تقول الدكتورة الخازن إن غالبية المتحرّشين بالأطفال (الأشخاص الذين يعانون من البيدوفيليا)، يأخذون وقتهم في التخطيط لكسب ثقة الطفل المستهدف، ومحاولة التقرّب منه، وقد يحاولون التقرّب من عائلته أيضاً وهي مرحلة تحضيرية.
هل تظهر على الطفل علامات سلوكية؟
تؤكد الخازن أنه دائماً ما تظهر علامات سلوكية على الطفل بعد تعرضه لتحرش أو اعتداء جنسي. إلا أنها تختلف من طفل إلى آخر.
وتضيف أنه يجب على الأهل ملاحظة "أي تغير في سلوك أو معاملة الطفل". وتتابع: "يمكن أن ينزوي، أو يقوم بالتواصل المفرط مع الأشخاص وبطريقة جنسية أو أن يقوم بإغراءات جنسية".
كما يمكن أن يلاحظوا "تغيّراً في مستواه الدراسي، أو تغيّراً في وظائف الجسم، مثل معاناته مع الكوابيس أو التبول اللاإرادي، أو تغير شهيته على الأكل، أو ألماً في البطن، أو حرارة مرتفعة لا سبب لها، أو أن يصبح عصبياً، أو أن يشرد كثيراً أو يبدو حزيناً".
وتشير إلى أن ذلك يترافق أيضاً مع شعور بالعار والخجل، ولكن لا يكون واضحاً للعلن في مرات عدة.
وتقول الخازن إن هذه العلامات قد لا تكون ناتجة عن عنف جنسي بالضرورة، ولكنها بالتأكيد مؤشر على وجود معاناة نفسية أو ألم نفسي يحتاج لانتباه.
وفي دليلها عن العوارض التي يمكن من خلالها للأهل الانتباه إلى احتمال تعرّض طفلهم لتحرش أو اعتداء جنسي، تشير جمعية "ذا هول تشايلد" الأمريكية، إلى أن إشارة الطفل لأعضاء الجسد بأسماء جديدة، قد يكون أحد المؤشرات على ذلك.
وتضيف: "عدم رغبته في خلع معطفه أو سترته، حتى في يوم حار، أو إصراره على ارتداء ملابس داخلية متعددة".
فيما تشير جمعية "ستوب ات ناو" الأمريكية أيضاً، إلى محاكاة الطفل للسلوكيات الجنسية الخاصة بالبالغين، باستخدام الألعاب.
ماذا أفعل إذا تعرض طفلي للاعتداء؟
تقول المعالجة ماريا ماغدالينا الخازن، إن العامل الأساسي لمساعدة الطفل بعد تعرضه لحدث مشابه، هو شعوره بأنه محتضن من قبل والديه.
يكون على الأهل التأكيد له "أنه ليس وحيداً وأنهم يصدقونه وأنهم إلى جانبه، وألا يناقشوه بطريقة تشعره باللوم أو الذنب أو الاتهام".
كذلك يجب تحويل الطفل الناجي أو الطفلة الناجية من الاعتداء إلى معالج نفسي.
وتشير إلى أن الأهل بدورهم سيضطرون للتعامل مشاعر سلبية كثيرة أبرزها الخوف والشعور بالذنب والعجز.
وتضيف أنه يمكن كلّ أفراد العائلة في هذه الحالة، الخضوع لعلاج نفسي مخصص للعائلات، مع أطفالهم الآخرين، حتى لو لم يتعرضوا للتحرش.
وتعتبر الخازن أن الأهل يجب أن يزوروا معالجاً نفسياً للتعامل مع المشاعر الخانقة ولكي لا يلوموا بعضهم البعض لما حصل ولكي لا يلوموا الطفل ضمنياً أيضاً، ولمساعدته لتخطّي ما حصل.
هل يتعافى الطفل من الصدمة؟
تؤكد الطبيبة النفسية أن الطفل يستطيع مع العلاج التخلص أولاً من الشعور بالعار الذي يعتبر "أسوأ ما يشعر به بعد تعرضه للصدمة".
إذ أن ما تعرض له الطفل "يندرج تحت خانة الصدمة أو التروما وهناك الكثير من العلاجات المخصصة لهذه الحالات. فيتم اختيار العلاج المناسب لكل طفل وفق حالته"، بحسب الخازن.
وتضيف: "بالتأكيد يمكنه تخطّي هذه المحنة، ولو عجزنا عن محو ما حصل"، فأهمّ ما في الأمر بحسب الخازن، هو "أن يعلم الناجي أنّ ما حصل معه لا يحدّد قيمته أو هويّته، فالحدث المؤلم الذي واجهه لا يختصر حياته أو كيانه، ولا يحدّد مستقبله ولا يرسم مصيره".