قناة عشتار الفضائية
 

لماذا وصلت " يو إس إس هاري ترومان" للشرق الأوسط.. ترجيحات باستهداف مواقع عراقية

 

عشتارتيفي كوم- السومرية/

 

أثار وصول حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري ترومان" إلى منطقة الشرق الأوسط، تساؤلات واسعة حول الأهداف الحقيقية وراء هذا التحرك، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.

ويأتي ذلك وسط تحليلات تربط بين هذا الانتشار، وتصاعد الأزمة الإقليمية التي تشمل الملف الإيراني، والفصائل العراقية، والتحركات الأمريكية لضمان أمن المنطقة بشكل عام.

 

وأفادت القيادة المركزية للجيش الأمريكي "سنتكوم"، بأن حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان" وصلت إلى الشرق الأوسط قبل أيام.

 

وقالت القيادة المركزية الأمريكية، في منشور على منصة "إكس": "في 14 كانون الأول وصلت مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس هاري ترومان إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية"، مشيرة إلى أنها "تنتشر لضمان الاستقرار والأمن الإقليميين".

 

وتساءلت أوساط سياسية وأمنية في العراق عن الدوافع وراء وصول حاملة الطائرات الأمريكية إلى المنطقة، وما إذا كانت الولايات المتحدة تستعد لاتخاذ خطوات عسكرية أو سياسية حاسمة.

 

وفي هذا الصدد، قال الخبير الاستراتيجي، علاء النشوع، إن "إرسال حاملة الطائرات الأمريكية إلى المنطقة يأتي في سياق زيادة الزخم الهجومي للولايات المتحدة، في ظل التهديدات التي تواجه المصالح الأمريكية، لاسيما في مناطق استراتيجية، مثل الخليج العربي، وبحر العرب، والبحر الأحمر".

 

وأضاف النشوع أن "هذا التحرك يحمل رسالة واضحة إلى الفصائل المسلحة سواء في العراق أو اليمن، خاصة مع تصاعد المخاوف الأمريكية من تحركات قد تهدد الأمن الإقليمي"، مشيرا إلى أن "انعكاسات الأحداث في سوريا ولبنان على أمن المنطقة، تدفع واشنطن إلى تعزيز وجودها العسكري".

 

ويتوقع خبراء في الشأن العراقي، ومحللون أمنيون، أن "الخطوة التالية في التحركات العسكرية الإسرائيلية، بعد استهدافها غزة ولبنان وسوريا، قد تشمل توجيه ضربات إلى فصائل مسلحة داخل الأراضي العراقية".

 

وتزامنت هذه التصريحات مع تكثيف إسرائيل هجماتها الجوية على الأراضي السورية عقب سقوط نظام بشار الأسد، كما سجلت القوات الإسرائيلية تقدمًا بريًا لافتًا، ما يعكس تحولًا كبيرًا في التوازنات العسكرية في المنطقة.

 

وتتحدث أوساط في الفصائل المسلحة بالعراق عن وجود احتمال لتكرار السيناريو السوري ضدها، محذرة من أن تلك السيناريوهات قد تكون جزءًا من خطط دولية تهدف إلى تقليص نفوذها أو إضعافها بشكل جذري.

 

وتعتبر هذه الفصائل أن التطورات الإقليمية الأخيرة تحمل تداعيات مباشرة عليها، خاصة مع تحليلات تشير إلى وجود تنسيق دولي لإعادة هيكلة الأوضاع الأمنية في العراق، بما يفضي إلى الحد من أدوارها وتأثيرها في المشهد السياسي والعسكري.

 

مهمة التحالف الدولي

 

وعندما زار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بغداد يوم الجمعة الماضي، أثار تصريح المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، الانتباه، حيث أكد أهمية دور التحالف الدولي في العراق، فيما تجنب الإشارة إلى أي موعد لخروج القوات الأجنبية.

 

وقال العوادي في تصريح صحفي: "التحالف الدولي ما زال قائمًا في العراق، وقواتنا الأمنية مع التحالف الدولي جاهزة لتنفيذ ضربات ضد أي تحركات إرهابية".

 

وقُرئ تصريح العوادي بأنه إشارة إلى دور مقبل قد يضطلع به التحالف الدولي، ضد الفصائل المسلحة، خاصة أنه عمل سابقًا مع الجيش العراقي ضد تنظيم داعش، ولديه معرفة تامة بمواقع تلك الفصائل وأنشطتها وخارطة انتشارها.

 

وسابقًا، كان حديث المسؤولين العراقيين ينصب على ضرورة إخراج قوات التحالف، وإنجاز الاتفاق الذي أنهى مهمتها نهاية العام المقبل.

 

من جانبه، قال المحلل الأمني حميد العبيدي، إن "إسرائيل تجنبت العراق خلال الأشهر الماضية، باعتباره منطقة نفوذ للولايات المتحدة، لكن يبدو أن الاتفاق بين الجانبين قضى بأن تتولى واشنطن التعامل مع الفصائل المسلحة في العراق على طريقتها، لمنع إسرائيل من التدخل، وهذا ربما ما يفسر وصول حاملة الطائرات ترومان إلى المنطقة".

 

وأوضح العبيدي، أن "معالجة ملف الفصائل لا يعني بالضرورة وجود تحرك عسكري، وإنما بالإمكان التعامل معها بدمجها ضمن المؤسسة الأمنية، أو سحب أسلحتها وإنهاء دورها"، مرجحًا أن "تستجيب لذلك بعد ما حصل لما يُسمى بمحور المقاومة الذي يواجه أزمة وجودية"، وفق تقديره.