قناة عشتار الفضائية
 

رغم الرفض الرسمي.. ترمب يجدد دعوته لمصر والأردن بشأن غزة: أتوقع قبولهما

 

عشتارتيفي كوم- الشرق/

 

جدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب التعبير عن رغبته في نقل فلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، رغم الرفض الرسمي من القاهرة وعمّان لهذا المقترح، مشيراً إلى أنه سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن قريباً، للتفاوض بشأن "حل الدولتين".

وزعم ترمب في تصريحات لصحافيين، أنه يعتقد أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني سيقبلان بنقل بعض من سكان غزة إلى بلديهما.

وقال ترمب: "أود أن يعيش الناس في منطقة حيث يمكنهم العيش فيها دون اضطرابات أو ثورات أو عنف. كما تعلمون، عندما تنظر إلى قطاع غزة، لقد كان جحيماً لسنوات عديدة، ويبدو لي أنه كانت هناك العديد من الحضارات على هذه المنطقة. لم يبدأ الأمر هنا، بل بدأ قبل آلاف السنين، ودائماً ما ارتبطت بها أعمال عنف. لذلك أعتقد أنه يمكن للناس أن يعيشوا في مناطق أكثر أماناً، وربما تكون أفضل بكثير وأكثر راحة".

ورداً على سؤال بشأن "حل الدولتين"، وما إذا كان لا يزال ملتزماً بدولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، أجاب الرئيس الأميركي: "سأتحدث مع (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو الذي سيأتي إلى هنا قريباً جداً (في واشنطن) للتفاوض معي".

ورداً على سؤال عما إذا كان تحدث مع الرئيس المصري بشأن الأمر، قال ترمب "نعم، تحدثت معه"، مضيفاً أن الرئيس المصري رد بأنه "يرغب في أن يرى سلاماً في الشرق الأوسط".

وعن موقف السيسي من استقبال سكان من غزة في مصر، قال ترمب: "أود لو يفعل ذلك. أتمنى لو أنه يقبل ببعضهم. لقد قدمنا لهم الكثير من المساعدة، وأنا متأكد أنه سيساعدنا أيضاً. إنه صديق لي. إنه في جزء صعب جداً من العالم، وبصراحة، إنه مكان قاسٍ، كما يقولون. إنه حي قاسٍ. لكنني أعتقد أنه سيفعل ذلك، وأعتقد أن ملك الأردن سيفعل ذلك أيضاً".

ولم تعلن الرئاسة المصرية أو البيت الأبيض رسمياً عن مكالمة بين السيسي وترمب، بعد أن كانت الخارجية المصرية أصدرت بياناً يرفض بشدة مقترحات ترمب، الأحد، عقب ساعات من إعلانه نيته طرحها على الرئيس المصري في اتصال هاتفي.

وفي وقت سابق، نقل مراسل موقع "أكسيوس" الإخباري، باراك رافيد، عن 3 مصادر إسرائيلية وأميركية، أن نتنياهو يخطط للسفر إلى الولايات المتحدة، الأسبوع المقبل، للقاء ترمب في البيت الأبيض.

وأضاف رافيد، أن "نتنياهو سيكون أول مسؤول أجنبي يزور واشنطن بصفة رسمية منذ تولّي ترمب ولايته الثانية".

 

رفض مصري أردني فلسطيني

كان الأردن ومصر، شددا، في وقت سابق، على رفضهما أي محاولة لتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، سواء مؤقتاً أو على المدى الطويل.

وأكدت الخارجية المصرية، في بيان، "تمسك مصر بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، ورفضها أي مساس بالحقوق الفلسطينية سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض أو التهجير".

وشددت الخارجية المصرية على أن القضية الفلسطينية "تظل هي القضية المحورية بالشرق الأوسط وأن التأخر في تسويتها، وفي إنهاء الاحتلال وعودة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني، هو أساس عدم الاستقرار في المنطقة".

كما أكدت استمرار دعم مصر لـ"صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه، وبمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

من جانبه، جدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الاثنين، رفض المملكة أي حديث بشأن تهجير الفلسطينيين، مؤكداً أن الأردن مستمر في التصدي له.

وقال الصفدي في إحاطة أمام مجلس النواب: "كل الكلام عن الوطن البديل للفلسطينيين.. مرفوض ولن نقبله وسنستمر في التصدي له".

وأضاف: "الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين، وحل القضية الفلسطينية على التراب الفلسطيني".

وفي السياق ذاته، أجمع الفلسطينيون ليس فقط على رفض مقترح ترمب، بنقل سكان قطاع غزة إلى الأردن ومصر، وإنما رفض حتى مناقشته.

وقال مسؤولون في السلطة الفلسطينية والفصائل لـ"الشرق"، إن الاقتراح الأميركي ليس فقط غير مقبول، وإنما سيقاومه الشعب الفلسطيني كما قاوم كل محاولات التهجير والتشريد السابقة.

الفريق جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" وهي الحركة التي تقود السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية قال لـ"الشرق"، إن "تهجير أهالي غزة يُمثّل سياسة قادة اليمين الفاشي في إسرائيل مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير، وأن على الرئيس الأميركي ألّا يكون جزءاً منها".

وكانت القمة العربية والإسلامية غير العادية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض، في نوفمبر الماضي، شددت على رفض تهجير المواطنين الفلسطينيين داخل أرضهم أو إلى خارجها "باعتبارها جريمة حرب وخرق فاضح للقانون الدولي سنتصدى له مجتمعين".

 

مقترح ترمب

وفي وقت سابق، الأحد، عبَّر ترمب عن رغبته في استقبال مصر والأردن فلسطينيين من قطاع غزة، وقال آنذاك إنه تحدَّث مع ملك الأردن، وسيتصل بالرئيس السيسي، بشأن هذا الأمر.

وذكر ترمب، في تصريحات للصحافيين، أن قطاع غزة "موقع هدم حرفياً"، مشيراً إلى أن "الناس يموتون هناك"، وأنه يفضل المشاركة مع بعض الدول العربية في "بناء مساكن بمكان مختلف، حيث يمكن لهم أن يعيشوا في سلام من باب التغيير".

وقوبلت تصريحات ترمب بترحيب من وزير المالية الإسرائيلي، اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، بالإضافة إلى وزير الأمن الداخلي السابق المعروف بمواقفه المتطرفة تجاه العرب والفلسطينيين، إيتمار بن جفير.

وأدان السيناتور الأميركي الديمقراطي، بيرني ساندرز، بشدة مقترح ترمب. وقال عبر منصة "إكس": "ترمب قال إنه يريد (تطهير غزة)، وتهجير الملايين من الفلسطينيين الذين يعيشون هناك، إلى دول مجاورة".

وأضاف السيناتور الأميركي: "هناك اسم لهذا التطهير العرقي، وهو جريمة حرب.. هذه الفكرة المشينة يجب أن يدينها كل أميركي".