قناة عشتار الفضائية
 

واشنطن ترى أمام يونامي عملاً يتعين تأديته وموسكو وبكين تؤيدان انهاء مهامها

 

عشتارتيفي كوم- رووداو/

 

أيد عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي، بينهم روسيا والصين، طلب بغداد إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة في العراق بحلول العام المقبل، لكن واشنطن لم تقدم دعمها لهذه الخطوة على الفور.

الأسبوع الماضي، دعا رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، إلى إنهاء ولاية بعثة الامم المتحدة (يونامي)، بشكل نهائي بحلول نهاية 2025، مؤكداً أن مسوغات وجود بعثة سياسية في العراق "لم تعد متوافرة بعد الآن".

وكرر نائب مندوب العراق لدى الأمم المتحدة عباس كاظم عبيد الفتلاوي الطلب أمام المجلس، في جلسته الخميس (16 أيار 2024)، قائلاً إن "المهمة حققت أهدافها".

 

"المشاكل المتبقية يجب ألا تصبح ذريعة لبقاء البعثة"

المبعوث الروسي فاسيلي نيبينزيا أيّد وجهة نظر العراق، قائلاً إن "العراقيين مستعدون لتحمل مسؤولية المستقبل السياسي لبلادهم".

وأضاف أن "المشاكل المتبقية يجب ألا تصبح ذريعة لبقاء بعثة الأمم المتحدة في البلاد إلى أجل غير مسمى".

كما أشار نائب مندوب الصين لدى الأمم المتحدة غينغ شوانغ من جانبه، إلى ضرورة أن يقترح المجلس خطة "من أجل ضمان الانسحاب التدريجي والانتقال السلس نحو الانسحاب النهائي"، في إطار التجديد السنوي للبعثة التي ينتهي تفويضها في نهاية أيار.

ونظراً الى أن بعثات الأمم المتحدة لا يمكنها العمل إلا بموافقة الدولة المضيفة، فقد أعربت بريطانيا وفرنسا أيضا عن دعمهما للتحول في الشراكة بين العراق والأمم المتحدة.

لكن موقف الولايات المتحدة أكثر غموضاً، إذ قالت السفيرة ليندا توماس غرينفيلد إن بعثة الأمم المتحدة (يونامي) لا يزال أمامها "عمل مهم يتعيّن عليها تأديته"، ولم تتطرّق إلى طلب الحكومة العراقية.

وشددت على الدور الرئيسي للبعثة في كثير من القضايا السياسية المهمة، مثل دعم تنظيم الانتخابات وتعزيز حقوق الإنسان، على الرغم من أن العراق طلب بوضوح أن تركز البعثة بشكل أكثر مباشرة على القضايا الاقتصادية.

 

"أكثر من 700 موظف"

وفي تقييم طلبه المجلس، قال الدبلوماسي الألماني فولكر بيرثيس في آذار، إنّ بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق التي كان لديها أكثر من 700 موظف حتى أواخر عام 2023، مشيراً إلى أنها "تبدو في شكلها الحالي كبيرة جدا".

ودعا بيرثيس البعثة إلى "البدء في نقل مهماتها إلى المؤسسات الوطنية وفريق الأمم المتحدة في البلاد بطريقة مسؤولة ومنظمة وتدريجية ضمن إطار زمني متّفق عليه".

من دون التعليق على طلب بغداد، رسمت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جنين هينيس بلاسخارت صورة للعراق "تبدو مختلفة عن البلد الذي تم نشر يونامي فيه للمرة الأولى قبل نحو 20 عاما".

وأضافت "اليوم، إذا جاز التعبير، نشهد عراقا في تطور"، لكنها تحدثت في الوقت نفسه عن تحدّيات متعددة لم تحل بعد، مثل الفساد ومسألة الفصائل المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الدولة.

"أعتقد أن الوقت حان للحكم على البلاد بناء على التقدم المحرز، وطيّ صفحة الصور المظلمة لماضي العراق" تابعت بلاسخارت.  

وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) هي "بعثة سياسية خاصة تأسست في عام 2003 بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1500، بناء على طلب حكومة العراق.

وقد اضطلعت البعثة بمهامها منذ ذلك الحين، وتوسع دورها بشكل كبير في عام 2007 بموجب القرار 1770".