اصبحت احوال المسيحيين اليوم في اغلب منطقة الشرق الاوسط مهدد بالزوال والانقراض والاختفاء لان اعدادهم في تناقص مستمر بسبب نزيف الهجرة والتهجير ويتحمل جزء من المسؤولية التاريخية في هذه القضية حكومات بلدانهم وأحزابنا القومية وكنائسنا في هذه المرحلة المعقدة لان قضية المسيحيين في بعض بلدان الشرق الاوسط اصبحت قضية موت او حياة ولا يمكن اغماض عيوننا عنها وترك ديار الاباء والاجداد والتي كانت جزء منها مهبط للمسيحية وبشكل خاص في فلسطين لاننا خلقنا في هذه الارض ويجب ان نعيش فيها بكرامة وسلام وامان كما كنا ويجب ان نعمل كل شيء من اجل حقوقنا المشروعة في اوطاننا ولابد من التأكيد على اهمية الاندماج الكامل للمسيحيين في هذه البلدان في مجتمعاتهم وتحمل المسؤولية بطرق قانونية واجتماعية وسياسية وديمقراطية للابتعاد عن حالة القلق والخوف والاحباط على المستقبل وبما يساهم في تجديد دور المسيحيين في تاريخ اوطانهم في الشرق الاوسط كما كان من قبل ابائهم واجدادهم .
لذلك ندعو حكماء وعقلاء المسلمين والمسيحيين من المراجع الدينية والرموز الوطنية والسياسيين والمثقفين والاكاديميين في هذه البلدان لدراسة اسباب توتر وتأزم وتشنج العلاقات بين اتباع الديانتين بالحكمة والتعقل والوعي والتسامح وقبول الاخر وفق حسابات المسؤولية الوطنية والدينية والتاريخية وايجاد الحلول المناسبة لها لتبقى منطقة الشرق الاوسط نموذجا ومثالا يحتدى بها للعيش المشترك والتأخي بين المسيحيين والمسلمين واتباع الديانات الاخرى والتصدي للمتطرفين والمتعصبين من المسلمين والمسيحيين لان مواقفهم تعرقل قيام حوار وطني وديني جاد وحقيقي حول القضايا المهمة والكبرى من اجل تعزيز المسؤولية الاسلامية المسيحية المشتركة في العمل معا وحل الخلافات وسوء التفاهم بين الطرفين وديا وبالحوار والتفاهم لان خطر المتطرفين لا يقع على المسيحيين فقط وانما على المسلمين كذلك والمثل واضح في العراق حيث ان التفجيرات الارهابية تحصد ارواح الابرياء من المسلمين اكثر من المسيحيين لكن الخسائر تبرز اكثر عند المسيحيين بسبب تناقص اعدادهم.
ان مستقبل المسيحيين في الشرق الاوسط مرتبط بمستقبل شعوب بلدانهم لذلك عليهم عدم الاستسلام والانصياع لنقاط الضغط والهشاشة واظهار نقاط القوة والتفاؤل بالمستقبل حتى ولو اصبحنا مكون صغير خاصة ان هناك الكثير من ابناء شعبنا في العراق يتخوف اليوم كل الخوف من الصراع السياسي بين التنظيمات والتكتلات السياسية والبرلمانية الكبيرة على السلطة والنفوذ وان ذلك لا يبشر بالخير ولا يبعث على الامل لشعبنا المهمش في ظل استمرار الفساد ونظام المحاصصة القومي والديني والسياسي المقيت والبلاد تنتظر استكمال تشكيل الحكومة منذ خمسة اشهر وهذا قد يؤدي الى تأزم الوضع وصعود التيار الاسلامي المتشدد والمتطرف او المؤسسات العسكرية للحكم ومدى تأثير ذلك على مستقبل تواجد شعبنا في وطنه فخوفه مشروع ومبرر.