اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش      تعرض الأسقف مار ماري عمانوئيل للطعن داخل كنيسة في استراليا      كنيسة ماريوسف تحتفل برسامة شمامسة وشماسات من أبناء خورنتها / الشيخان      المدير العام للدراسة السريانية يقدم التهاني لمعالي وزير التربية      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل مجموعة من الشباب القادم من ‏أمريكا الشماليّة وأوروبا وأستراليا لزيارة بلدهم الأم      صور.. القداس الإلهي بمناسبة تذكار القديس ربان بويه كنيسة الشهداء شقلاوة      سفير الاتحاد الأوروبي: زيارة نيجيرفان بارزاني الأخيرة الى بغداد مهمة      نتائج بطولة (رواد برطلي الثانية) بكرة القدم الخماسية – يوم الاثنين      5 سنوات على حريق كاتدرائية نوتردام، و90% نسبة إنجاز عملية الترميم      "الإصلاحات الذاتية للأجهزة".. أبل تزف بشرى سارة لمستخدمي "آيفون"      اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع المناطق الفرنسية      السوداني وأوستن يؤكدان مواصلة جهود تأمين العراق وإقليم كوردستان من التهديدات الجوية      البنك الدولي يؤشر لاتساع فجوة الدخل بين الدول الفقيرة والغنية      ما الذي تفعله "مكملات البروتين" بجسمك؟      نيجيرفان بارزاني: ندعم زيارة السوداني لأميركا دعماً كاملاً      3 ألقاب على المحك.. غوارديولا يكشف فرص مانشستر سيتي
| مشاهدات : 1010 | مشاركات: 0 | 2018-12-09 09:58:29 |

أمطار سياسية

ثامر الحجامي

 

 

    واضح جدا؛ أن العراق يشهد هذه الأيام أمطارا غزيرة، بعد مواسم جافة، إستبشر بها العراقيون، مع أمطار أخرى أخذت حيزا كبيرا من الإهتمام، تلك هي الأمطار السياسية، التي جاءت مبكرة بعد موسم الصيف الإنتخابي، الذي شهد حرارة لاهبة أحرقت صناديق الانتخابات !.

   كانت الأمطار هذه السنة مبكرة على غير العادة؛ بعد سنوات ما كادت تسقط فيها إلا ما ندر، مما ولد حالة من الجفاف في معظم أراضي العراق، نتج عنه مشاكل كبرى في عملية توفير المياه الصالحة للشرب، وصراعات عشائرية على مياه السقي، ويبدو إن ذلك إنعكس على الحياة السياسية في العراق، التي ظلت تترقب ما تجود به السماء، دون الجلوس على الطاولة ووضع الحلول الناجعة، لمعالجة ما تمر به البلاد، من إتساع خطر الجفاف الذي بات يهدد حياة الملايين.

   مثلما إختلفت كميات الأمطار في هذه الموسم، إختلفت أوزان الكتل البرلمانية بعد الانتخابات الماضية، وتغيرت المفاهيم السياسية، التي تدار من خلالها دفة الحكم في البلاد، فإنتقلنا من مفهوم الشراكة الى مفهوم الكتلة الأكبر، وتشكيل الحكومة بطريقة تختلف عن المراحل السابقة، مع الحفاظ على التوازن المكوناتي فيها، وتغير ثوبها السياسي الذي كانت ترتديه منذ خمسة عشر عاما، فقد إنتهى جفاف الأعوام الماضية، التي كانت مملوءة بغيوم سوداء لم تمطر إلا شرا على هذا الوطن، وجفافا شهدته معظم مرافق الدولة.

    مشروع وطني من قوى مختلفة يتحقق لأول مرة في العراق، كتلتان تقاسمتا تشكيل الحكومة العراقية، المفترض بهما التنافس على أسس وطنية ومشاريع سياسية واضحة يسعيان الى تنفيذها، وليس على أسس مذهبية وقومية كما كان سابقا، والعمل على إستقلالية القرار الوطني، بعد زوال المسببات التي كانت تدعو الى التدخلات الإقليمية والدولية، لاسيما انتهاء الحرب على داعش، وتوجه العراق الى مرحلة جديدة من البناء والإعمار.

    حكومة جديدة؛ متوقع منها أن تنهض بالوضع الاقتصادي للبلاد، وتتعامل برؤية جديدة مع الملفات العالقة داخليا وخارجيا، لاسيما بعد عودة الإقليم الى حاضنة الوطن، بعد زوال تداعيات إستفتاء الانفصال، وهدوء المظاهرات التي إجتاحت مدن البلاد، المطالبة بتحسين الواقع الخدمي والإجتماعي، وهو أبرز التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة، رغم عدم إكتمال فريقها الوزاري الذي ما زال يشكو نقصا بمقدار ثماني وزراء، بإنتظار التوصل الى إتفاق نهائي على إستيزارهم.

   ما تحقق الى الآن شيء كبير في مسار العملية السياسية، حكومة جديدة تختلف عن سابقاتها، ذوبان التكتلات الطائفية والقومية، نضج المشروع الوطني الذي أنتج كتلتين تضمان مختلف المكونات السياسية، رؤية جديدة لإدارة الدولة لديها مشروع للبناء والإصلاح، رئيس وزراء جديد إتفق عليه الجميع، يملك رؤية إقتصادية واضحة للنهوض بالبلاد، والأهم من ذلك هو التوافق بين الكتل السياسية والإبتعاد عن سياسة التأزيم والتناحر، التي أدت الى الصراعات الطائفية والإجتماعية، وأدخلت البلاد في دوامة الإرهاب.

   كما إن أمطار الخريف فيها العاصف والرعدي، ومنها ما جعل السيول تجتاح الوديان وشوارع المدن، كذلك فإن أمطارنا السياسية رافق بعضها صخب إعلامي، وفي بعض محطاتها كان هناك تصارع سياسي لفرض إرادات معينة، ولكن يقينا أن الأمطار في هذا المواسم سيجني ثمارها العراقيون بعد سنوات الجدب والجفاف.










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6498 ثانية