قناة عشتار الفضائية
 

" صوت السلام " انطلقت من بغديدي ، لتحتضن بالمحبة مدن الوطن

 

عشتارتيفي كوم/

كتابة : نمرود قاشا

 

اذاعة " صوت السلام "... رسالة حضارة وبشرى، رسالة تربية وتعليم وثقافة إنسانية وذوق هي صوت الكنيسة ،  هذا هو شعار انتمائها..

منذ الاول من اب 2008 تواصل الاذاعة رسالتها لكي تكون جسرا للمحبة ( كشرا دشلاما ) في مدينة تربت على قيم الثقافة والأصالة والتجديد.

هذا الصوت بدأ بامكانيات مادية وفنية وبشرية محدودة ، جعلتها تقف على ارض صلبة انطلقت منها إلى فضاءات تحمل  أفكارا وأمنيات واحتلاما كبيرة.

هذه الأحلام كانت محجوزة في غرفة صغيرة في دار مار بولس للخدمات الكنسية  لا تتعدى أبعادها 3× 3 متر كانت تضم أجهزة الإذاعة البسيطة لتكون هذه الغرفة مقراً مؤقتاً لها ومنها انطلق البث التجريبي في شتاء  2005من غير ان يعلن رسميا اسم الاذاعة ، هذا الشتاء حوله الشباب القلائل إلى ربيع دائم ومتجدد.. الى ربيع فرح من خلال موسيقى هادئة تريح النفس وأغان مختارة وتراتيل روحية رائعة..

في التاسع والعشرين آذار 2006 افتتح مجمع السلام المجاور  لدار مار بولس والذي تشكل الإذاعة طابقه العلوي فيما ضم الطابق السفلي صالة الإنترنيت  ومنذ هذا التاريخ انتقلت الاذاعة وكادرها الى البناية الجديدة فقد عمل الشباب بحسابات خارج حسابات الزمن المتعارف عليها لكي يعدوا مادة إذاعية تمكنهم من الانطلاق بها بنفس الهمة التي عملوا فيها.

وخلال ستة أشهر ، استطاع الكادر ان يهيء أرشيف من الموسيقى والاغاني واعداد مجموعة جيدة من البرامج تمكنه من الانطلاق بها الى البث الرسمي .

 

يقولون ان الملاك جبرائيل هو شفيع المذيعين والمخبرين بالسلام، لأنه حمل أعظم خبر من السماء الى الأرض، عندما بشر مريم بيسوع، فحمل مع هذه البشرى الفرح والأمل والثقة للبشرية جمعاء ،  بحيث انضمّت الى صوته أصوات زملائه الملائكة يوم ميلاد الرب يسوع فرنّمت هذه الترنيمة الرائعة التي نرنّمها حول شعلة الميلاد كل عام: “المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام والأمان والرجاء الصالح للناس”.

فيحقّ للملاك جبرائيل شفيعكم ان يدعوكم اليوم يا جميع العاملين في إذاعة صوت السلام ومستمعيها ترنموا سوية في جوق منسجم وعذب: “من صوت السلام.. إليكم يا جميع الأنام.. السلام والمحبة والوئام.. وكما بشر اشعيا النبي مدينته، نحن ايضاً نبشر مدينتكم: “ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام.. المبشرين بالخير”.

في السادس من اب 2014 توقف هذا الصوت ، كما توقفت أجراس الكنائس عندما اجتاحت قطعان داعش مدننا ، وغادر منتسبو الاذاعة المبنى بعد ان حملوا ارشيفها  .

وبعد التحرير ، عاد المخبرين بالسلام ينفضوا غبار الحقد والتطرف والغباء عن اقسام الاذاعة وقد تفنن ( المجاهدين ) في سرقة وتدمير والعبث بكل محتوياتها ومحاولة حرقها ، ولكن يد الله كانت فوق أيديهم فأطفئ نار حقدهم ، وخلال فترة قصيرة أعيد هذا الصوت من جديد بهمة الكنيسة والمنظمات الداعمة والكادر المتبقي .

هذه هي البشرى التي نحملها الى شعبنا العراقي المتألم والمتطلع الى ايام افضل، من الخير والسلام والبناء، بعد كل هذه المعاناة الدامية. كما نحملها الى ابنائنا المسيحيين الذين نالهم القسط الوافر من الالم  ومن رياح الخوف على مستقبل وجودهم في ارض اجدادهم.

 بشرى رجاء وثقة، بان الله ابانا لايتركنا،” وبان المحنة تلد الثبات، والثبات يلد الامتحان، والامتحان يعطي الرجاء” .

تحية حب وتقدير وامتنان لكل الأيادي البيضاء التي مسحت غبار الحقد واعادت هذا الصوت الى محبيه من : رؤسائها الفخريين ، مرشدوها ، كادرها الهميم وكل الجهات الساندة .

كل عام .. انتم وصوت السلام بالف الف خير .