في الذكرى العاشرة لرحيلها

زينب... حاملة الاسماء المضيئة*

 

 

"أعلم انه لابد من اندحار الطغمة الحاكمة - ظلماً- في العراق الآن، لكن اذا مت قبل ذلك فلفني بعلم ثورة 14 تموز 1958".

هكذا رحلت عنا فنانة الشعب زينب وهي تشدو العراق حتى في وصيتها، وتبتسم رغم الآمها التي كبلها بها النظام المباد، مودعة شعبها والفن وزوجها بكلمات كتبت بمداد النضال والفن التي اصبحت فيهما رمزاً وراية.

تبوأت زينب موقعا متميزا في المسرح العراقي، فهي كبيرة كانسانة ومناضلة وفنانة وشاعرة ومثقفة بمواصفات اصيلة مخلصة لوطنيتها الحقيقية وحبها الكبير لشعبها، وليس غريبا على من نشأت في ألق الجنوب، وعرفت بمناهضتها الظلم والعسف واختيارها درب الحرية والاستقلال مما قادها مبكرا للانتماء الى الحزب الشيوعي العراقي حتى ساعة رحيلها.

ولدت الفنانة فخرية عبد الكريم "زينب" في الشطرة عام 1931، وعملت معلمة في الحلة، ثم فصلت لنشاطها السياسي الوطني.

احترفت السينما والمسرح وكان لها العديد من الاعمال اولها فلم (سعيد أفندي)، والذي يعد انتقالة في حياة الراحلة، اذ لم تكن قريبة من الوسط الفني انذآك، بل كانت مشاركتها على ضوء مقال للفنان الكبير يوسف العاني تحدث فيه عن غياب الممثلات في الاعمال السينمائية، فارسلت رسالة تخاطب فيها العاني دون سابق معرفة، معلنة ولوج عالم التمثيل والتحدي، فانطلقت الى عالمها هذا عبر اعمال تعد من انضج واروع ما قدمته السينما والمسرح العراقيين، ومنها فلم (الحارس) و(ابو هيلة)، في السينما اما المسرح فمن ابداعها نذكر: آنه امك يا شاكر، النخلة والجيران، اهلا بالحياة، رسالة مفقودة، الخال فانيا، فوانيس، الخان، صورة جديدة، تموز يقرع الاجراس، البستوكة، الخرابة، انا ضمير المتكلم، الشريعة، نفوس، بغداد الازل وبيت برناردا البا.

كتبت للدراما العراقية عددا من المسرحيات منها (ليطة) و(الريح والحب) و(تحقيق مع ام حميد) و(بائعة الاحذية)، وواصلت عطاءها حتى في منفاها القسري منذ عام 1979، شاهرة فنها بوجه النظام لتقدم من الاعمال الكثير الذي ادان ممارساته الشوفينية، فشكلت فرقة بابل في دمشق وقدمت اعمالا لاذاعة صوت العراق، ثم في السويد شكلت فرقة سومر وقدمت العديد من الاعمال المسرحية.

بدأ المرض يلتهم حياتها منذ عام 1994 الا ان اصرارها على البقاء كان ايضا من الطراز المناضل، لكنها فارقت الحياة والمنفى والعراق في 13 آب 1998، وهي تلوح بانتصارات شعبها وعناده لإسقاط النظام، فكان لها هذا وان رحلت قبل ان تراه باعينها.

 

طوبى لك ولكل شهداء الفن والحرية.

* حاملة الاسماء المضيئة: من نعت للفنان الكبير يوسف العاني

 

مركز الإتصالات الإعلامية ( ماتع )