بالصور.. انطلاق اعمال المجمع السنهادوسي لكنيسة المشرق ‏الآشوريّة ‏- أربيل      سيادة المطران يلدو يختتم مهرجان كنيسة مار كوركيس في بغداد بالقداس الاحتفالي      مسؤول كنائس نينوى الكاثوليكية: عدد المسيحيين في العراق آخذ في الانخفاض      رئيس "السرياني العالمي": ليومٍ وطني يخلّد ذكرى الإبادة التي تعرض لها مسيحيو الشرق      قسم الدراسة السريانية لتربية نينوى يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي مادة التربية المسيحية في قضاء الحمدانية      فيديو.. كلمة قداسة البطريرك مار آوا الثالث في الجلسة الافتتاحية للمجمع ‏السنهاديقي - ‏22 نيسان 2024‏/ أربيل‏      "الإتّحاد السرياني" أحيا ذكرى الإبادة الجماعية "سيفو" بحضور فاعليات سياسية وروحية وأمنية/ لبنان      قسم الدراسة السريانية لتربية الرصافة الثانية يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي التربية المسيحية في بغداد      بالصور.. امسية تراتيل لأبناء مركز التربية الدينية بعنوان (نرتل ونسبح معاً لتكون غاية ايماننا،خلاص نفوسنا) - كنيسة ام النور/عينكاوا      البيان المشترك الذي أصدرته بطريركيتا أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس في الذكرى السنوية ‏الحادية عشرة لخطف مطراني حلب      هل يمكن لفيزياء الكم أن تقضي على الشيخوخة وأمراض السرطان؟      بعد مهلة العام.. 3 بدائل أمام "تيك توك" للبقاء حيا في أميركا      حكومة إقليم كوردستان: الأنشطة السياحية تتزايد يوماً بعد آخر وفقاً لخارطة تطوير القطاع السياحي      حقوق الانسان في البصرة تدعو المجلس لعقد جلسة طارئة بشأن "التلوث"      أرسنال "يسحق" تشلسي ويتصدر الدوري الإنجليزي      بوتين: مستعدون للتعاون دوليا من أجل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب      برشلونة: قد نطلب إعادة مباراتنا ضد الريال      حقيقة ارتباط صحة القلب والكليتين بالسيطرة على السكري من النوع 2      الرئيس بارزاني وأردوغان يؤكدان على تعزيز العلاقات بين إقليم كوردستان والعراق وتركيا في مختلف المجالات      مركز أبحاث تركي: طريق التنمية شريان الحياة لدول الخليج والعراق.. ما موقف إيران؟
| مشاهدات : 743 | مشاركات: 0 | 2018-11-19 08:28:48 |

غَرائِب (البنك المركزيّ العراقيّ)!

جاسم الشمري

 

الحوادث الغَريبة في عراق ما بعد 2003 متكرّرة ومتنوعة، وآخرها ما كشفه محافظ البنك المركزيّ (علي العلاق) في أروقة مجلس النواب الاثنين الماضي، حيث أقرّ بأنّ " مياه الأمطار قد دخلت إلى خزائن بنك الرافدين وأغرقتها، وتسببت بتلف سبعة مليارات دينار (حوالي 6 ملايين دولار)"!

النقود الورقية يعتمد في صناعتها على مادة اللينين، أو القُطن، التي يتم تفكيكها إلى ألياف لا تتشرّب بالماء، وهو ما يُفسر عدم تأثر الأوراق النقديّة به!

وبحسب الموقع الرسميّ للبنك فإنه – وبعد الاحتلال - " أصدرت سلطة الائتلاف المؤقّتة عُملة عراقيّة ورقية جديدة، وتمّت طباعتها وفقاً للمعايير الدوليّة"؛ وعليه كيف يمكن أن تكون العملة العراقيّة طُبعت وفقاً للمعايير النقديّة الدوليّة، وتضررت بمياه الأمطار، ألا يُعدّ ذلك تناقضاً مع مقاييس العلوم والصناعة والمنطق؟

حادثة غرق الأموال لم تقع في تاريخ المصارف العراقيّة، لأنّ تلك الأموال ودائع يفترض حفظها في خزائن مُحْكَمة الإغلاق، ومقاومة للحرق والكسر والغرق، ولا يمكن تصوّر أنّ الأموال توضع بشكل عشوائيّ في المخازن المصرفيّة لأنّ هذا خلاف المنطق والقانون والعمل المصرفيّ؛ لذلك لا يمكن قبول فرضيّة أنّ الأموال قد تلفت بسبب مياه الأمطار، فأين هي احتياطات المصرف في الظروف غير الطبيعيّة، وكيف يمكن تصوّر وصول المياه إلى خزائن المصرف، وهل بغداد غرقت في العام 2013،  - ونحن لا ندري- حتى يغرق معها البنك المركزيّ؟

ثم أين هي الأموال التالفة، ألا يفترض عَرضها على مجلس النواب، أو حفظها، أو حتى إتلافها بشكل رسميّ بعد التحقيق الحكوميّ بالحادثة؟

العلاق كان متناقضاً أثناء شهادته أمام مجلس النواب حيث ذكر بدايةً أنّ نسبة التلف بلغت 100%، وبعدها قال إنّ" الأوراق النقديّة حافظت على أرقامها التسلسليّة مما دفع البنك لتعويض المبالغ التالفة"!

فكيف تعرفوا على أرقامها وهي تالفة تماماً؟

الغريب أنّ مدير عام الإدارة المالية في البنك (صالح ماهود) بيَّن، أنّ "حادثة تلف العملة وغرقها كانت قضاءً وقدراً"!

فإذا كان الأمر يدخل في دائرة القضاء والقدر، فلنترك المصارف بلا أيّ حماية، وإن سُرِقت سنقول، حينها: هذا قضاء وقدر!

هذا التبرير الرسميّ لا يتفق مع أصول كافة الشرائع السماويّة، ولا مع أساسيات المنطق السليم، فكيف يمكن قبول هذه التفسيرات الرسميّة الهزيلة بأنّ غرق تلك الأموال كان (قضاءً وقدراً)؟

وبعد أن راجت القضية في مواقع التواصل الاجتماعيّ قالت مديرة المصرف (خولة الأسدي) إنّ" هذه الأوراق النقديّة كانت تالفة ومعدّة للاستبدال"، وإنّ ما حصل عام 2013 من تشقّقات في شارع الرشيد نتيجة الأمطار الغزيرة أدى إلى تشقّق بعض جدران الخزائن، كما إنّ ارتفاع منسوب نهر دجلة فوق مستوى الخزائن، وعجز شبكة تصريف مياه الأمطار، أدى إلى دخول المياه من أبواب الخزائن والجدران وشبكات تصريف المياه، ما مثّل قوة قاهرة على المصرف"!

هذا التصريح يتناقض مع كلام المُحافظ أمام مجلس النواب، الذي أكد أنّ الأمطار هي التي أتلفت الأوراق النقديّة، ولم يذكر بأنّها كانت " تالفة ومعدّة للاستبدال"، ثمّ أين هي تدابير المصرف الوقائيّة؟ ألا يفترض بهم نقل تلك الودائع إلى أماكن آمنة؟

الموضوع الغريب لا يتعلق بالستة ملايين دولار، لأنّها لا تمثل شيئاً يُذكر أمام الألف مليار دولار المنهوبة من موازنات العراق منذ العام 2003، وإنّما القضية تتعلق بالاستخفاف بممثّلي الشعب، وعقول الجماهير العراقيّة من قبل محافظ المصرف وبقية المسؤولين، وروايتهم السقيمة التي لا يمكن تصديقها حتى من طرف (رفاقهم) في الصفقات السرّيّة!

 

مجلس النواب، وحكومة بغداد ولجان الرقابة الماليّة، والنزاهة،  أمام اختبار حقيقيّ كبير، وعليهم أن يَحسموا موقفهم من القضية، دون النظر إلى خلفيّة المحافظ الحزبيّة لأنّها فضيحة مدوّية لا يمكن التغافل عنها، ولا القبول بتمريرها دون عِقاب مُناسب!

هذه الحادثة الغريبة يفترض أن تكون مناسبة لحملة وطنيّة كاسحة للفساد يقودها رئيس الحكومة، عادل المهدي، الذي أكدّ منتصف آب/ أغسطس 2015- حينما كان وزيراً للنفط- أنّ الفساد سحقَ  أكثر من (400) مليار دولار!

فهل سنجد موقفاً نيابيّاً وحكوميّاً قويّاً، أم أنّ الملف مصيره المساومات والتوافقات كحال غالبيّة السرقات وصفقات الفساد الماليّ في الدولة العراقيّة؟

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5785 ثانية