قناة عشتار الفضائية
 

الفاتيكان يستعدّ لانتخاب بابا جديد… ما فرصة غبطة الكاردينال ساكو؟

عشتارتيفي كوم- آسي مينا/

 


بقلم: جورجينا بهنام حبابه

أربيل, الجمعة 25 أبريل، 2025

 

مع شغور الكرسيّ الرسوليّ برحيل البابا فرنسيس، عادت إلى دائرة الضوء التساؤلات حول الخليفة المحتَمل، والمنتَخِبين والمنتَخَبين الذين لا يحول مانعٌ قانونيّ دون مشاركتهم في الكونكلاف، وبالتالي أن يكون أحدهم البابا العتيد.

تتبع عملية انتخاب الحبر الأعظم قوانين خاصة، وتجري ضمن آلية دقيقة حدّدها البابا يوحنا بولس الثاني في الدستور الرسوليّ «قطيع الرب بأسره» الصادر عام 1996، والمتضمِّن خريطة طريق واضحة المعالم تحدّد سَير الأحداث منذ شغور الكرسيّ الرسوليّ إلى حين انتخاب خليفة جديد لبطرس.

 

ما فرصة ساكو؟

مع إعلان البابا فرنسيس يوم 20 مايو/أيار 2018 منح البطريرك الكلدانيّ لويس روفائيل ساكو لقب كاردينال، أصبح الأخير البالغ من العمر 77 عامًا، عضوًا في مجمع الكرادلة المنوط بمن لم يتجاوزوا الثمانين عامًا منهم انتخاب أحدهم ليكون البابا الجديد. 

وفي ضوء عدم وجود مانعٍ «قانونيّ» يحول دون مشاركة ساكو في الكونكلاف المقبِل، يحقّ له قانونًا أن ينتَخِب ويُنتَخَب.

 

الإغلاق بالمفتاح

ربّما يجهل كثيرون المعنى الحرفيّ للكلمة اللاتينيّة «كونكلاف» وتعني «الإغلاق عليهم بالمفتاح» لتصف التئام مَجْمَع انتخاب البابا. فبموجب الدستور الرسوليّ يلتئم المجمع الانتخابيّ في سرّية مطلقة بشكل فريد في العالم الحديث؛ «فالكرادلة يتباحثون خلف أبواب مغلقة في الفاتيكان حتى يصل بهم الأمر إلى اتفاق»، وفق كتاب «سين جيم في القانون الكنسيّ» للأب د. سالم ساكا.

 

لا وجود لمرشَّح يُدعم

في ضوء هذه القوانين لا وجود لمبدأ الترشّح في انتخاب البابا مُطلَقًا، بل يلتزم الكرادلة الناخبون التوجّه إلى مدينة روما للمشاركة في الاجتماعات المغلقة، معتزلين العالم في كاتدرائيّة السيستين كي ينتخبوا أحدَهم ليكون البابا الجديد، في سرّية مطلقة.

ورغم ذلك، أكّد رئيس الوزراء العراقيّ محمد شياع السودانيّ عَبْر صفحته الرسميّة في منصّة إكس (تويتر سابقًا)، دَعمه «غبطة الكاردينال لويس روفائيل الأول ساكو، بوصفه المرشَّح الوحيد من منطقة الشرق الأوسط ليخلف قداسة البابا الراحل فرنسيس».

وفيما ضجّت منصّات التواصل الاجتماعيّ العراقيّة بمنشورات ذات صلة تضمّنت معلوماتٍ غير دقيقة، أصدرت البطريركيّة الكلدانيّة توضيحًا «حول ما يُنشَر عن ترشيحات الكرادلة لمنصب البابا». وعدّ التوضيح ما يُنشر «تعبيرًا عن محبّة الناس واعتزازهم بالشخصيّات المؤهّلة للانتخاب والتي يحقّ لها التصويت والترشيح»، مستدركًا: «لكنّها في الحقيقة لا تؤثّر في عملية الانتخاب».

وأشار إلى سياق الاجتماعات السرّية وأعداد الكرادلة المشاركين فيها «ونيافة الكاردينال لويس روفائيل ساكو من ضمنهم»؛ ليصوِّت، بعد الصلاة، «كلّ كاردينال ضميريًّا لمن يراه بمستوى هذه المسووليّة الجسيمة».

بذلك يكون ساكو الكاردينال الوحيد الممثِّل لكنيسة مشرقيّة ومن الشرق الأوسط في الوقت نفسه في هذا الكونكلاف، إذ إنّ الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا بطريرك القدس للّاتين، إيطاليّ الجنسيّة ولا يمثّل كنيسةً مشرقيّة الجذور.

جديرٌ بالذكر أنّ في حال «شغور الكرسيّ الرسوليّ بسبب الوفاة أو بسبب إعاقة عمله إعاقةً تامّة في حالات المرض، والاضطهاد، والأسر والسجن، لا يُستحدث أيّ شيء في حكم الكنيسة بأسرها، بل يُعمَل بموجب القوانين الخاصة الصادرة لمثل هذه الظروف»، وفق كتاب ساكا.