و الكَنيسَة لا تُشَهِر بأبنائها …..‼‼‼!
الخاتمة .
الرجاء قراءة المقالة بكل أجزائها لتكون الصورة أوضح تحاشيا للدخول في تفسيرات لا أقصدها و لا أعنيها …
بالتأكيد أن الكتابة في هاتين الجملتين لا يمكن أن يفيهما حقهما في التفصيل و الشرح و التوضيح مهما سطرنا فيهما الكتابة و مهما فُصِلَ فيهما فلا يمكن أن يتفق الكثيريين بل و الغالبية العظمى يعتقدون و يؤمنون أن أي قراءة أو أفكار تختلف عما أستند عليه الأباء و المفسرين في شرح لآيات بعينها من الإنجيل و التي كانت الأساس الحقيقي لإطلاق هاتين الجملتين و جعلهما دستور ثابت في الحياة المسيحية بل و ربما يرى البعض أن الجملتين لا يستحقان الإهتمام الكبير لأنهما مجرد جملتين صدرتا من شخصين يمثلان أراء لهما ليس بالضرورة التمسك بهما حتى و إن كان أساسهما الإيمان الحقيقي و المحبة الخالصة و لكنها تبقى مجرد أراء شخصية و لكن عندما يكون الرأي الشخصي مؤثراً في المجتمع فإنه لا يمكن أن نسميه رأيا بقدر ما هو نهج متبع و أسلوب له تأثير يتحكم بالمجتمع و يقوده الى حيث يبتغي من أطلق هذا الرأي تحت مسمى تفسير أو قراءة لآيات الإنجيل و فهم لأعمال المسيح و هذا ما فعله الأباء و المفسرون أنهم جعلوا رأيهم و تفسيرهم هو النهج المتبع الذي يتحكم بالمجتمع المسيحي و يقود الكنيسة و أصبح هذا الرأي متوارثا منذ مئات السنين و كأنه دستور إلهي لا يمكن التحرر منه أو حتى مناقشته بقراءة جديدة أو تفسير يواكب التطور المجتمعي و الإنساني او التحديات التي تعصف بالمجتمع …..
لذلك فإن أي قراءة أو تفسير لآيات الإنجيل أو فهم لأعمال المسيح في حياته بما يخالف مع ما فهمه و ما أقره الآباء و المفسرين فإنه لن يكون له أي صدى في المجتمع المسيحي و لن ينجح في تغيير ثوابت الإدارة في الكنيسة و سوف يبدو و كأن فيه تجاوز للخطوط الحمراء و خروج عن إرادة المجتمع و ربما يراه البعض إنكار لما آمن به و تيقن منه آباء الكنيسة و المفسرين و بالتالي سوف تكون هذه القراءة محاولة ضعيفة لن تحقق أي نتيجة على الاقل في المدى المنظور لأنها كمثل من يحفر بأزميل نفقا في جبل خاصة و أن قادة الكنيسة يَعمدون على إبعاد من يرونهم منتقدين لسياساتهم و قراراتهم من غير أن يناقشونهم بأرائهم و يُحَجِمونهم بشكل مخطط له لغاية التخلص منهم و لا يستمعون لهم بل على العكس من ذلك فإنهم يفتحون الأبواب على وسعها للمنافقين من حولهم مما يُمَكِنهم من الفساد و الإفساد …
و إن إستمر المجتمع المسيحي على هذا النهج الذي يعتمد على إدانة الخطيئة من غير إدانة الخاطئ فإن الخطيئة سوف تسود لان الخاطئ و ببساطة شديدة يرى نفسه في مأمن من إدانة المجتمع له و نبذه و لا يجد من يحاول ان يوقفه و يحاسبه و بالتالي يتشجع لأن يمارس الخطيئة ويتمادى بها بما يشجع الآخرين على السير في خطاه لأن من أمن الإدانة أدمن الخطيئة …
و إن إستمرت الكنيسة في التستر على بعض الفاسدين فيها كما تفعل الآن…..‼‼ ( لإنها لا تُشَهِر بأبنائها ) فإنها سوف تجد من يُشَهِر بها و يوجه الإتهامات لقادتها و الأمناء من العاملين في مؤسساتها كما يحدث الآن ….‼‼ لأن التستر و عدم التشهير بالفاسدين يعني ضمنياً تشجعيهم على فسادهم و منحهم الغطاء و الشرعية للإستمرار في فسادهم و هذا هو السبب الحقيقي لإفساد الآخرين...أما التشهير بهم فهو الرادع الحقيقي لهؤلاء و حماية الكنيسة من أن يغزوها الفساد و و يشوه موقفها و يضعف دورها …و هي بذلك كأنما قد خطت أولى خطواتها للسير في الطريق الذي سلكته من قبلها الكنيسة في أوربا و بالتأكيد سوف تصل آجلا أو عاجلا الى الحالة التي وصلت اليها الكنيسة في أوربا من ضعف و تردي أما شعبنا المسيحي فإن حالته قد تُسِر العدو لكنها بالتأكيد لا تُسر الصديق بعد أن أصبحت تنحدر من السيئ الى الأسوأ بسبب أن ( المسيحية تُدين الخَطيئة و لا تُدين الخاطئ ) فأصبح الكذب مباحا في العلاقات و السرقة مشاعة و النفاق قد ساد في كل مفاصل الحياة و أصبحت المصالح تتحكم في كل مفاصل الحياة ……
نحن شعب نموت ببطئ شديد تقوده كنيسة تبتعد عنه يوما بعد آخر لأننا شعب يخاف أن يعترف بمشاكله و يناقش أخطائه و ينافق قادته بما يخدم المصالح الشخصية ……
بعيدا عن بغديدا 3 كانون الأول 2018