حقيقة مؤتمر البعثيين في ولاية مشيكان الامريكية

-----
بتاريخ 5 - 1 - 2019 انعقد في احدى مطاعم ولاية مشيكان الامريكية مؤتمر تحت تسمية (مؤتمر انقاذ العراق) شارك فيه عدد من مكونات الشعب العراقي القومية والدينية من داخل الولاية وخارجها  في بداية المؤتمر القى الدكتور ايهم السامرائي الذي شغل منصب وزير الكهرباء بين عامي 2004 و2005 في الحكومة التي ترأسها السيد إياد علاوي زعيم ائتلاف الوطنية وطالب السامرائي في كلمته حيث قال فيها ادعو : (المعارضة الوطنية المدنية من اليسار الى اليمين ومعهم أعضاء حزب البعث الشرفاء الذين اجتثوا بمؤامرة دولية ونفذتها ايران واعوانها وجواسيسها في العراق لهم الدور الكبير في بناء عراق المستقبل) وطالب السامرائي في كلمته : (الرئيس ترامب وحكومته ان ينقذوا العراق من الهيمنة الإيرانية بتنظيفه من المليشيات الايرانيه المجرمة واعادت المؤسسات العراقية لعملها الطبيعي في ادارة الدولة وتحقيق العدل بين فئات المجتمع وأفراده والدعم الكامل لاستقلالية ونزاهة سلطة القضاء، وبناء مجتمع الحرية والعدل والتقدم المؤتمر يوصي ويطالب الحكومة الامريكية ان تشكل حكومة إنقاذ وطني في العراق لتقوم بتنفيذ كل الأهداف التي ذكرت اعلاه ولإعادة العراق لمركزه الطبيعي في المجتمع الدولي المتحضر)

واضاف السامرائي في كلمته ايضا : (نريد حكومة يقودها جنرالات الجيش العراقي البطل يشارك معهم التكنوقراط المدنيين الوطنيين ويقودهم الجنرال المحبوب والمطلوب شعبياً الان من معظم العراقيين الفريق الركن عبد الواحد شنان ال رباط رئيس الأركان الأسبق، المقاتل الذي شارك في قيادة جيش العراق بايقاف وتدمير جيش الملالي الإيراني في حرب الثمان سنين)وبصدد ما تقدم اوضح رأي الشخصي الاتي علما اني شخصيا لم اشارك في المؤتمر ولم اكن مدعوا له :

1 - الدكتور ايهم السامرائي شخصية عراقية معروفة وجهت له عدة اتهامات حيث كانت المحكمة الجنائية العراقية قد أصدرت في 12 أكتوبر (تشرين الأول) 2006 حكما بالسجن عامين على السامرائي بعد ان ادانته «بالفساد والإهمال وهدر المال العام» وهي واحدة من 13 تهمة فساد موجهة إليه وما زال يواجه محاكمة على التهم المتبقية وتتعلق التهم باختفاء مبلغ ملياري دولار مخصصة لعقود في اطار اعادة اعمار البنية التحتية للكهرباء في البلاد الرجل هرب من السجن العراقي الى امريكا لانه يحمل الجنسيتين.

2 - المشاركة والحضور للمؤتمر من المؤيدين له كان خليط غير متجانس فكريا وسياسيا وقوميا اغلبهم من مؤيدي ومحبي الرئيس السابق صدام حسين او بعثي قديم لا زال يؤمن بعقيدة وفكر البعث وليس له ارتباط تنظيمي واضح ومنهم من تضرر او هرب من النظام السياسي الحالي او ضابط في الجيش او الشرطة او الامن او موظف في النظام السابق او كاسب واغلبهم لديهم تحفظات على الحكومة الحالية حكومة المحاصصة والفساد بمعنى اخر المؤتمر لم ينظمه حزب البعث المحذور في العراق وانما مؤيدي ومحبي صدام والبعث وطبعا المؤتمر فشل في التنظيم وفشل في اصدار بيان ختامي وتوصيات ختامية حيث تم معارضة طروحات المؤتمرين بخصوص صدام والبعث من قبل بعض الحاضرين وحصلت فوضى وتدخلت الشرطة الامريكية لفض الاشتباك بالايدي واعادة النظام.

3 - المشاركة الرسمية الامريكية كانت محدودة جدا في المؤتمر بعكس ما روج له المؤتمرون وتمثلت بحضور عمدة مدينة وورن أحد مدن ولاية مشيكان وهو ليس سناتور كما ادعت بياناتهم ولا يمثل الحكومة الفدرالية الامريكية أو حكومة ولاية مشيكان بمعنى اخر ان الحضور الرسمي الامريكي كان رمزيا للمجاملة ليس الا ثم ان الجانب الرسمي الامريكي يعرف جيدا ان حزب البعث محذور من العمل في العراق لصدور قانون اجتثاث البعث (قانون المسائلة والعدالة) من برلمان العراق سنة 2008 .

4 - ارجو ان يعلم القائمين على المؤتمر ان اغلب ابناء شعبنا العراقي بكل اطيافه يرفض عودة اي من قيادات البعض الشوفيني الى الحكم في العراق لان اغلبهم ايدبهم ملطخة بدماء العراقيين حيث تعمد صدام الى توريطهم لغايات خبيثة هؤلاء كانوا سببا في مأساة وويلات الشعب العراقي والمنطقة يتحملون المسؤولية التاريخية لان جرائم الموت والقتل والتصفية والجوع وتبذير المال العام في حروب عبثية لا معنى لها حيث لا يوجد من بين هذه القيادات من اعترض على اعمال صدام وجرائم نظامه بحق شعبنا ليس خوفا فحسب وانما لضمان مصالحهم الخاصة الضيقة لذلك كل رموز النظام السابق الملطخة ايديهم بدماء العراقيين فسيف العدل والحق سوف لن يرحم كل من اجرم او ساهم بأي شكل من الاشكال في الجرائم ضد شعبنا ومهما كانت قوميته او دينه او مذهبه ومبرراته وحتى التستر وتأييد جرائم صدام ونظامه يعتبر جريمة بذاته ويستحق عليها العقوبة حسب القانون.

5 - وهذا لا يعني اني ازكي نظام الفساد والمحاصصة الحالي الذي جوع الملايين ويزداد الفقير فقرا والغني غنى ويجلس الشباب الخريجون المتعطلون في المقاهي يندبون حظهم العاثر ويلومون وطنهم الذي لم يمنحهم الفرصة لينتجوا ويبنوا فيه حيث ما يزال حيتان السوق الفاسدين جالسون في ابراجهم العاجية يستمتعون بفسادهم وحرامهم بدون ضمير يحاسب أو قانون يعاقب يسرقون قوت المواطن الفقير ويستلذون بتعذيبه في سبيل الحصول على لقمة عيشه المغمسة بالذل والقهر لا زال الفساد المالي والاداري مستشري بشكل مخيف ومرعب في اغلب مفاصل الدولة حسب تقارير منظمة الشفافية الدولية 

لا زال اكثر من 500 الف مواطن عراقي يعيش على القمامة !! في مستوطنات عشوائية في مناطق متفرقة من بغداد والمحافظات بدون ماء او كهرباء او خدمات او مدارس او مستوصفات صحية او سكن مع تردي أحوال الساكنين فيها وهم يعتمدون على القمامة نعم القمامة !! كمصدر رئيس للعيش بينما تحاصرهم الأمراض والأوبئة الله اكبر يا شعب العراق المظلوم !! الشعب يأكل القمامة ووطنهم يطفو على بحر من النفط !! والفساد في كل الدولة يزكم الانوف. !! .

 6 - ان ما وصل اليه اليوم وطننا العراق وشعبه من تردي يتحمل مسؤوليته القائمين على الحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2003 وهم اساسا في السلطة على مدى 16 سنة ولا زالوا ولم ينجحوا في ادارة شؤون الدولة البعث وحكوكة المحاصصة وجهان لعملة واحدة فالاثنان سيئان والاثنان دمرا العراق الشعب العراقي يريد حكومة مدنية ديمقراطية على اساس مبدء المواطنة وسيادة القانون ونظام المؤسسات تعني بالوطن والمواطنة بعدالة وتبني عراقً ذات سيادة وطنية وعدالة اجتماعية بعيدا عن المحاصصات الطائفية والاثنية دولة تنهي الفساد وتبعد تدخل كل دول الجوار وكل دول العالم دولة تهتم بالإنسان العراقي وتنهي الارهاب والخراب والتفرقة والتهميش في وطننا مهد الحضارات .

                        antwanprince@yahoo.com