عشتارتيفي كوم- صوت العراق/
توج الفيلم الوثائقي القصير"نون" للمخرجة العراقية، عايدة شلايفر، بالجائزة الكبرى"المغارة الذهبية" للمهرجان الدولي للفيلم بمدينة طنجة المغربية، الذي أسدل الستار على نسخته التاسعة السبت الماضي. وتدور أحداث الفيلم حول معاناة المسيحيين العراقيين من التهميش والاضطهاد والتعذيب والقتل، والذي بلغت ذروتها خلال تهجيرهم من منازلهم في شمال العراق منذ مطلع القرن العشرين والمستمر حتى يومنا هذا. واعتبرت شلايفر، في كلمة ألقتها خلال الحفل الختامي، أن هذا التتويج هو بمثابة تقدير لكل العراقيين، وأن الجائزة الكبرى بالنسبة لها هي يوم عودة كل لاجئي العراق إلى وطنهم، متمنية أن تغسل كل أنواع الكره، لأن الأديان السماوية هي أديان محبة وليست أديان بغض وكره. ونجت الفنانة عايدة الحسيني من معطف الحروب، ومكابدات التهجير، اذ هربت أسرتها من العراق، من دون أوراق ثبوتية، وهي ابنة تسعٍ سنوات، نهاية سبعينيات القرن الماضي، متجهة صوب لبنان موطن امها، فكانوا الناجين الوحيدين من عائلة أبيها الشيوعية، التي اعدم النظام السابق معظم أفرادها، لتكتوي بالحرب اللبنانية الأهلية والإسرائيلية، وتُهاجر بعدها في رحلة أوديسية حول العالم لينتهي بها المطاف في سويسرا. شغفت الحسيني منذ طفولتها بالسينما، لكنها درست المحاسبة، نتيجة لظروف أسرتها، بعدها واصلت درسها الأكاديمي فحصلت على دبلوم فنون جميلة وإعلام من المدرسة العليا بزيورخ، ثم التحقت في المعهد العالي للسينما، التابع لأكاديمية الفنون بالقاهرة، إذ تخرجت منه بدرجة دبلوم عال في الإخراج السينمائي في العام 2006. ووصل مجمل المسيرة الفنية للمخرجة عايدة شلايفّر المولودة في بغداد عام1970، اثنا عشر فيلما وثائقياً وروائياً قصيراً، أبرزها : "الظل الأسود والأبيض" 2002، و"الصمت" 2001، و"بحث في جوهر امرأة " 2005، و "عصابات بغداد" 2007، فضلاً عن بضعة أفلام تجريبية. ويتحدث فيلم "نون"، الذي تبلغ مدته 24 دقيقة عن محنة تهجير المسيحيين العراقيين من ديارهم ومجازر "داعش" الوحشية بحق هذا المكون الأصيل. وسلطت المخرجة العراقية المهاجرة الضوء على هذه الشريحة، المتشبثة بأرضها رغم كل شيء، فمن وجهة نظرها ان السينما تستطيع " مناشدة الضمير الإنساني لمساعدتهم" ، وهذا ما فعلته المخرجة، التي صورت فيلمها في الموصل وبغداد والبصرة، في ظروف اقل ما يمكن القول عنها " انها بالغة الخطورة"، ألا إن الحسيني المعجونة بآلام العراق حملت كاميرتها وفريق عملها المتناغم" لتوثق بصرياً معاناة هذه الأقلية الطيبة في مناطقهم". اختارت شلايفّر وهذا اسم شهرتها- عنواناً دالاً لفيلمها مثلما تقول فـ "نون" يعني في قاموس "داعش" ، البيت الذي يسكنه المسيحيون، وهو الحرف الأول من كلمة نصارى، وهو الحرف الذي يعلّم به القتلة بيوت المسيحيين". يشار إلى أن المهرجان الدولي للفيلم الدولي بطنجة في دورته التاسعة تضمنت مسابقتين دوليتين، الأولى شارك فيها 27 فيلماً روائياً قصيراً، والثانية 13 فيلماً وثائقياً قصيراً.
|