عشتارتيفي كوم- أخبار الآن/
اللحوم الحمراء وصحتك… حقائقٌ ومخاطرُ الإفراط
تأثيرُ الإفراط في اللحوم الحمراء
تتمتَّعُ اللحوم الحمراء بالعديدِ من الفوائدِ، ولكنْ من المهمِّ أيضًا أخذُ مضارِّها بعينِ الاعتبارِ وتناولُها بشكلٍ متوازنٍ. فهي تُعَدُّ جزءًا مهمًّا من النظامِ الغذائي. يكثرُ العديدُ من الأشخاصِ خلالَ عيدِ الأضحى المباركِ من تناولِ اللحومِ بطريقةٍ قد تصلُ لحدِّ الإفراط، دونَ الاكتراثِ إلى النصائحِ التي يُطلِقُها الأطباءُ بضرورةِ التقليلِ من تناولِها لما يمكنُ أن ينتجَ عنها من الإصابةِ بالكثيرِ من المشاكلِ الصحيةِ، أبرزُها زيادةُ الوزنِ. لكن بالنسبةِ لبعضِ الناسِ، يمكنُ أن يكونَ للحومِ الحمراءِ تأثيرٌ أكثرُ خطورةً.
يمكنُ أن يزيدَ خطرُ الإصابةِ بالسرطانِ، حيثُ تشيرُ الدراساتُ إلى أن تناولَ الكثيرِ من اللحومِ الحمراءِ يمكنُ أن يزيدَ من فرصِ الإصابةِ بسرطانِ القولونِ والمستقيمِ. ووجدَ تقريرٌ صدرَ عامَ 2018 أن تناولَ أكثرَ من 500 غرامٍ من اللحومِ الحمراءِ أسبوعيًا يمكنُ أن يزيدَ من خطرِ الإصابةِ بـ:
سرطانِ القولونِ والمستقيمِ سرطانِ الثدي سرطانِ الرحم سرطانِ الرئة سرطانِ البنكرياس سرطانِ الكبد سرطانِ البروستاتا
أكدت أخصائيةُ التغذيةِ سالي عماد عنتابلي، لأخبارِ الآن، أن الإفراطُ في تناولِ اللحومِ الحمراءِ أيضًا يؤدي إلى الإصابةِ بمرضِ النقرسِ أو داءِ الملوكِ (Gout)، وهو أحدُ أنواعِ التهاباتِ المفاصلِ التي تحدثُ نتيجةَ زيادةِ حمضِ اليوريك (Uric acid) في الدمِ وتراكمِهِ في السائلِ المفصليِّ، مما يؤثرُ في سلاسةِ حركةِ المفاصلِ، ويصيبُ غالبًا إصبعَ القدمِ الكبيرِ.
و تضيف سالي أن السببُ وراءَ تسميةِ النقرسِ بداءِ الملوكِ إلى أن تناولَ اللحومِ الحمراءِ بكثرةٍ يؤدي إلى زيادةِ حمضِ اليوريك في الدمِ، ولذلك تُعتبَرُ اللحومُ الحمراءُ أحدَ أسبابِ النقرسِ. يكونُ علاجُ النقرسِ عن طريقِ استخدامِ الأدويةِ التي تقلِّلُ من نسبِ اليوريك أسيد في الدمِ. وفي حالةِ لم يتمْ علاجُ النقرسِ فسوف تحصلُ مضاعفاتٌ مثلُ التهابِ المفاصلِ الدائمِ، واعتلالاتِ الكلى. والجديرُ بالذكرِ أنه في بعضِ الأحيانِ لا يتمُّ علاجُ مرضِ النقرسِ نهائيًّا، إنما يعملُ العلاجُ على التخفيفِ من أعراضِ النقرسِ وتأثيرِهِ على حياةِ الفردِ.
و تنصح بأتباعَ نظامٍ غذائيٍّ نباتيٍّ صحيٍّ, لا يعني بالضرورةِ الاقتصار على الطعامِ النباتيِّ فقط، بقدرِ ما هو طريقةٌ لتناولِ الطعامِ، تركزُ على الفواكهِ والخضراواتِ والحبوبِ الكاملةِ والفاصوليا. ولا مانعَ من أن تتضمنَ القليلَ من اللحومِ الحمراءِ.التغذيةِ نظراً لأن دماغَك يحتاجُ للطاقةِ، فقد يتأخرُ إمدادُهُ بها عندما يحتوي نظامُك الغذائيُّ على بروتينٍ بطيءِ الهضمِ. وتضيفُ أن الوقودَ يستغرقُ وقتًا أطولَ قليلًا للوصولِ إلى دماغِك، لذا فأنتَ أقلُّ تركيزًا، والأمرُ نفسُهُ ينطبقُ على العضلاتِ، ونتيجةُ ذلك هو التعبُ والنعاسُ. قد لا يبدو شعرُكَ وبشرتُكَ في أفضلِ حالاتِهِما،
قد يكونُ قلبُك في خطرٍ، فائدةٌ أخرى للأليافِ هي أنها تساعدُ على منعِ جسمِك من امتصاصِ الكوليسترولِ، وهذا يمكنُ أن يحمي قلبَك. فإذا كانت اختياراتُك من اللحومِ هي اللحومُ الحمراءُ والمعالجةُ، خاصةً على حسابِ المنتجاتِ والحبوبِ الكاملةِ ومصادرِ الأليافِ الأخرى، فإن الضررَ على قلبِك يكونُ أسوأَ. إذ تحتوي هذه الأنواعُ من اللحومِ على نسبةٍ عاليةٍ من الدهونِ المشبعةِ، والتي تشيرُ الأبحاثُ إلى أنها ترفعُ نسبةَ الكوليسترولِ الضارِّ وبالتالي تزيدُ من خطرِ الإصابةِ بأمراضِ القلبِ.
الأدلةُ العلميةُ
في أكتوبر 2015، نشرت منظمةُ الصحةِ العالميةِ تقريرًا يشيرُ إلى أن اللحومَ الحمراءَ قد تكونُ مسرطنةً للإنسانِ، وأن هناك أدلةً على أنها يمكنُ أن تزيدَ من خطرِ الإصابةِ بالسرطانِ. وبناءً على المعهدِ الأمريكيِّ لأبحاثِ السرطانِ، يمكنُ أن يحدثَ هذا الضررُ عند تناولِ أكثرَ من 18 أونصة (حوالي 500 غرام) من اللحومِ الحمراءِ أسبوعيًا.
اللحومُ المصنّعةُ
تشملُ اللحومُ المصنّعةُ تلك التي خضعت لعملياتِ التمليحِ أو المعالجةِ أو التخميرِ أو التدخينِ لتعزيزِ النكهةِ أو تحسينِ الحفظِ. وقد بيّنت منظمةُ الصحةِ العالميةِ أن اللحومَ المصنّعةَ تُعَدُّ مسرطنةً وتزيدُ من خطرِ الإصابةِ بالسرطانِ.
الأبحاثُ والدراساتُ
قام فريقُ عملٍ تابعٍ للوكالةِ الدوليةِ لأبحاثِ السرطانِ بمراجعةِ أكثرَ من 800 دراسةٍ لتقييمِ آثارِ اللحومِ الحمراءِ واللحومِ المعالجةِ على أنواعٍ مختلفةٍ من السرطانِ. ووجدوا أن استهلاكَ 50 غرامًا من اللحومِ المصنّعةِ يوميًا يزيدُ من خطرِ الإصابةِ بسرطانِ القولونِ والمستقيمِ بنسبةِ 18%.
من الدراساتِ العلميةِ التي ربطتْ بين الإفراطِ في تناولِ اللحومِ الحمراءِ ومرضِ السرطانِ ما يلي:
مراجعة 2018: نُشرتْ في المجلةِ العالميةِ للسرطانِ، قارنتْ بين استهلاكِ اللحومِ الحمراءِ والمصنّعةِ وخطرِ الإصابةِ بسرطانِ الثدي، ووجدتْ زيادةَ خطرٍ بنسبةِ 9% لدى الأفرادِ الذين يتناولون كمياتٍ كبيرةً من اللحومِ المصنّعةِ، و6% لدى الذين يتناولون اللحومَ غيرَ المصنّعةِ.
مراجعة 2015: نُشرتْ في مجلةِ مراجعاتِ الأورامِ، تضمنتْ تحليلًا تلويًّا لعدةِ دراساتٍ تربطُ بين تناولِ اللحومِ الحمراءِ وخطرِ الإصابةِ بسرطانِ القولونِ والمستقيمِ، وخلصتْ إلى أن اللحومَ الحمراءَ واللحومَ المعالجةَ يمكنُ أن تزيدَ من خطرِ الإصابةِ بنسبةِ 20 – 30%.
مراجعة 2021: شملتْ تحليلًا لعدةِ دراساتٍ حول تناولِ اللحومِ الحمراءِ والمعالجةِ وخطرِ الإصابةِ بأنواعٍ عديدةٍ من السرطانِ، ووجدتْ أن تناولَ كمياتٍ كبيرةٍ من اللحومِ الحمراءِ أو المعالجةِ يمكنُ أن يزيدَ من خطرِ الإصابةِ بسرطانِ الثدي، وسرطانِ بطانةِ الرحمِ، وسرطانِ القولونِ والمستقيمِ، وسرطانِ الرئة. كما يمكنُ أن يزيدَ من خطرِ الإصابةِ بسرطانِ الكبدِ وسرطانِ الرحمِ.
و في نفس السياق أضاف د. عادل سعيد سجواني استشاري طب الأسرة ، أن من بين أشهر الدراساتِ التي أجريتْ مؤخرا قامتْ بها جامعةُ هارفارد كليةُ الطبِّ الصحة العامةِ، الدكتور فرانك هو قام ببحثٍ على حوالي 37 ألف رجلٍ و83 ألف امرأةٍ على مدى سنين، وكشفت الدراسةُ أن اللحومَ أو كثرةَ تناولِها يؤدي إلى عدةِ أمراضٍ، وأبرزُها أمراضُ القلبِ على المدى البعيدِ، وخصوصًا أن مرضَ القلبِ سببُ الوفاةِ الرئيسيِّ في منطقتِنا (الخليج)، بالإضافةِ إلى أمراضِ سرطانِ
وَيوكد الدكتور أَنَّ تَنَاوُلَهَا بِشَكْلٍ صِحِّيٍّ لَا يَضُرُّ، وَلَكِنْ عِنْدَمَا يَكُونُ الشَّخْصُ بِالعَادَةِ مُفْرِطًا فِي الكَمِّيَّةِ، وَيَزِيدُ هَذَا الإِفْرَاطُ فِي العِيدِ، فَإِنَّهُ مِنَ المُؤَكَّدِ أَنْ تَظْهَرَ أَعْرَاضٌ مُؤَقَّتَةٌ مِثْلُ اضْطِرَابَاتِ الجِهَازِ الهَضْمِيِّ وَالإِمْسَاكِ وَالغَازَاتِ وَالانْتِفَاخَاتِ الَّتِي تَأْتِي مَعَهَا.
وَيُؤَكِّدُ الدكتور وائل صفوت استشارى الباطنة العامة والتوعية الصحية لِأَخْبَارِ الآن، أَنَّ الإِفْرَاطَ فِي تَنَاوُلِ اللُّحُومِ الحَمْرَاءِ يَزِيدُ الحِمْلَ عَلَى أَجْهِزَةِ الجِسْمِ المُخْتَلِفَةِ، وَأَوَّلُ الأَجْهِزَةِ المُتَأَثِّرَةِ هُوَ الجِهَازُ الهَضْمِيُّ، نَتِيجَةَ عَمَلِيَّةِ الهَضْمِ القَوِيَّةِ وَالشَّدِيدَةِ الَّتِي تَتِمُّ، مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى مَشَاكِلَ فِي المَعِدَةِ وَالقُرْحَةِ، وَعَدَمِ التَّوَازُنِ بَيْنَ البَكْتِيرِيَا النَّافِعَةِ وَالضَّارَّةِ، مِمَّا يَزِيدُ فُرْصَةَ الإِصَابَةِ بِسَرَطَانِ القُولُونِ، خُصُوصًا لِلأَشْخَاصِ الَّذِينَ يَتَنَاوَلُونَ لُحُومًا تَمَّ شَيُّهَا بِشَكْلٍ غَيْرِ صَحِيحٍ.
أَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلَّذِينَ يُعَانُونَ مِنْ مَشَاكِلَ فِي الكَبِدِ وَالكُلَى، فَيَتَأَثَّرُونَ بِشَكْلٍ كَبِيرٍ بِتَنَاوُلِ اللُّحُومِ الحَمْرَاءِ، لِأَنَّ بَعْضَهَا قَدْ يُسَبِّبُ مَشَاكِلَ فَشَلٍ كَبِدِيٍّ. وَيُشَدِّدُ الدُّكْتُورُ صَفْوَت عَلَى أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الأَفْرَادِ أَنْ لَا يَزِيدُوا استِهْلَاكَ اللُّحُومِ الحَمْرَاءِ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ، وَبِكَمِّيَّةٍ تَتَرَاوَحُ بَيْنَ 250 غ إِلَى 300 غ. فَإِنَّ الزِّيَادَةَ عَنْ ذَلِكَ تُعَرِّضُ الأَفْرَادَ لِمَشَاكِلَ صِحِّيَّةٍ عَلَى المَدَى البَعِيدِ.
نصائح لمحبي اللحوم
من أهم النصائح التي يُسديها الخبراء لمحبي اللحوم:
تجنب اللحوم المُصنّعة: حيث يمكن أن تحتوي هذه اللحوم اللذيذة، مثل الهوت دوغ والسلامي والنقانق، على نسبة عالية جداً من الصوديوم. يرتبط تناول الصوديوم الزائد بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، بالإضافة إلى احتوائها على كثير من المواد الحافظة والمواد المضافة الأخرى. لهذا، يحذر الدكتور تشي صن من أن كل تغيير في الأطعمة الطازجة عن طريق المعالجة يجعلها أقل صحية، وخصوصاً اللحوم. كما وجد باحثون في جامعة هارفارد أن زيادة تناول اللحوم الحمراء المُصنّعة تزيد من خطر الوفاة على مدى السنوات الثماني التالية بنسبة ١٣%.
تناول الكمية الموصى بها بالطريقة التي تناسبك: يمكنك تناول شريحة لحم بوزن ٢٢٥ أو ٢٩٠ غراماً في أحد الأيام، ثم تأكل القليل جداً من اللحوم الحمراء في بقية الأسبوع. وإذا كنت تفضل تناول اللحم كثيراً، فيمكن تناول كميات أصغر. حيث تقول الدكتورة سلافين: “إن ٨٥ غراماً ليست كثيرة، ما دمت لا تقليها قليا سريعاً مع الخضار أو تغمرها في الصلصة فوق المعكرونة”.
اختر القطع الخالية من الدهون: تشمل لحم البقر العلوي، وساق الضأن، ولحم الخاصرة؛ وتجنب اللحم المفروم الذي يحتوي على الكثير من الدهون.
تناول اللحوم الحمراء مع الدواجن والأسماك بالتبادل: تظهر معظم الدراسات أن الدواجن لا تزيد ولا تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، كما تحتوي الأسماك على أحماض أوميغا ٣ الدهنية الصحية للقلب.
انظر إلى نظامك الغذائي نظرة شمولية: كلما زادت مساحة اللحوم في طبقك، قلت المساحة المتاحة للخضار والحبوب الكاملة والفواكه والمكسرات والبقوليات، كما تقول الدكتورة كريستينا بيترسن. وقد أظهرت بعض الدراسات أن الإفراط في تناول اللحوم يرتبط بآثار صحية سلبية. لهذا، توصي بيترسن بالتأكد من تناول الكثير من الأطعمة النباتية إلى جانب اللحوم، وتناول بعض الوجبات الخالية من اللحوم كل أسبوع.
|