عشتارتيفي كوم- رووداو/
كشف المستشار الوطني لصندوق الأمم المتحدة للسكان، مهدي العلاق، أن نتائج التعداد السكاني أظهرت انخفاض معدل حجم الأسرة العراقية، مشيرا إلى أن إقليم كوردستان كان في المرتبة الأولى قياساً بالمحافظات الأخرى.
وقال العلاق، لشبكة رووداو الإعلامية، يوم الاثنين (3 آذار 2025)، إن حجم الأسر العراقية شهد انخفاضًا خلال التعداد العام للسكان لعام 2024، حيث أصبح متوسط حجم الأسرة 5.7 أفراد، مما يعني أنه يقع بين 5 و6 أفراد ويميل إلى 6 أفراد، وذلك مقارنة بالسنوات السابقة حيث كان متوسط حجم الأسرة يزيد قليلاً على 6 أفراد، لذلك نلاحظ أن هناك انخفاضاً ملحوظاً في هذا المتوسط، لكنه لا يزال مرتفعاً نسبياً مقارنة بالدول الأخرى.
وأضاف، أنه في إطار المقارنة بين المناطق الحضرية والمناطق الريفية، لوحظ وجود فرق واضح، حيث يبلغ متوسط حجم الأسرة في المناطق الريفية أكثر من 6.5 أفراد، في حين ينخفض إلى 5.5 أفراد في المناطق الحضرية، وهو أمر طبيعي بالنظر إلى نمط الحياة الريفية وارتفاع معدل أو متوسط إنجاب المرأة في المناطق الريفية مقارنة بالمناطق الحضرية.
تختلف أرقام متوسط حجم الأسرة من محافظة إلى أخرى، حيث تسجل بعض المحافظات التي تضم نسبة عالية من سكان الريف متوسط حجم أسرة أعلى، بحسب العلاق، وأشار إلى أنه من أبرز الأمثلة على ذلك محافظة الأنبار، التي سجلت متوسط حجم أسرة مرتفعًا مقارنة بباقي المحافظات، في حين أن محافظات إقليم كوردستان سجلت انخفاضًا واضحًا في متوسط حجم الأسرة مقارنة بالمحافظات الأخرى.
وأوضح، أن إحدى الظواهر الديموغرافية الملحوظة في إقليم كوردستان هي انخفاض معدل خصوبة المرأة العراقية مقارنة ببقية المحافظات، مبينا أنه على مدى عدة مسوح إحصائية، وحتى في التعداد السكاني، سجلت محافظة السليمانية أقل معدل خصوبة للمرأة العراقية، وهو العامل الرئيسي لانخفاض متوسط حجم الأسرة في الإقليم.
إضافة إلى ذلك، فإن عمليات الانشطار الأسري نتيجة توفر الوحدات السكنية وانتقال الأبناء إلى مساكن جديدة أدت إلى انخفاض متوسط حجم الأسرة في إقليم كوردستان مقارنة ببقية المحافظات، لكن يبقى العامل الحاسم في ذلك هو انخفاض معدل خصوبة المرأة في الإقليم مقارنة ببقية مناطق العراق، كما أكد العلاق.
وبيّن، أن من الناحية الديموغرافية والاقتصادية، عادةً ما تكون الأسر الفقيرة أكبر حجمًا من الأسر الميسورة، حيث تلعب عوامل تعليم المرأة وانشغالها بالعمل دورًا في تقليل رغبتها في الإنجاب، وهو ما يفسر وجود متوسط حجم أسرة أكبر في المناطق الفقيرة.
المستشار الوطني لصندوق الأمم المتحدة للسكان، أكمل بالقول، إن في إقليم كوردستان، أدى الاستقرار السياسي على مدى سنوات طويلة، وارتفاع مستوى تعليم المرأة، والعوامل الاقتصادية المختلفة إلى انخفاض معدل خصوبة المرأة، وبالتالي انخفاض متوسط حجم الأسرة، مبينا أن العوامل الاقتصادية لا تؤثر بشكل مباشر على معدلات الخصوبة مقارنة بالعوامل الأخرى، وعلى رأسها تعليم المرأة.
ولفت إلى تحسن توقع الحياة عند الولادة بشكل ملحوظ في العراق، وذلك نتيجة انخفاض معدلات الوفيات في الفئات العمرية المختلفة، خاصة وفيات الأطفال الصغار، مشيرا إلى أن أحدث الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة العراقية إلى أن متوسط العمر المتوقع للإنسان العراقي بلغ 73 سنة، وهو ما يعكس تحسن الخدمات الصحية والرعاية الطبية في البلاد.
واللافت للنظر أن توقع الحياة للمرأة العراقية أعلى من الرجل، حيث يبلغ 75 سنة للمرأة مقابل 71 إلى 72 سنة للرجل، وهذه الظاهرة ليست خاصة بالعراق فقط، بل هي ظاهرة ديموغرافية عالمية، حيث تفيد الإحصاءات الدولية بأن عمر المرأة المتوقع يزيد على عمر الرجل بمعدل يتراوح بين 3 إلى 5 سنوات في معظم دول العالم، اختتم العلاق حديثه.
بذلك، فإن متوسط عمر الإنسان العراقي حالياً يقدر بـ 73 سنة للذكور والإناث معاً، لكنه أعلى لدى النساء بواقع 75 سنة مقارنة بـ 71 إلى 72 سنة للرجال، وهو ما يؤكد استمرار الفجوة العمرية بين الجنسين كما هو الحال في باقي الدول.
|