمظاهرات شبه أسبوعية تبدأ من الباب الشرقي وتنتهي في باب المعظم عند وزارة الدفاع وكانوا يجبرون الموظفين على ترك الدوائر والأشتراك في المظاهرات عنوة حيث كنا نخرج معهم مرغمين لأثبات الحضور ولنتسلل بعد ذلك من أقرب دربونة في العوينة وعقد النصارى لنذهب الى بيوتنا والذي يرفض ان يشارك في تلك المسيرات الغوغائية كان يعتبر خائنا ومعاديا للثورة وكانوا لا يتوانون عن أشهار الحبال التي كانوا يحملونها بوجه كل من يبدي أي أعتراض على تصرفاتهم. أحدى المآثر شاهدتها بأم عيني سنة 1959 في الباب الشرقي الذي لا أعلم لماذا كان المكان المفضل لدى الرفاق في ذلك الوقت وهي قيام نشال بنشل دينار من أحد المتواجدين هناك ولما لم يستطع اللحاق بالنشال لأسترجاع ديناره اخذ يصرخ بأعلى صوته " بعثي بعثي" وما هي الآ لحظات حتى ألتف الرفاق حول النشال وكادوا يقضون عليه لو لم يصرخ " يا ناس آني نشال آني مو بعثي" وأراهم الدينار الذي نشله وأعاده لصاحبه ولولا أعترافه هذا لكان مصيره مجهولا. هناك مآثر أخرى كثيرة فيها أخطاء قاتلة قام بها الرفاق الشيوعيون عن طريق المقاومة الشعبية أو عن طريق مهازل محكمة المهداوي وغيرها الكثير لا مجال لتعدادها ويبدو أن الرفيق صاحب الرد لا زال عائشا في عقلية ذلك الزمن الغابر بدل أن يتحضر خاصة وأنه كما يذكر يعيش في ملبورن (أستراليا) ألا أنه وكما يبدو لم يتعلم شيئا من محيطه الجديد بدلالة أسلوب 1959 الذي كتب به رده الذي لا يمكن أن يصدر ألا من أنسان فقد أحترامه لنفسه ولذلك لا يمكنه أحترام الآخرين. من الأسطوانات المثلومة التي يتباهى بها أمثال هذا الشخص هو الأشارة الى الحاخام كارل ماركس وكأنه النبي المنقذ للبشرية .انا على ثقة بأن هذا الحاخام لم يكتب نظريته هذه الا تنفيذا لتوجيهات حكماء صهيون الذين يخططون دوما لكل ما يؤدي الى تدمير أخلاق الشعوب خدمة لمصالح( شعب الله المختار) الذي وحده ظل بعيدا عن مبادئ ماركس ولم نسمع عن حركة شيوعية ذات وزن قامت بين اليهود حول العالم. أحدى الملاحظات المظللة التي أوردها هي قوله بأن الضربات لم تقتصر على الشيوعيين بل تعدتهم الى كل الوطنيين وخاصة المسيحيين وهنا أود أن أوضح بأن ما لحق بالمسيحيين من أذى جاء كنتيجة للتصرفات الخرقاء التي قام بها النفر الضال من المسيحيين العراقيين الذين أنتموا الى الشيوعية التي كتمت على أنفاس المسيحيين قبل غيرهم وخاصة في الأتحاد السوفياتي والدول الأشتراكية سابقا وقد أحتسب البعض جميع المسيحيين العراقيين على الشيوعية خطأ وظلما في الوقت الذي يعتبر الدين المسيحي كل شيوعي ملحدا خارجا عن مبادئه وأن كون الرفيق فهد من أصول مسيحية لا يشرف المسيحيين أطلاقا لأنه فقد الصفة المسيحية عند انتمائه للألحاد وأن فاقد الشيء لا يعطيه. أنا ذكرت في مقالتي السابقة ما أؤمن به ولا زلت عند أعتقادي بأن الشيوعية قد ماتت وأطالة عمرها سريريا كما يطال عمر الأنسان المشرف على الموت بالأساليب الصناعية والأنابيب لن يغير من الواقع شيئا وهي زائلة كما زالت قبلها النازية التي أنتمى اليها الكثير من العراقيين رغم كونها حركة عنصرية أجرامية صنفتهم والعرب في الخانة 12 من التسلسل البشري المكون من 14 خانة تليهم بعض القبائل الأفريقية في الخانة 13 ثم القرود في الخانة 14 ولو توفرت لهتلر سبل البقاء كما توفرت لماركس وغيره من القادة الشيوعيين لكان فاقهم عددا في الأتباع والعملاء. أؤكد مرة أخرى بأن آخر ما يمكن أن أفكر به هو أن أقف ضد أي أنسان بسبب مبدئه أو عقيدته شيوعيا كان أم غير ذلك لأني أؤمن أيمانا راسخا بأن كل أنسان قد ولد حرا وله الحق في اختيار ما يؤمن به من دين أو عقيدة عن أدراك وقناعة وليس بالأسلوب القسري الذي يريد الأدعياء والمتخلفون فرضه. ملاحظة أخيرة أذكرها وهي أن غرضي من هذا الرد هو توضيح الصورة للقراء الكرام فقط لا غير.
عبدالاحد سليمان بولص
|