عشتارتيفي كوم- اندبندنت/
تشهد حالات الإصابة بالسل في الولايات المتحدة ارتفاعاً لأول مرة منذ عقود، في ظل تفشٍّ كبير يعد من الأسوأ في تاريخ البلاد.
على مدى الأسبوع الماضي، سجل مستشفى جامعة ديوك في دورهام أقل من 10 حالات، ولا يزال هذا العدد أعلى من المعتاد، وفقاً لما ذكره عالم الأمراض المعدية الدكتور نيكولاس تيرنر.
وقال تيرنر لمحطة WRAL: "سجلت بعض الحالات في منطقتنا، والأرقام التي شاهدناها في يناير (كانون الثاني) الماضي أعلى من المعتاد."
أما العام الماضي فقد سجلت الولاية 250 حالة نشطة من السل، و215 حالة في 2023، ما يمثل زيادة على 164 حالة كانت قد رصدت في العام الذي سبقهما.
وذكرت المحطة أن الأرقام لم تصل إلى هذا المستوى منذ ثمانينيات القرن الماضي.
كما أفادت وزارة الصحة في ولاية كارولينا الشمالية لـ"اندبندنت" أن خمس حالات جديدة من مرض السل النشط سُجلت هذا العام.
وأوضحت الوزارة أن "هذه أكبر حصيلة لحالات السل في كارولينا الشمالية منذ عام 2010."
وأكد تيرنر لمحطة WRAL: "نحن على وشك تسجيل عامين متتاليين من الزيادة في حالات السل بعد 30 عاماً من التراجع"، مشيراً إلى أن جائحة كورونا قد تكون أثرت في الأرقام بسبب عدم قدرة الناس على الوصول إلى الرعاية الوقائية.
هذا وقد تزايدت المخاوف في كارولينا الشمالية بعد تفشٍّ صادم في كانساس، حيث سجلت 67 حالة ووفاة شخصين.
وأفادت صحيفة "توبيكا كابيتال-جورنال" Topeka Capital-Journal بأن وزارة الصحة في الولاية أكدت أن "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" CDC تقدم الدعم المباشر للمجتمعات المتأثرة. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الجهود قد تأثرت بتغيير الإدارة تحت رئاسة ترمب.
وعلى الصعيد الوطني، ارتفعت حالات السل ومعدلات الإصابة للعام الثالث على التوالي منذ 2021. وفي عام 2023، سجلت الولايات المتحدة أكثر من 9600 حالة. فيما أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن السل "ربما عاد ليصبح السبب الأول في الوفيات الناتجة عن أحد الأمراض المعدية في العالم". قبل الجائحة، كانت حالات السل ومعدلات الإصابة في الولايات المتحدة تشهدان تراجعاً مستمراً منذ عام 1992.
ومن المعلوم أن المرض ناتج من جراثيم تنتقل من شخص إلى آخر عبر الهواء، وعادة ما تؤثر في الرئتين أو الدماغ أو العمود الفقري. وعلى رغم أن ليس كل من يحمل الجرثومة يصاب بالمرض، فإن الأعراض تشمل سعالاً مستمراً أسابيع، ومع السعال المصحوب بالدم يشعر المريض بفقدان الوزن والحمى والقشعريرة والتعرق الليلي وآلام الصدر، وغيرها.
هذا ويمكن علاج السل باستخدام أدوية مختلفة، وهناك أيضاً خطط علاجية مخصصة لحالات السل المقاومة للأدوية.
وفي الولايات المتحدة، حيث تتوفر اختبارات وعلاجات السل بسهولة، قد يكون من المفاجئ تأكيد حالة جديدة في إحدى مدارس غرب ميشيغان الأسبوع الماضي. كذلك تشير الأرقام إلى أن معدلات الإصابة ارتفعت بشكل طفيف في ألاسكا خلال العام الماضي.
وقالت مستشارة التمريض في قسم الصحة في ألاسكا، عضو فريق مكافحة السل في الولاية، تشاندا هيسون، لصحيفة "ألاسكا بيكون": "في المجتمعات الصغيرة، يصبح الجميع تقريباً على اتصال بالمرض بطريقة أو بأخرى".
|