قناة عشتار الفضائية
 

كيف يعيش مسيحيّو العراق فرحة عيد القيامة؟

 

عشتار تيفي كوم - أسي مينا/

بقلم: جورجينا بهنام حبابه

ليس احتفالنا بعيد القيامة استذكارًا لقيامة ربّنا يسوع المسيح من بين الأموات فحسب، بل هو أيضًا ابتهاج بقيامتنا جميعًا معه من موت الخطيئة وعبورنا إلى الحياة الجديدة في المسيح، فنعيش من خلاله فرحًا دائمًا.

من أجمل العادات التراثيّة المتوارثة لدى مسيحيّي العراق التنافُس نهار عيد القيامة في لعبة «نقر البيض»؛ وهي لعبةٌ شعبيّة بسيطة يتواجه فيها لاعبان يحمل كلٌّ منهما بيضةً من بيض الفصح الملوَّن، ويضربان البيضَتَين من الطرف المدبّب في مواجهةٍ تنتهي بكسر قشرة إحداهما وحاملها يكون خاسرًا، وبسلامة الأخرى وصاحبها يكون فائزًا.

لكنّ نهار العيد ما كان ينقضي من دون زيارة قبور الأهل والأحبّة الذين سبقونا على رجاء القيامة والصلاة لراحة أنفسهم، فيسبق استذكارهم الشروع بأيّ طقسٍ احتفاليّ. وكان أهل المتوفّين يقيمون مجلس عزاءٍ في أوّل عيد يحلّ بعد رحيلهم.

من العادات التراثيّة المتوارثة لدى مسيحيّي العراق التنافُس يوم عيد القيامة في لعبة «نقر البيض». مصدر الصورة: خورنة ألقوش
من العادات التراثيّة المتوارثة لدى مسيحيّي العراق التنافُس يوم عيد القيامة في لعبة «نقر البيض». مصدر الصورة: خورنة ألقوش
 

شجرة عيد القيامة

ثمّة عادات مستحدَثة اشتهرت في السنوات الأخيرة، كالتزيين بأشكال الأرانب الملوّنّة إلى جانب محاكاة شجرة الميلاد بنصب «شجرة عيد القيامة» وقوامها فروع أغصانٍ عارية من الأوراق، تُعَلَّق عليها أشكالٌ تشابه حبّات البيض الملوّن، وتزيّن بمصابيح النشرات الضوئيّة، فتضفي ألوانها وأضواؤها جمالًا وبهجة.

تحظى الأطعمة بأنواعها بمكانةٍ خاصّة في تقاليد الاحتفال بالقيامة المجيدة، غير المقتَصِر على الطقوس الكنسيّة والصلوات الروحيّة. ومن التقاليد الشعبيّة التي غدت تراثًا مصاحبًا لأفراح العيد هناك دائمًا معجّنات «الكليجة» وطبخ «الكبّة» و«الباجة»، كحال عيد الميلاد. مع تميّز  أطعمة أسبوع الآلام بإعداد «القرصة الصفراء» الخاصّة بعيد السعانين، وطَبخ «وليمة المسيح» يوم جمعة الآلام.

أسبوعٌ مقدَّس في الأراضي المقدّسة

كان كثيرون من مسيحيّي العراق يحرصون على زيارة الأراضي المقدّسة في خلال الفترة التي تسبق عيد القيامة، ليشاركوا في الاحتفالات والطقوس والمناسبات الدينيّة المعهودة في أماكنها الأصليّة، ويعيشوا أحداثها في المواقع عينها حيث عاشها الربّ يسوع.

وبعد انقضاء فترة الأعياد، يعود حجّاج الأراضي المقدّسة وقد حازوا لقب «مقدسيّ» ويحظون باستقبالٍ بهيجٍ وحافل في الكنيسة. هذه الزيارات لم تعد متاحةً منذ العام 1967، لكنّ كثيرين من مسيحيّي العراق يبادرون، بعد حصولهم على جنسيّة بلاد الاغتراب، إلى زيارة الأراضي المقدّسة، بخاصّة في الأسبوع المقدَّس لنيل البركات.

ويحمل مسيحيو العراق طقوسهم الليتورجيّة المشرقيّة الأصيلة ويواصلون الاحتفال بها في المهجر كما كانوا في الوطن… هكذا ترافقهم تقاليدهم الشعبية المتوارثة المرافقة للاحتفال بعيد القيامة بتفاصيلها كافة، لتبقى فرحة القيامة واحدة في كلّ مكان.