الرجاء قراءة المقالة بكل أجزائها لتكون الصورة أوضح تحاشيا للدخول في تفسيرات لا أقصدها و لا أعنيها …
لأن المسيحي لا يَستَطيع أَن يُديّن الخاطئ لذلك فإنه مُجبَر لأَن يَتَسَتَر عليه …..‼‼‼‼! لذلك قالوا إن ( الكنيسة لا تُشَهِر بأبنائها ) لأنهم يرون في التشهير نوع من الإدانة للخاطئ ….لكنهم مخطئين …..‼!
و هذه الجملة الثانية ( إن الكنيسة لا تُشَهِر بأبنائها ) كُنت قد سمعتها قبل سنوات عديدة ( إن لم تخني الذاكرة في نهايات عام 2005 أو ربما بدايات عام 2006 على الأرجح ) و كان ذلك خلال حوار عاصف مع شخص له موقعه و سلطته الكنسية و أكن له كل الإحترام و التقدير و رغم ذلك إستفزتني الجملة كثيرا حينها و ما تزال تستفزني و ستبقى تستفزني ما حَيَيّت…. خاصة و إنني قد لمست قوتها و تأثيرها في حالات كثيرة و لأني كنت دائما رافضا لها و محاولاً تجاوزها و عدم العمل بها لكن و للأمانة لم أحقق نتيجة تذكر رغم الحوارات الكثيرة و المطالبات العديدة و أحيانا الخصامات الشديدة حتى تَيَقَنتُ آخر الأمر أن ليس بالإمكان إقتلاع فكر زرعَه أباء الكنيسة و أورثوه لمن بعدهم بما يتوافق مع أفكارهم و مع أفكار من وَرَثهم في المناصب و الكراسي و أن ليس من السهولة تغيير ما أصبح و كأنه تقليد كَنسي موروث تحول ليصبح طقساً إيمانياً أو مرسوما ساميا أو دستورا دفينا غير مكتوب يحدد بموجبه نظام عمل المؤسسات الكنسية و لا يمكن أن تحييد عنه الكنيسة و رجالها حتى و إن تسبب ذلك بإنحدارها يوما بعد آخر الى مستويات لا يجب أن تنحدر اليها و تشويه سمعتهم بما لا يليق بهم ….
و قد يرى البعض في جملة ( إن الكنيسة لا تُشَهِر بأبنائها ) أنها تحمل بين طياتها الكثير من المحبة و التسامح و تعكس أخلاق رفيعة و إحترام للإنسان و قد يكون هذا صحيحا في نظر البعض من المؤمنيين جدا جدا و المفرطين بالمثالية ولكن هذه المحبة ذاتها التي تفيض من البعض على البعض و يغدقونها عليهم على حساب سمعة الكنيسة و إن هذا التسامح المهول الذي يناله من لا يستحقه يتسببان بتشوية صورة الكنيسة و أبنائها في نفوس أبناء المجتمع المسيحي و يشوه سمعة قادة الكنيسة ورجالاتها قبل غيرهم و من بعدهم الكثير من الأمناء العاملين في مؤسساتها و بالتالي تكون النتيجة هي إلحاق الضرر الجسيم على الكنيسة نفسها….و هنا يمكن أن نقول عن أن هذه المحبة التي يتفاخرون بها إنما هي محبة مزيفة لأنها تتحقق على حساب الحق و هذا التسامح هو تسامح مؤذي لأنه يتسبب بإلحاق الضرر بالكنيسة و بمن لا يستحقه من العاملين فيها …
و إن البعض من المؤمنيين بمبدأ (إن الكنيسة لا تُشَهِر بأبنائها) يمكن ترجمة إيمانهم لتوضيح معناه و بشكل مختصر هو أن يتم التَسَتَرُ على الفساد حتى و إن تطلب ذلك التغاضي عن الفساد و السماح له لأن ينتشر و يتوسع و يتغلغل في كل المفاصل و المواقع الكنسية و لكنهم لا يعلمون ربما …‼‼‼ أن فعلهم هذا و محبتهم و تسامحهم سوف يتسببون بتجاوز مرحلة التَسَتر على الفساد الى مرحلة يتم فيها شَرعَنَة الفساد بكل أشكاله و أساليبه و في هذه المرحلة يكون الفساد قد تَمَكَن بأذرعه الخبيثة من التحكم بالقيادات الكنيسة بما يخدم مصالحه و توجهاته و حينها لا يمكن السيطرة عليه أو إجتثاثه بأي شكل من الأشكال لأنه يصبح المتنفذ والمُتَحَكم من خلف الستار ليس فقط بالمؤسسات الكنسية بل حتى في سياسات و إرتباطات و علاقات قادة الكنيسة …‼‼‼
و بالتالي قد لا نستغرب مطلقا أن يقوم قادة الكنيسة بحماية الفاسدين بعد أن منحوهم الشرعية التي مَكَنَتهُم من السيطرة على كل المفاصل و التحكم بالمؤسسات و الأدهى من ذلك أنهم جعلوا أي ( قادة الكنيسة ) من أنفسهم مثال سيئ في المجتمع ( مع شديد إحترامي لقدسية سر الكهنوت المقدس ) و تخلوا عن الموقع الذي يجب أن يكونوا فيه كقدوة لأفراد المجتمع يحاربون الخطيئة و يحمون الفضيلة ….
و أصبح صعبا جدا أن يُبَرِئ المجتمع قادة الكنيسة من دورهم في التستر على الفساد بل أن المجتمع أصبح يُحَمِلَهم المسؤولية الكاملة في إستمرار الفساد و رعايته في كثير من الأحيان ….
وإن فقدان الثقة بالمؤسسات الكنسية بدءاً من المشرفين عليها من رجال الدين ( الكهنة ) وإنتهاءاً بالعاملين فيها من العلمانيين سببه الأساس هو هذه المقولة ( إن الكنيسة لا تُشَهِر بأبنائها ) بينما المفروض بالكنيسة ممثلة بقادتها و من اجل أن تحافظ على مصداقيتها بين أبناء المجتمع المسيحي فإن عليها ان تحاسب الفاسد حفاظا على سمعة النزيه الأمين و هنا فإنها تحقق العدل و لا تظلم أحدا....و ما عزوف الكثيريين ممن يتصفون بالنزاهة و الأمانة من العمل في المؤسسات الكنسية إلا بهدف المحافظة على تأريخهم و سمعتهم و تقدير المجتمع لهم …
و قد ينتفض و يستنكر المؤمنون جدا جدا و المفرطين بالمثالية ما يرد من أفكار في هذه المقالة و يرون أن هذه المقولة ( إن الكنيسة لا تُشَهِر بأبنائها ) مُستمدة من تعاليم المسيح التي منبعها الأساس هو المحبة والتسامح و إحترام الإنسان و لكن الحقيقة أن هذه المقولة شوهت التعاليم الحقيقية للمسيح و إنحرفت عنها و هي إنما ترجمة لأفكار إباء الكنيسة و المفسرين إنعكست فيها شخصيتهم و ضعفهم بدليل أن المسيح رفض الفساد و شَهَرَ بالفاسدين نعم شَهَرَ بالفاسدين و عاقبهم بأقسى عقوبة...أُكرر المسيح رفض الفساد و شَهَرَ بالفاسدين نعم شَهَر بالفاسدين و عاقبهم بأقسى عقوبة..كما أثبت لنا ذلك الإنجيل المقدس في سفر أعمال الرسل …. لكن ربما المدون فيه في هذا الجانب حصراً لا يلائم أفكار الأباء و المفسرين لذلك وضعوه في زاية مظلمة و أهملوه….
لكن من الممكن أن نلقي بصيص من النور على حادثة وردت في الإنجيل المقدس في سفر أعمال الرسل تستحق التوقف كثيراً عندها لفهم الرسالة التي يجب أن نقرأها كما أراد المسيح أن نقرأها ….و كيف يخبرنا أنه رفض و حارب الفساد
للمتابعة … الجزء الثالث …. القسم الثاني . ( حنانيا و سفيرة )
الرجاء قراءة المقالة بكل أجزائها لتكون الصورة أوضح تحاشيا للدخول في تفسيرات لا أقصدها و لا أعنيها …
يتبع …..
عُذراً بسبب الإطالة ….
مع التقدير …..
بشار جرجيس حبش
بعيدا عن بغديدا 14 أيلول 2018