بالصور.. انطلاق اعمال المجمع السنهادوسي لكنيسة المشرق ‏الآشوريّة ‏- أربيل      سيادة المطران يلدو يختتم مهرجان كنيسة مار كوركيس في بغداد بالقداس الاحتفالي      مسؤول كنائس نينوى الكاثوليكية: عدد المسيحيين في العراق آخذ في الانخفاض      رئيس "السرياني العالمي": ليومٍ وطني يخلّد ذكرى الإبادة التي تعرض لها مسيحيو الشرق      قسم الدراسة السريانية لتربية نينوى يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي مادة التربية المسيحية في قضاء الحمدانية      فيديو.. كلمة قداسة البطريرك مار آوا الثالث في الجلسة الافتتاحية للمجمع ‏السنهاديقي - ‏22 نيسان 2024‏/ أربيل‏      "الإتّحاد السرياني" أحيا ذكرى الإبادة الجماعية "سيفو" بحضور فاعليات سياسية وروحية وأمنية/ لبنان      قسم الدراسة السريانية لتربية الرصافة الثانية يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي التربية المسيحية في بغداد      بالصور.. امسية تراتيل لأبناء مركز التربية الدينية بعنوان (نرتل ونسبح معاً لتكون غاية ايماننا،خلاص نفوسنا) - كنيسة ام النور/عينكاوا      البيان المشترك الذي أصدرته بطريركيتا أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس في الذكرى السنوية ‏الحادية عشرة لخطف مطراني حلب      هل يمكن لفيزياء الكم أن تقضي على الشيخوخة وأمراض السرطان؟      بعد مهلة العام.. 3 بدائل أمام "تيك توك" للبقاء حيا في أميركا      حكومة إقليم كوردستان: الأنشطة السياحية تتزايد يوماً بعد آخر وفقاً لخارطة تطوير القطاع السياحي      حقوق الانسان في البصرة تدعو المجلس لعقد جلسة طارئة بشأن "التلوث"      أرسنال "يسحق" تشلسي ويتصدر الدوري الإنجليزي      بوتين: مستعدون للتعاون دوليا من أجل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب      برشلونة: قد نطلب إعادة مباراتنا ضد الريال      حقيقة ارتباط صحة القلب والكليتين بالسيطرة على السكري من النوع 2      الرئيس بارزاني وأردوغان يؤكدان على تعزيز العلاقات بين إقليم كوردستان والعراق وتركيا في مختلف المجالات      مركز أبحاث تركي: طريق التنمية شريان الحياة لدول الخليج والعراق.. ما موقف إيران؟
| مشاهدات : 1080 | مشاركات: 0 | 2018-12-17 12:09:27 |

هل أنتمي إلى حدث التجسّد ..!؟

نبيل جميل سليمان

 

( تأمل لاهوتي )

 

   أستهلتُ موضوع تأمّلي بهذا التساؤل وسأنهيه بالمثل، خاصة ونحن على أعتاب التهيأ لأستقبال ميلاد المسيح له كل المجد. برغمِ ما يواجهنا من تناقضات واقع حياة فيه: الجميل والبشع، الرجاء والأحباط، الشك واليقين. وبما إننا نتأمل في أمور أحتفالية وتقليدية كثيرة متعلقة بالميلاد - وهذه كلها قد تكون مفيدة ونافعة - ولكن نخشى أن يفوتنا في ما هو أسمى وأعظم من كل ذلك .. أنه "التجسّد": الحدث الهام والموضوع الرئيسي للميلاد.

   فقدسية هذا الحدث وما تظهره لنا عظمة "المبادرة الإلهية"، بأن المولود هو "الله الذي ظهر في الجسد" ( 1 تيموثاوس 3 : 16 )؛ هو فعل حب لامتناهي من قبل الله لأجل خلاصنا. فالمستحيل أصبح ممكناً، وأظهر للبشر "إنسانية" الله، لأن الله : "ليس هو إلا محبة". فيسوع "الكلمة" المتجسّد، قد كشف لنا: "حنان الله مخلصنا ومحبته للبشر" ( تيطس 3 : 4 ). لأن الكلمة قد أتحد بيسوع منذ البداية، والكلمة تأنسنَ أي صار إنساناً، شاركنا: "في اللحم والدم" ( عبرانيين 2 : 14 ).

   تأنسنْ الكلمة هو "أخلى ذاته Kenosis" كما تحدث عنه نشيد فيلبي ( 2 : 7 )، والذي يكمن إذاً بذلك التجرد الإلهي في إن "الله / الأبن" أصبح إنساناً ليكشف "الله / الآب" للإنسان: "الأبن الوحيد الذي في حضن الآب هو الذي أخبر عنه" ( يوحنا 1 : 18 )، فيسوع قد أتى ليعلن للإنسان من هو الله في سر كينونته وحقيقة جوهره.

   فالفكرة الفلسفية الموضوعة عن الله هو أنه لا يتغيّر Immutable ولا يتأثّر Impassible. بينما النظرة المسيحية لله هي إن "الله / الكلمة" قد تغيّر وتأثّر من خلال "إنسانيته" بـ "إنسانيتنا": إذ أخذ جسداً بشرياً، تأثر بالفرح والألم وبالعلاقات البشرية .. مات وهو مانح الحياة. وهنا أصبح تاريخ يسوع تاريخ الله نفسه، وبذلك دخل تاريخ البشرية داخل الله. فأصبح الله اللامتغير "متغيراً" بموجب التجسّد واللامتأثر "متأثراً" بالأوضاع البشرية ولا سيما الألم والموت.

   وهنا قد يتساءل البعض: كيف يظل الله هو "نفسه"، وهو يأخذ جسداً أي "يتغير" ..!؟ إن السر المسيحي هو سر "الهوية Identity / الغيرية Otherness" معاً، بيد إن الله يصبح إنساناً ( الغيرية ) دون أن تتلاشى إنسانيته في ألوهيته ( الهوية ). بما معناه أن سر التجسّد يحافظ على كلتا "الألوهية والإنسانية" دون أي أمتصاص أو تلاشي أو ذوبان: أي أن الله يظل هو نفسه "هويته" عندما يأخذ جسداً عن طريق "الغيرية" أي بالتبادل مع الغير.

   فمع أهتمامنا اليوم بناسوت المسيح وتشديدنا على حياته الأرضية ( التجسّد )، نؤكد على "نتيجة" التجسّد أي على تقديس الإنسان وتأليهه. لذا فعلى المسيحي أن يتقبّل "المبادرة الألهية"، كما تقبّل الأبن "ذاته" من أبيه عندما أفرغ ( أخلى ) الآب "ذاته" لأبنه الوحيد بفعل "المحبة": التي هي هبة مطلقة وبذل كامل. فالآب يهب ذاته وكيانه ومحبته لأبنه. لذا فإن الآب هو "خروج من ذاته" و "إنفتاح على أبنه". ومن هنا أهمية هذا الإختبار المتجسّد في الذات، الذي يعلمنا أن الإنسان لا يبلغ نضجه وكمال صورته ألا بقدر ما "يخرج من ذاته" و "ينفتح على الآخر"؛ إلى هذا العالم الفسيح ويواجه الأشياء في حقيقتها، وهي في الأغلب حقيقة تعاكس رغباته الذاتية المباشرة. يحاول أن يجسّد الإيمان بالأعمال، بتحقيق "الإلادة الجديدة" وديمومتها، ليصبح كل إنسان أبناً حقيقياً لله بـ "التجسّد". فالخروج من الذات هو عدم التفكير الأناني في الذات وعدم الإنطواء على الذات وعدم الإنكماش على الذات، كما تجسد الله الكلمة. وبالتالي "يتأله الإنسان" كنتيجة للتجسّد، أي ينتقل إلى الحياة الإلهية، إلى حياة الله نفسها، إنطلاقاً من المزمور: "عطشت نفسي إلى الله، إلى الإله الحيّ" ( مز 42: 2 ). وهنا تنبثق السعادة السماوية.

   وفي الختام، يضعنا حدث التجسّد أمام إمتحان لذاوتنا وعلامة لمحبة الله الحاضرة فينا ومقياس حقيقي لإنسانيتنا المدعوة إلى النضوج. فكلما زدنا نضجاً بإنسانيتنا، تركنا بصمات من المحبة والخدمة لا تمحى في تاريخ الأشخاص الذين نتفاعل معهم. فالإنتماء إلى "التجسّد"، هو المقياس الصحيح والنوعي، لمدى إلتزامنا الفاعل سواء في العائلة أو المجتمع أو الكنيسة، ومن ثم في البشرية جمعاء. بالرغم من المغريات الكثيرة والحاجات المتنوّعة والإهتمامات المتزاحمة في عالم اليوم الذي فقد حسّ التضامن والشركة والتعاون؛ بالإضافة إلى ما نواجهه من عنف الأيديولوجيات والضغط الإعلامي والسياسي الموجّه.

   الميلاد يدفعنا إذاً إلى معرفة حقيقة التجسّد وتفعيلها، ومن ثم العودة لأتخاذ قرار جدّي لخياراتنا إزاء الأزمات التي تمرّ بها إنسانيتنا. وهذا مما يحفزنا على الدوام ليطرح كل واحد منا تساؤل موضوع تأملنا: "هل أنتمي إلى حدث التجسّد" .. وعلى أي نوعية وجودة سيكون إنتمائي من وإلى إخوتي البشر ..!؟

      










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6038 ثانية