وأكمل الأب قزي: "جعل (البطريرك الدويهي) أثناء الاضطهاد كرسيَّه البطريركي ممتداً من قنوبين الى غوسطا الى مجدل المعوش. وبكلامٍ آخرَ، كَتبَ البطريرك اسطفان الدويهي تفاصيلَ 2 آب 1630 على امتدادِ أيَّامِ حَياتِهِ الأرضيَّةِ، إلى أن رقد برائحة القداسة في 3 أيّار 1704. ودُفِنَ البطريرك الدويهي، بناءً على رغبته، مع أسلافِهِ البطاركة القدّيسين، في مغارةِ القدّيسة مارينا في وادي قنوبين، لكنَّ أعماله وما أتاهُ من عجائبَ لم تُدفَنْ، بَل ظلَّت حيّةً في الكتُبِ والعقولِ والنفوسِ والقلوبِ، وتناقَلَها المؤمنون والمؤرِّخون ورؤساءُ الكنيسة على امتدادِ مئاتِ السّنين، إلى أنْ حانتِ الساعةُ ليبدأَ مشوارُ التّقديس بعدَ أن ذاعَتْ بطولَةُ فضائلِهِ بسبب الشفاءاتِ الخارِقة، والتي في إثرِها تألَّفَت لِجانٌ كنسيّةٌ بطريركيّة وأسقفيّة ومؤسّسات إجتماعيّة عديدة لملاحقةِ دعوى البطريرك الدويهيّ التاريخيّة".
وتابع: "ابتداءً من 17 تموز عام 2000، قرَّرَ السينودوس المارونيّ مجدّدًا فتحَ دعوى تطويب وتقديس البطريرك الدويهيّ، وتمَّ تعييني طالبًا للدعوى لدى الكرسيّ الرسوليّ في مجمعِ القدِّيسين. وانتهى التحقيق في المرحلة الابرشيّة سنة 2002. ووافق قداسةِ البابا بنيدكتوس السادِسَ عَشَرَ على بطولة فضائله وأعلنه مُكَرَّمًا، وذلك في 3 تموز 2008. ثمّ بدأنا مرحلة التحقيق الأبرشيّ، في الشفاء الخارق للسيّدة روزيت زخيا كرم منسوبٍ إلى شفاعةِ البطريرك المكرَّم مار اسطفان الدّويهي، وهي كانت تعاني من مرضِ يُسمّى "Polyarthrite seronegative". وبتاريخ 30 آذار 2023 وافقت لجان الأطبّاء في مجمعِ القدّيسين، على الأعجوبةِ المنسوبة إلى البطريرك المكرَّم اسطفان الدويهي بالإجماع التامّ والكامِل، أي الأعضاء الستّة جميعهم؛ ثمّ ثَبَّتَ المؤتمرُ اللّاهوتيّ الخاصّ بالدّراسة، على أعجوبةِ الشفاء. وفي السادِس من شباط من العام 2024، وافقَ مَجْمَعُ الكرادلة والأساقفة في روما، على الأعجوبة. وبعدَ نحوِ شهرٍ، أي في 14 آذار 2024، اجتمعَ رئيس مجمع القدّيسين نيافة الكاردينال مارشيلو سيميرارو بقداسة البابا فرنسيس، ونتوّجه لهما بعاطفةٍ شكرٍ وامتنان، وافقَ الأبُ الأقدَس على ختمِ ملفِّ إعلانِ البطريرك اسطفان الدويهي طوباويًّا على مذابِح الكنيسة، على أن يُحتَفَل بتطويبِهِ مساءَ اليوم الجمعة الواقع في 2 آب 2024، في الصرح البطريركيّ في بكركي. بعد الشكر العميق، لقداسة البابا ومجمع القدّيسين والسينودس المارونيّ وغبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكليّ الطوبى، ولِجان المحكمة والتاريخيّين واللاهوتيّين والأطبّاء والشهود ومؤسّسة البطريرك الدويهي، وصاحبة الشفاء، على تفانيهم وتضحياتهم ودعمهم، إسمحوا لي بأن أتوجّه بكلمة شُكرٍ وعرفانِ جميلٍ لأمّي الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة بشخص رئيسها العام قدس الأب العام هادي محفوظ السامي الاحترام، لِما قدّمته لي في مسيرة هذه الدعوى طوال أربع وعشرين سنةً؛ وأقدّم شكري أيضًا لكلّ من رافقني بالصلاة، ولجميع مُحبّي البطريرك الدويهي في لبنان والعالم".
وختم: "نَعَمْ في 2 آب، مَنْ لُقِّبَ بـِ: "مَجد لبنان ومنارة الشّرق" سَيُمَجِّدُ لبنانَ وسيُنيرُ الشّرقَ، وَسَيُجَمِّل بيعةَ الله. نَعَمْ هذا الطوباويُّ هو هديَّةٌ من السّماء للكنيسةِ المارونيّة، وكما في الأمسِ كذلكَ اليوم والى الأبد سيَكونُ صانِعَ مَجدِ الموارنةِ".
إعلان التطويب
ومن ثم تلا رئيس مجمع القدّيسين نيافة الكاردينال مارشيلو سيميرارو رسالة قداسة البابا فرنسيس، والتي أعلن فيها البطريرك اسطفان الدويهي طوباويًا. وقال: "إنه البطريرك اسطفان الدويهي من إهدن والبطريرك الماروني وسائر المشرق والراعي الصالح الذي قاد شعبه كاتبًا تاريخ المضطهدين والمساهم بخلاص المظلومين، فليطلق عليه من الآن وصاعدًا لقب طوباوي".
هذا وقرعت أجراس الكنائس إبتهاجًا وفرحًا بعد الإعلان مباشرةً.
بعدها تم إزاحة الستارة عن صورة الطوباوي الجديد.
وبعد القداس الاحتفالي، أقيم زياح الطوباوي إسطفان الدويهي، للمرة الأولى ومن بكركي.