الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث، لمناسبة رأس السنة الآشوريّة الجديدة 6774      الثقافة السريانية وفرقة شمشا للتمثيل يحتفيان بيوم المسرح العالمي- عنكاوا      سوق خيري‏ بمناسبة عيد القيامة المجيد - عنكاوا      تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية نصيبين اللاهوتية المسيحية الاشورية في سيدني      الثقافة السريانية تهنئ المسرحيين السريان بيومهم العالمي      القداس الالهي بعيد بشارة العذراء مريم بالحبل الالهي‏ - كنيسة ام النور في عنكاوا      البطريركية الكلدانية تلغي المظاهر الخارجية للاحتفال بعيد القيامة      بمشاركة مدير قسم الدراسة السريانية في تربية البصرة .. وفد مشترك يقدم محاضرات توعوية وهدايا لطلبة المدارس      العيادة المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية افزروك شنو      الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث لمناسبة العيد العظيم لقيامة ربّنا للعام 2024      ليس العمر.. ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله      خبيرة ألمانية تدعو إلى الصيام عن البلاستيك      كلمة رئيس الوزراء مسرور بارزاني بشأن القرارات المُتخذة في اجتماع مجلس الوزراء      الكهرباء العراقية تعتزم شراء غاز حقل كورمور بإقليم كوردستان      الخارجية الروسية: أنشطة "الناتو" في شرق أوروبا والبحر الأسود تهدف للاستعداد لمواجهة محتملة مع روسيا      الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن "القطة السوداء"      العراق يتجه لحجب "تيك توك"      الاتحاد الاسباني يرفض تخفيف عقوبة تشافي      انفوجرافيك.. عيد القيامة والبيض الملون      توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي)
| مشاهدات : 1449 | مشاركات: 0 | 2019-08-06 12:26:42 |

تجلي المسيح دعوة لنا للتجلي ܟܠܝܵܢܐܵ

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

( أن الخليقة تنتظر بفارغ الصبر تجلّي أبناء الله ) " رو 19:8"

التجلي يعني التغيُر ، أي يتبدل شكل المتجلي إلى حالة أفضل وأوضح . الجسد يحجب الحقيقة المخفية في الأنسان . أختار يسوع قمة جبل طابور العالية لتصبح أفضل مرصد ينظرون تلاميذه إلى الفضاء . من تلك القمة حصل اللقاء بينهم وبين كائنات سماوية أتت من عالم الفضاء الخارجي لتتحدث مع يسوع أمام التلاميذ ، فتجلي يسوع على تلك القمة يعني كشف لاهوته المخفي في ناسوته ، فأثبت لتلاميذه أنه إله مخفي في الجسد الذي سيتحرر منه بعد موته على الصليب بقيامته من بين الأموات . بتجليه على الجبل أعطى لهم درساً مهماً لكي لا يصبح صلبه عثرة لهم . ومن هنا نلتمس العلاقة بين التجلي وبيوم الآلام وذلك عندما أخذ النعاس التلاميذ الثلاثة في الجسمانية عندما كان يسوع يصلي للآب في ساعته الأخيرة كيف نال منهم النعاس ، وهنا أيضاً أثقلهم النعاس ويستلمون للنوم ويحرمون أنفسهم من رؤية ذلك المشهد العظيم . كان المنظر  صورةً حية للملكوت على الأرض ، حضر الثالوث والأنبياء العظام بوجود التلاميذ المختارين الثلاثة ، وهكذا نحن أيضاً ننام في حضرة الرب عندما يتجلى لنا بروحه القدوس عندما يهبط من السماء على مذبح الكنيسة في سر الأفخارستيا أمام أعيننا .

التاريخ يحمل لنا قصص عن التجلي ، كتجلي الله لموسى على جبل سيناء كلهيب نار في وسط العليقة ( خر 2:3 ) ولأيليا في جبل حوريب في صوت منخفض هامس  (1 مل 19) لكن هناك أختلاف ما بين تجلي جبل طابور والتجليات السابقة ، وذلك لظهور أمور مدهشة وثلاثية ، والرقم ثلاثة يرمز إلى الكمال ، هناك ظهر الثالوث الأقدس بشكل مرئي ومسموع ، فالآب من خلال الصوت المسموع ، والأبن المتجلي إلى حيقته ، والروح القدس في الغمام المنير . أصبحا الثلاثة حقيقة واحدة مع يسوع ، فالثلاثة أصبحوا واحداً ، لهذا كتب ( لم يروا يسوع إلا وحده ) كما كان الثالوث كاملاً في يوم خروج يسوع من نهر الأردن بعد العماد  ، لكن هنا المنظر أوضح بوجود شهود من السماء " النبيين " ومن الأرض " التلاميذ " . كذلك نجد أكتمال العدد ثلاثة بحضور ( موسى وأيليا والمسيح ) هؤلاء الثلاثة يمثلون ثلاث عهود أيضاً (الشريعة – الأنبياء – النعمة ) ، والمضال المزمع نصبها ثلاثة ، والتلاميذ أيضاً ثلاثة لكي يشهدوا مشاهدين وشهود عيان لعظمة يسوع المتجلي على الجبل المقدس .

على الجبل ( أشع وجهه كالشمس ، وتلألأت ثيابه كالنور ) هنا تم أكتشاف الغير المنظور في المسيح من خلال جسده المنظور ، كذلك تجلى الروح القدس على شكل غمام ، أما في العنصرة فتجلى على شكل ألسنة كأنها من نار ، كعلامة منظورة ، وكذلك سماعهم لصوت ريح شديدة كعلامة مسموعة . أما الآب فتجلى بشكل محسوس بالصوت المسوع من قبل التلاميذ عندما قال ( هذا هو أبني الحبيب ، فله اسمعوا ) .

تجلى يسوع على شكل نور ، لأنه نور من نور ، والنور لم يأتي إلى يسوع من الخارج ، كما أتى لموسى من الله فصار وجهه يضىء عندما رآه الشعب . نور المسيح برز من داخل أعماقه ، أي من ذاته ، فوجهه لم يضاء كموسى فقط ، بل كان يشع ، وحتى ثيابه تلألأت ، أي أن نور المسيح خاص ، ووجهه عكس حقيقة مجده الخاص ، وليس مجد الله فحسب كموسى ( طالع 2 قور 13:3 ) .

على الجبل جدد يسوع صورة الجمال الأرضي بالجمال السماوي . نحن المؤمنين به مدعوين إلى أن نعكس صورة مجد يسوع بوجوهنا وسيرتنا وطهارتنا أمام العالم . فإذا كان المسيح الأنسان هو المرآة التي فيها شاهدنا المجد الألهي ، هكذا يجب أن نكون نحن ايضاً المرآة التي تعكس صورة المسيح الحقيقية للعالم ، فلا يجوز أن نشّوه صورة المسيح في سيرتنا فنصبح كأبناء هذا العالم ، بل أن نتجلى أمامهم بصورتنا المسيحية الحقيقة ، قال الرسول ( ولا تشاكلوا هذا الدهر ، بل تغيّروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم ، لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة ) " رو 2:1"

الأنسان هو صورة الله ، والله خلقه على صورته ، فالخليقة كلها تنظر مشاهدة صورة تجلي أبناء الله الحقيقية " روم 19:8" .

في الأزمنة الأخيرة يجب أن نتغيّر لنظهر صورتنا الكاملة بقوة المسيح كما تغيرت صورته على الجبل ، وهذا ما قاله الرسول بولس فكتب ( الذي سيتغيّر هيئة جسدنا الوضيع فيجعله على صورة جسده المجيد ) " فيل 21:3" .

في الختام نتأمل بالروح وكأننا على جبل التجلي مع الرسل ونحن نشاهد وجه يسوع المشع وثيابه البضاء المتلألأة لكي تنغرس فينا الوقائع التي حدثت هناك عندما التقى السماويين مع الأرضيين ، وعندما ننزل بأفكارنا من الجبل المقدس ، نطالع كلمات الرسول بطرس الذي شاهد وسمع وشهد للتجلي ، فيقول لنا في رسالته الثانية 1: 16-19

( وقد أطلعناكم على قدرة ربنا يسوع المسيح وعلى مجيئه ، ولم يكن ذلك منا أتباعاً لخرافات مصطنعة ، بل لأننا عاينا جلاله . فقد نال من الله ابيه إكراماً ، إذ جاءه من المجد صوت يقول : ( هذا هو أبني الحبيب عنه رضيت ) وذاك الصوت قد سمعناه آتياً من السماء ، إذ كنا معه على الجبل المقدس ) .

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5956 ثانية