أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      معرض ميسي يفتح أبوابه.. فماذا يمكن أن تشاهد؟!      تقنية ثورية.. زرع جهاز في العين قد يعالج مرض السكري      رئاسة إقليم كوردستان: نجاح الانتخابات يعتمد على مشاركة جميع الأحزاب والكيانات السياسية فيها      العراق.. أكثر من 27 ألف إصابة بالحصبة و43 وفاة بالمرض      خطوة عراقية أخرى باتجاه وقف إهدار ثروات الغاز المصاحب      فيتو أميركي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة      السبب الحقيقي وراء انقطاع خدمات Meta المستمر      جدل حول آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان لتخفيف الزهايمر      مايلز كاغينز‏: الحوار حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان سيبدأ قريباً      إلزام يوفنتوس بدفع 9.7 مليون يورو كرواتب متأخرة لرونالدو
| مشاهدات : 1730 | مشاركات: 0 | 2019-01-07 10:01:40 |

"مجمع أوزال خبرة رجاء بامتياز" كتاب جديد أبصر النور للأب الراهب رائد فاضل جبو يسطر فترة النزوح والتهجير القسري في العراق

 

عشتار تيفي كوم - تيلي لوميار/

مقدمة كتاب "مجمع أوزال خبرة رجاء بامتياز" وحيثيات مضامينه

والآنَ هذا ما قاله الربٌّ: "أنا خَلَقتُكَ يا يَعقوبُ، يا إسرائيلُ، أنا جبَلتُكَ، لا تَخفْ، فأنا آفتدَيتُك. سَمَّيتُكَ وجَعَلتُكَ لي. إذا عَبرْتَ في المياهِ فأَنا معَكَ، أو في الأنهارِ فلا تَغمُرُك. إذا سِرْتَ في النَّارِ فلا تكويكَ، أو في اللَّهيبِ فلا يحرقُكَ، فأنا الربُّ إلهُكَ. قُدُّوس إسرائيلَ مُخَلَّصُكَ. جعَلْتُ مِصْرَ فِديةً عَنكَ؛ وكُوشَ وسَبأ بدَلاً مِنكَ. ولَّما كُنتَ عزيزًا عليَّ، ومَجيدًا وأنا أحبَبتكَ، أتَخلَّى عَن شُعوبٍ لأُخَلَّصَكَ، عَنْ أُمَمٍ بدَلاً مِنْ حياتك؛ لا تَخَفْ فأنا معَكَ...!" (أش43/1-5). 
أشعيا كلمة تعني: الربّ يُخلّص؛ فالربّ هو إله الخلاص. ولكن الخلاص الذي يحمله الربّ هو غير ما ينتظره البشر. وهذا النص من الفصل 43 هو ضمن القسم الثاني لسفر أشعيا (40-55)؛ ويُسمّى أيضًا كتاب تعزيّة إسرائيل؛ لأنه يبدأ بهذه الكلمات: عزّوا، عزّوا شعبيّ، يقولُ الرّبُّ إلهُكُم. 

تَساءَل اليهود المسّبيون الى بابل (ونَحنُ المهجرون قسرا) نَتَساءل: أيَكون دمارُ المدينة والغلبة لآلهة بابل؟ "داعش" وليس لإله إسرائيل إله السلام والمحبّة؟ عاش المنفيون بعيدًا من الأرض التي أعطاها الربّ لهم، محرومين من الهيكل الذي كانوا يلتقون فيه الههم، عاشوا واليأس يسيطر عليهم، حتى وصل بهم الحال ليقتنعوا أن الله تخلّى عنهم لأنّهم تخلّوا عنّه.

وما قول النبي أشعيا الذي وجهه لاولئك الناس اليائسين المَنفيّين، الا لنا نحن ايضا المهجرين قسرا، ويقول لهم: الله يُرسل الملك كورش ليُخلّص شعبه. وسترون تحريرًا جديدًا يُذكِّرَكُم بالخروج من مصر ويُعيدكم الى أرضِ الموعد. بما أنّ الله خالِق العالم، فهو يقدر أن يُنبىء بهذه الأحداث ويُحققها. أما آلهة الأمة المُنتصرة فليست بشيءٍ. 

سنواتٍ مَضت على الكارثة والتهجير القسريَّ الذي حَلّ بشعبنا العراقي وخاصّة المسيحيّ بالذات في الموصل وسهل نينوى، من جراء تنظيم الدولة الإسلاميّة "داعش" الإرهابيّ، ففيّ ليلة وضُحاها فقدنا بيوتَنَا، كَنائسَنا، أديارنا، أموالنا وكُلّ شيءٍ، لا بل مدنًا عظيمة وعريقة بحضارتها دُمِّرت وانهارت مثل "النمرود، قبّة دير مار بهنام الشهيد، والنّبيّ يونس، منارة الحدباء ومتحف الموصل... وغيرها".

نعم، كارثة كبرى شبّهها الكثيرون منَّا بكارثةِ وسَبيّ الجلاء التي عاشها الشعب العبرانيّ على يدّ البابليين، قبل حوالي 2600 سنة، واستمرت بحدود خمسين عامًا، وكانت وطأتها ثقيلة جدًا على الشعب خاصّة الذي خَسَر الهيكل والأرض والمَلِك، وكانت الحقائقُ الثلاثة هذه دليلاً لحضور يهوه "الله" بين شعبه، لذلك أصيبوا بالصدمة وراودهم الشّكَ والقنوط واليأس عندما فقدوها، واعتبروا أن إلههم قد تركهم "وتركنا" وتخلّى عنهم "وعنّا"، لكنّهم، "ونحن معهم"، اكتشفوا شيئًا فشيئًا أنّ إلههم نفسه رافقهم بجلائهم لا بل أصبح مَجليًّا هو أيضًا مثلهم! فكان الجلاء –السبيّ، التّهجير القسريَّ– النّزوح؛ رَغم ما حمله ويَحمُله مِن سلبيات وصُعوبات وتَحديات ومَشاكل؛ فُرصة ليروا "ونرى نحن اليوم أيضًا" الأمور والأحداث بعيون الإيمان الحقيقيّ والرجاء الثابت والثقة بالرّبّ، وبالفعل تَمكّنوا  "ونحن ايضا" مِن فَهم الحقيقة؛ إنَّ إلههم "إلهنا" معهم "ومَعنا" –عمانوئيل–  الله معنا؛ أينما ذهبوا وأينما سكنوا، "حلّلنا وسكَنّا"، وعليهم تقع مسؤولية أن يكونوا معه وان نكون ايضا مَعه ويعملوا ونعمل بوصاياه. 

فعلاً، كارثة التهجير القسريَّ والنزوح في حزيران وآب 2014؛ تَحمل في ثناياها وأيامِها ذات المعاني والدروس والعِبَر. والبعض تمكن أن يَرى الأمور الحَسَنة والطيّبة فيها، رَغم مأساتِها وصعوبَتِها، وحاول أن يُشاركَ الآخرين ويدعوهم لمواصلة المشوار والطريق بثقة ورجاء وصبر، إيمانًا منهم أنّ السماء مهما تلبّدت بالغيوم فلا بُدَّ للشمسِ أن تُشرق يومًا من الأيام، والليلُ مهما طَال فلا بُدَّ للنهارِ أن يَنجلي، ومهما طَال الظلم فلا بدَّ أن يأتي يومٌ وتُشرق الحقيقة ساطعةً ويَستنير بها الجميع. 

في إحدى صلوات القداس الإلهيّ نصلّي: "إمنَح يا ربّ، شعَبك المؤمن خلاصًا تامًا من الحروب والفِتَن والمصائب، وصُن المعمورة كلّها بأمنك وسلامك، لنُسبّحك بطمأنينة".

والسؤال المطروح: هل من سلام وراحة بالِ وطمأنيَّنة في هذا العالم وبالذات في بلدنا العراق؟ 
ونحن بالذات عشنا ونعيش ولا زلنا في خِضمِّ واقعِ مأساوي ومُظلم من الآلام والحروب والحصار والفِتَن والخطف والفدية والتهجير والمصائب الكثيرة التي تُحيقُ بنا، لا بل تضغطٌ علينا وتَجعلنا نحسّ بخوف شديدٍ وكآبة مُقلقةٍ وتركِ كُلّ شيء والهجرة الى خارج ذواتِنا أولاً ومن ثَمّ الى بُلدان الإغتراب وترك الأهل والوطن والأرض.

هذا الواقع المأساوي الذي تَحياه كنيستُنا في العراق خاصّة والشرّق عمُومًا، يَستفزُّنا للتفكير كثيرًا في كيف نَصل لهذا الأمن والسلام والاستقرار والطمأنينة. وأي صلاةٍ علينا أن نُصلّي وكيف؟ وأي كلامٍ نتكلّم وكيف؟ وأي إيمان نؤمن؟ وأي رجاءٍ نَرجو؟ وتساؤلات وتساؤلات كثيرة...

لا بل يَجعَلنا هذا الواقع الصعب الذي نَعيشُه "المنفى والتهجير القسّري" نُفكّر هل مِن أهمّيةٍ لإيماننا؟ هل مَن الأهميّةِ بمكانٍ أن نكون أعضاءَ كنيسة ومَسيحيين في بَلَدٍ يَعيشُ على شَفيرِ الهاوية؟ هذا إن لم يكن قد وَقَع في الهاوية او دخل في النفق المُظلم! هل من خيرٍ وسلامٍ ونورٍ وبركةٍ في هكذا بلدٍ وهكذا كنيسة!؟ وهل من أمان وعودة للحياة والطمأنينة تَسكن القلوب أو تَلوح في الأُفق والمُستقبل؟ كل هذه التّساؤلات والتأملات والوقفات التي تُصادفنا وتُقدِّمها الحياة لنا، من حيثُ لا نَعلم، تستفزُّ فِكرنا للدخول عَميقًا والبَحثِ والتّفكير، لا بل التأمل والصمت والصلاة بإمعان لأجل أنْ نَفهم ونَقبل الواقع.

قبول الواقع هو اعظم فِعلُ صلاة، لتَجاوزِ المِحنة والثَبات في أزمةٍ عَرّضتنا للزوال والتبعثر والتشَتُّت ولا تزال. 
الصلاة "خاصّة في زمن المنفى" هي فعلُ الإيمان المثاليّ ولا مَعنى لَها من دون الإيمان، ولا وجودَ للإيمان وللاعترافِ بالله من دون السَّعي الى لِقائهِ والى جَعل أنفسنا في نِعَمتِهِ التي تُحاصِرنُا من كُلَّ جهةٍ. فهي كانت دعوة لكُلِّ واحدٍ منَّا أن يَعيشَ كابنِ لله، طائِعًا لهُ وسائرًا بَحسَب مَشيئَتِهِ، مِثلَ الربَّ يَسوع.

 حَياة الصلاة ليست غايةً بحدَّ ذاتها، وَلكنَّها بمثابَةِ الرّوح الذي يُحيي كُلَّ حياةٍ روحيّةٍ. فيقول الروحاني واللاهوتي الكبير سخاروف "الصلاة هي حياة الله الّذي يَجري فيّنا". فالعلامة الأولى لحضوريّ الحقيقيّ أمام الله وقبولي لهذا الواقع هي أن أصلّي أي أن أجَلسُ وأُصلي وأُصلي وأُصلي.

فالصلاة "في زمن المنفى" هي الوعي بأنّنا مُتوجّهون الى الله. وهذا التوجّه هو فعلُ حُضورٍ فَعّال ومُستمرُ أمام الله الذي هو دومًا حاضر بالقربِ منّا، لا بل فينا، ومِن خلالنا للآخرين الذين نعيش معهم هذه الظروف والأحداث ونتقاسم معهم مُجريات وأحداث الساعة والنهار المُرّة والحلوُة.

تساءل ويتساءل المهجرون قسرا هل الله كان حاضرٌ في كُلِّ ما جرى؟ وما حدث لنا؟ ولماذا سَمَح بذلك ولم يتدَخل ويقف بوجه الشرَّ والظُلم الذي أَصَابَنا؟ وهل سكنَ "يَسكن" معنا في الخيم والمدارس والمُجمعات والكرفانات التي سكنّا فيها والأرض التي افترشناها؟ هل كان متواجدا مع كل هذا الصخب والتعب والقلق والفوضى؟ هل مِنَ المُمكن الاستمرار بالحياة والصلاة والعمل من جديد هنا؟ 

خبرة التهجير القسري علّمتنا انه لا يُمكننا فَصل الواقع الذي نعيشُه وما حلَّ بنَّا عن الاستمرار بالصلاة التي هي القوت الحقيقيّ لمواصلة السير وعدم قطع الرجاء بإلهنا الرحوم والأمين والوفيَّ. صلاتنا لا تتعلق بمَدى إستقرار الوضع الأمني أو الخَدَمي أو الأقليمي والعالمي كَكلَّ، بل على العكس إنَّها تتعلّق بمدى علاقتِنا مع إلهَنِا الأمين الرؤوف الرحوم الطيبَّ الذي لا يَترُكُنا أبدًا، فسواء كنا مستقرين او مهجرين، في بيوتنا او بعيدين عنها، فصلاتنا لا تتوقف ابدا.

إن العلاقة التي تَربطنا بالله لا يُمكن أن تَتَأسّس بدون إستعداداتٍ داخليّة وخارجية وأوّلها هو الصَّدق؛ بمعنى لا نَكذب "تَكذب" على الله؛ ومع هذا الصّدق في الصلاة سَيؤدي بالضرورة الى التَّواضع، فنَكون متواضعين وغير مُتذمرين وشاكرين الله على كُلَّ حال. فالشعور بأنَّنا خَطأة وبُسطاء سَيقودنا الى الاستعداد لقبول الواقع والاهتداء والتوبة الفعليّة، بَمعونة الله الحنون الغفور. وبَقدِر ما سَنحِب أن نُساعد الآخرين ونتَضامن معهم ونُخفف عنهم ونبتعد عن التذمّر، سَنَتجنبَّ أن "نُحزِنَ روحَ الله القَدّوس" (أف 4/ 3). 

إذًا، ما عَشناهُ ونَعيشُه كنازحين ومُهجرين هو أفضل صورة للحقيقة التي نُريد أن نَكشفها لله أبينا السماوي، أي من خلال الصَّدق والتواضع والقبول وعدم التذمر والثبات بِه، كَشَفنا حَقيقةَ ما نحنُ عليه اثناء أزمةٍ عَرّت كُلَّ شيءٍ، قادتنا الى التعَّامل مع إلِهنَا ومع بعضنا البعض بنفس الصدّق والتواضع والقبول والانفتاح وبهذا التعامل أسّسنا لعَلاقاتٍ إنسانيّة طَيّبة ومتوازنة. 

خبرة التهجير اوصلتنا الى ان المُهم والأساسي هو معرفتنا أنَّ الله يَفرَح بوجودِنا مَعه مستمرين بصلاتنا وأعمالنا. ولهذا نحن نَستمرُّ وسَنستمرُّ في عيش حياة الصلاة حتى إذا كانت صَعبةً أو دون حرارةٍ في بعض الأوقات، سواء كانت بالصف المدرسيّ أو في الممرّات وساحات المدرسة، أو في الخيمة والكرفان أو في كنيسة بسيطة، وبيت عائليَّ، خاصّةً في الأوقات القاسيّة والمؤلِمة، فَنتَعلّم أن نَتجاوز. في الرّوحانيات المشرقيَّة، على حَسب قول الأب روبير بولاي الكرملي: "التّجاوز لا يعني أن نُلقي هموَمنا ومشاكِلنا "تَهجيرنا ومَنفانا" خَلفنا، بَعيدًا عن وَعينا، كأنَّ شيئًا لم يَكنُ أو لم يحدث؛ بل هي هو يعني تَوجيه وَعينا نَحو الله الآب مع مَشاكِلنا وهمومِنا وتساؤلاتنا وقلقِنا وحاضرنا ومُستقبلنا؛ هو أَنْ نَدعَ الله يَدخُل في صَميم حياتِنا الواقعية اليوميّة. ففي فعَل الصّلاة لا نفعل ما يُريحنا، بل نَتعلَّم أن نحبَّ الله لذِاتهِ ومَهما كانت الظروف والأوضاع والأحداث". 

خبرة التهجير علمتنا ان العَلاقة التي تربطنا مع الله لا تعتمد على الهُدوء والراحة والإطمئنان مِن حَولنا، بل بالأحرى الإطمئنان والراحة والهُدوء نجدُهُ في عَلاقتنا مع الله الطيَّب، والتي من خِلالها نعي كيف نواجه ونقبل ونعيش هذا الواقع الصّعب القاسيَّ الذي نحياهُ وكيف نتَكيّف مَعَه ونبقى حتى النهاية أمينين وشاهدين ورسل لكلّ مُبادرات الله نَحونا.

بالنهاية لكي لا نَكون غرباء عن واقعنا الحياتيّ والإنسانيّ والإيمانيّ ومُتوهّمين في شأن صَلاتنا الشخصيّة والجماعيّة. اصبحنا نُدرِكَ أنّ قبول ما حدث لنا ليَسَ موَضوعًا بسيطًا ولا سَهلاً؛ خاصّةً في ظروفنا وظروف جميع النازحين والمُهجّرين بالعالم، فحين يَفقد الإنسان كلَّ شيءٍ: أمواله وممتلكاتهِ وحتى كَرامتَهُ؛ يكون معرضا لفقدان ايمانه! لكن الصبر والثبات وعدم التذمر والاستسلام والثقة بإرادة الربّ والصلاة المتواصلة تبقى علامة لهذا الحضورُ الدائم لله في واقعَنا، الذي يُحاول أن يَنسى أو يتناسى الله ويَبتعَدِ عنه؛ فصلاتنا تَستَعيد ذِكر الله وتُحقِّق حضورَهُ في كُلِّ وَقتٍ وزَمانٍ ومكانٍ. 

ويبقى تدوين وأرشفة التاريخ نَبضُ الحياة للمُجتمعات والحضارات والشعوب، وهو علامة من علامات الصّحة والشباب الدائم لِتقدُّم وتطوّر البشريّة وإبداعها نحو الخيّر والأفضل والأهم؛ وهو الأمانة لذِكر الماضيّ للأجيال القادمة مهما كانَ؛ وإعادة قراءتِه إيمانيًا ورجائيًا وإنجيليًا والاستفادة منه للحاضر والتطلّع والتوجّه نحو المستقبل بخبرات وتجارب الأباء والأجداد.

استنادا لكل ما تقدم، ارتئينا واخذنا على عاتقنا مسؤولية تدوين خبرة اوزال والتي استحقت بكل جدارة عنوان "اوزال خبرة رجائية بامتياز"، سنحاول من خلالها التقف عند ابرز المحطات والاحداث التي مرت خلال فترة التهجير القسري، بدءا من احداث 10 حزيران 2014 يوم اجتاحت القوات الظلامية مدينة الموصل ومن ثم باقي مدن سهل نينوى.
 وهنا لا يسعنا الا ان نقدم شُكرنا الوافر والدائم لإلهنا الطيَّب الرحوم؛ ولِكلِّ مَن ساعَدنا ودَعمنا خلال محنة التهجير القسّريَّ؛ وخاصّة الشماس شوان حنا ومنظمة salt الهولندية والتي ساهمت في اصدار هذا الكتاب.  

وبالنهاية أقول إن صح التعبير: 
زَمَنُ داعش هو زَمَنُ نعمة وبركة...!؟
زَمَنُ إيمان وعيش هذا الإيمان...
زَمَنُ رجاء وتَجسيد هذا الرجاء...
زَمَنُ مَحبّة حقيقيّة مُعاشة...
زَمَنُ إكتشافٍ وبَحثٍّ ومعرّفة...
زَمَنُ آلم وتَهجير وتَرك وتَخلّي ...
زَمَنُ نَفيّ ونَسيان وضَياع...
زَمَنُ تَطيهّرٍ وصَقلٍ للذات...
زَمَنُ مُساعدة وتَضامن وأخوّة مع الآخر...
زَمَنُ التّقرُّب والرجوع والتوبة الى الله...
زَمَنُ صَبرٍ وصحراءٍ وصَمتٍ وهدوء....
زَمَنُ بناءِ وتكوينِ علاقاتٍ جديدة...
زَمَنُ مُشاركةٍ ومُقاسمةٍ في كُلِّ شيءٍ...
ويَبقىّ هذا السؤال بحاجة الى جواب: 
هل زَمَنُ داعش هو: زَمَنُ نعمةٍ وبركة أم زَمَنُ نقمة...!؟ 
الأب الراهب 
رائد فاضل جبو
عيد القيامة 1 نيسان 2018

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5947 ثانية