{هذه المادة المختصرة مقتبسة من كتابنا بجزأيه:" القداس الإلهي}
إلى فوق،إلى العُلى نحو عرش الله {مرقس البشير 2 :9 وتكوين 2 :22}.
يقول الذهبي الفم:" لا تدع أيّا من اٌلأهواء الغاشمة تقيم معك في مكان تقدمة القرابين.دع في المُنحدر أسفل كل هوى غير عاقل".
والقديس غريغوريوس بالاماس:"وإذا كان قلبنا إلى فوق، نحو الله فلنعاين هذا المشهد العظيم،اعني بذلك قيام الطبيعة البشرية أبديًّا مع نار الألوهة غير الهيولي".
الصعود يوقد الرغبة وسمعان اللاهوتي يقول:" أمر واحد صعب اٌلإدراك عليّ،إنّني لا أعرف ما اٌلذي يبهجني أكثر، أهِي مشاهدة نقاوة أشعّة الشمس والإغتباط بها،ننطلق نحو الأعالي دون توقّف مجددا دوما قواه التسلّق بما سبق تحقيقه".
يفسر القديس جرمانوس:" ان الكاهن يُصعد الجميع الى اورشليم العلويّة التي كانت أرجلنا واقفة بها قبل السقوط وقفت ارجلنا في ديارك يا اورشليم.لنرفع حواسنا من الارضيات الى الملك العلوي ونعمل حسب مرضاته".
القديس نيقولا كاباسيلاس:" لرنفع قلوبنا،لنكن سماويين في الاذهان لا ارضيّين،"اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ"كولسي 2 :3 ، والإجابة ان قلوبنا حيث كنزنا ،متى 21 :6 ولذا يجب ان نشكر الرب،لنشكرنّ الرب وانه حق وواجب.
رفع القلوب دلالة عن الفهم والحكمة ايوب: 36 :38 ،ففي التقليد الشرقي وعند الشعوب السامية القلب مركز الفكر وحتى لغويا نشهد للكثير من التعابير الدالة على ذلك من باب المثال لا الحصر" قلبوا عمى ،وكأن القلب مركز الحواس كلّها العين وغيرها" فالله خابر الكلى والقلوب،ودعوة الكاهن لنرفع قلوبنا لنبتعد عن الارضيات ونسمو بالسماويات ونترك كل المادة الارضية لنسمو نحو الرب بنشوة روحية صافية نقية.
+ "هي لنا عند الربّ"
إنه جواب المؤمنين وبه يؤكّدون أنهم ارتفعوا إلى فوق إلى العلى نحو عرش الله وقلوبنا تُخبر الكاهن أنها فوق،حيث المسيح جالس عن يمين الله". {راجع رؤيا 5 :12 وكولسي 1: 3 }:"
والقديس كيرللس الاورشليمي يشرح:"يجب ان نضع قلوبنا فوق عند الله لا على الارض.لان هناك في قلوبنا حيث موجود كنزنا،الذي هو المسيح الجالس عن يمين الله الآب".
رفع القلوب هي بالحقيقة مغادرة وترك جميع الاهتمامات الدنيوية والتعلقات الارضية وجوابنا " هي عند الرب" بذلك تكون كل حواسنا وذهننا وقلبنا مع الله وحذار ان نعلن ذلك بالفم فقط ونكون متعرقلين في ضمائرنا بالاهتمامات العالمية الدنيوية.
+ "لِنَشْكُرنَّ الربّ" {رومية 6 :14 }.
لنشكره بالسرّ اٌلمُقدّس،سرّ الشكر اٌلإلهي.
يقول الذهبي الفم:" الطريقة المثلى لنحفظ عطايا الله هي ان نتذكرها ونشكر الربّ لأجلها على الدّوام،لأجل ان تدعى شكرا،الأسرار التي يجري تتميمها عند التئام المؤمنين والتي بواسطتها تُمنح نعمة اٌلخلاص بغزارة،فهي تؤلف تذكار العديد من الإحسانات وتكشف لنا عن قمّة العناية الإلهية.فهذا الشكر يحرّرنا من الأرض ويرفع بنا إلى السماء.ومن بَشَر كما هي حالنا،يجعل منّا ملائكة".
يوسف جريس شحادة
كفرياسيف _www.almohales.org