فيديو.. كلمة قداسة البطريرك مار آوا الثالث في الجلسة الافتتاحية للمجمع ‏السنهاديقي - ‏22 نيسان 2024‏/ أربيل‏      "الإتّحاد السرياني" أحيا ذكرى الإبادة الجماعية "سيفو" بحضور فاعليات سياسية وروحية وأمنية/ لبنان      قسم الدراسة السريانية لتربية الرصافة الثانية يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي التربية المسيحية في بغداد      بالصور.. امسية تراتيل لأبناء مركز التربية الدينية بعنوان (نرتل ونسبح معاً لتكون غاية ايماننا،خلاص نفوسنا) - كنيسة ام النور/عينكاوا      البيان المشترك الذي أصدرته بطريركيتا أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس في الذكرى السنوية ‏الحادية عشرة لخطف مطراني حلب      بيان صادر عن مجلس كنائس الشرق الأوسط في الذكرى السنوية الحادية عشرة على اختطاف مطراني حلب      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل وفداً من ألمانيا ترأسه المتحدث السياسي عن الحريات الدينية في العراق في مؤسسة ‘‏ojcos‏’ الألمانيّة      نص كلمة سيادة المطران فرنسيس قلابات اثناء استقبال الجالية العراقية لرئيس الوزراء العراقي في المركز الكلداني العراقي بمشيغان      الفنانة سوسن نجار القادمة من امريكا تزور قناة عشتار الفضائية في دهوك      رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني يلتقي نخبة من الجالية العراقية في المركز الكلداني العراقي بميشيغان      برشلونة: قد نطلب إعادة مباراتنا ضد الريال      حقيقة ارتباط صحة القلب والكليتين بالسيطرة على السكري من النوع 2      الرئيس بارزاني وأردوغان يؤكدان على تعزيز العلاقات بين إقليم كوردستان والعراق وتركيا في مختلف المجالات      مركز أبحاث تركي: طريق التنمية شريان الحياة لدول الخليج والعراق.. ما موقف إيران؟      البرلمان البريطاني يقر قانوناً مثيراً للجدل بشأن المهاجرين.. وافق على ترحيل فئة منهم إلى رواندا      الأمم المتحدة: آسيا أكثر مناطق العالم تضرراً من كوارث المناخ بـ2023      نيجيرفان بارزاني: زيارة الرئيس أردوغان دلالة على العلاقات القوية بين العراق وإقليم كوردستان مع تركيا      الريال يقترب من حسم الليغا بالفوز على برشلونة      البابا فرنسيس يجدّد دعوته لتغليب      بحضور ورعاية مسرور بارزاني.. انطلاق فعاليات ملتقى أربيل الدولي للصحافة
| مشاهدات : 3570 | مشاركات: 0 | 2018-09-12 01:42:38 |

علاقتنا العمودية مع الله والأفقية مع البشر ترسم الصليب

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

 

علاقتنا العمودية مع الله ، والأفقية مع البشر ، ترسم لنا صورة الصليب الذي سيحملنا إلى الله . فكيف نفهم هذه العلاقات من قول الرب في  " لو 27:10 ".  

 

  (تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ )

الله خلق الأنسان لكي يحيى حياة سعيدة وطاهرة مُلؤها المحبة ، فعلى الأنسان أن يفهم الحياة ويحب كل مافيها من أفراح وحتى الصعوبات التي قد تكون مجدية عندما يتحملها بسبب إيمانه فكل شىء سيسير نحو الأفضل ، لأن الأيمان هو منبع عمل الأنسان والأساس الذي يهبه القوة للأندفاع نحو الأمام فيتخطى الصعاب . فالأيمان بالله علاقةً شخصية ، وكنز لا يفنى ، والهدف الحقيقي للوصول أليه ، فعلى المؤمن أن يخصص لله كل حبه النابع من قلبه وعقله وقدرته . و حب الأنسان لله يجب أن لا ينفصل عن حبه لأخيه الأنسان . فالأيمان بالأنسان هو كنز رائع أيضاً . ولا يجوز أن نحب الله الذي لا نراه ونبتعد عن أخينا الأنسان الذي نراه ونعيش بجانبه . فالبشر يحتاجون قبل كل شىء أن يحبوا بعضهم بعضاً مهما كانت الفوارق بينهما كالغنى والفقر والثقافة والمعتقد واللون والجنس ، مستقيمين كانوا أم لصوصاً ، صالحين أو أشراراً ، مع أنه لا يوجد أنسان شرير تماماً كالأبليس .

المسيح الذي وُلِدَ في المذوَد تألم في حياته فأُذيق الأهانات والجروح ومن ثم الموت على صليب الجلجلة . حياته كانت ثورة ضد الواقع الفاسد . وأنتفاضة شجاعة غايتها تجديد حياة البشر نحو الأفضل ، فالمسيح الذي هو أبن الله تجسد بين البشر لكي يشاركهم حياتهم ويصير لهم قدوة ويعَلِمهُم العمل ، بدأ بالتواضع والكتمان والتضحية ، وأفضل عمل يقوم به الأنسان مع أخيه الأنسان في علاقة أفقية ملؤها المحبة المدعومة بالعمل هو أن يضحي من أجل محبيه . هكذا نخلق علاقة أفقية حميمة عابقة بالتآخي والتضامن مع الآخرين ، وهكذا يشعر كل أنسان بأخيه الأنسان بالمحبة القمرونة بالعمل الصالح لهذا يمد لغيره يد التعاون والرعاية كما ترعي الأم وليدها ، هكذا يتم المحافظة على كرامة الأنسان وحقوقه . ويجب أن تتطور هذه العلاقة بين فرد وآخر ، وبين جماعة وأخرى ، بل بين أفراد السلطة وأبنائها ، فالسلطة القابعة على كراسي الحكم عليها أن لا ترعى مصالحها الشخصية على حساب أفراد المجتمع وحريتهم ومصالحهم . فالدولة التي تشدّق بحقوق الأنسان وتجعل ذاتها حامية لأبنائها وهي تسلب خيراتهم وكرامتهم ، بل يمتد طمعها إلى إمتهان كرامة شعوب من دول أخرى بحجة الذود عن مصالحها الخاصة وبطرق مجردة من الأنسانية ومن أحترام حقوق الأنسان ، علماً بأن كل أنسان هو أبن الله ومفتدى بدم كريم وإن لم يؤمن بالله . وله الحق أن يعيش بحرية وكرامة في هذا العالم الكبير . فعلى الأنسان مهما كان معتقده في المجتمع عليه أن يجرد نفسه من أنانيته ومن حبه لهذا العالم الزائل ، فعليه أن يعلم بأن قلبه مثقوب ولا يخزن أي شىء من الماديات سوى الحب ، ولا شىء يروي قلبه لكي يقطن فيه غير الحب . وحسب المحبة التي يحملها الأنسان إلى الله سيحاسب ، أما الأنسان الذي لا يملك المحبة لبني البشر فسينكره الله ، ويقول له ( لأني جعت فلم تطعموني ، وعطشت فلم تسقوني ، كنت غريباً فلم تأووني ، عرياناً فلم تكسوني ، مريضاً وسجيناً فلم تزوروني ! ) " مت 25: 41-42 " .

فالحب هو أعظم قوة في العالم لأنه نابع أولاً من الله المحب للبشر، ومن البشر له ( عمودياً ) ومن البشر إلى البشر ( أفقياً ) . والحب لا يقتصر على جانب العمل فقط ، بل حتى في العبادة . فعندما نرفع صلواتنا وتسابيحنا إلى الله فعلينا أن نرفعها بالحب الصادق الذي عَلّمهُ لنا المسيح . فالذي يتحدث إلى الله عليه أن لا ينسى الأنسان . فمن يدع الله يعيش في قلبه وحياته وسلوكه لا يعد قادراً  على إزدراء الأنسان مهما كان خاطئاً وقاسياً وشاذاً ، فالأنسان الذي يعيش بهذه العلاقة مع الله يكون مستعداً بأن يدعو الله إلى قلبه لكي يتحد جسد الله ( الأفخارستيا ) مع جسده ، ليس في يوم الأحد فحسب ، بل في كل يوم . البابا بيوس العاشر قد صرح قائلاً ، أن كل مسيحي في حالة أستعداد حسنة يسعُهُ التناول يومياً . إذاً الله يدعونا أن نذهب إليه كل يوم ونحظر الوليمة ليس بالملابس الملائمة للوليمة فقط بل بقلب طاهر يستحق تناول جسد ودم يسوع الطاهر . يسوع الفقير ، فالذي يحب يسوع عليه أن يحب كل فقير لأن السميح هو رمزاً لكل فقير . فإذا أردنا تأسيس علاقة مع المسيح فعلينا أن نبدأها مع الفقراء ، لا مع الأغنياء الذين ليسوا بحاجة إلى ولائمنا ومساعداتنا ، لهذا يقول الأنجيل ( الويل للأغنياء ) و ( طوبى للفقراء ) فعلينا أن نجتهد في هذه الحياة لكي نعيش فقر الأنجيل . الأنجيل الذي يحتوي توصيات كثيرة تقودنا إلى الطريق القويم المؤدي إلى الله . والأنجيل يأمرنا قائلاً ( أتركوا كل شىء ، بيعوا كل ما تملكون ، ) هكذا فعل المؤمنون في عهد الرسل ، فلا مفر لكل من أبتغى أتباع المسيح من أن ينهج هذا النهج . إذاً يجب أن تلتقي وتتلاقى وتتحد علاقتنا بالله مع علاقتنا مع البشر كما تلتقي خشبتا الصليب . فالصليب يرمز إلى هذه العلاقة . فالذراع العمودي يرمز إلى علاقتنا العمودية مع الله , الصليب إذاً هو الميزان الذي يعلمنا واجباتنا نحو السماء والأرض بدقة . والذراع الأفقي يرمز إلى علاقتنا الأفقية مع البشر لكي يكتمل الهدف علينا أن نعيش العلاقتان وكأنهما علاقة واحدة .

المؤمنون جميعاً يمثلون الكنيسة المقدسة ، فالكنيسة يجب أن تكون قريبة جداً من فقرائها أولاً ، ومن فقراء العالم كله ، عليها أن تفكر بالناس الذين ينفقون جوعاً في بلدان كثيرة من العالم . فجياع العالم هم صوت صارخ في ضمير البشرية كلها . القديس فرنسيس الأزيزي كان يحسب جميع الناس أخوة ، وكذلك  قد دعى جميع عناصر الكون أخوة وأخوات ، وعاش معها في تناغم وأنسجام وحافظ على سلامة الخليقة وما فيها ، وتلمس بعمق علاقته الأفقية مع الناس والطبيعة ، وهكذا يجب أن ينهج كل أنسان من أجل نشر الحق والعدل والمحبة بين أبنار الله المنتشرين في كل مكان . فالمجتمعات التي تسودها المحبة تمد جسور التعاون مع كل الشعوب ، وتؤسس علاقة حقيقية بين المجتمعات . وواجب كل مؤمن أن يسأل نفسه ويقول ما يسعني أن أساهم لتخفيف البؤس في العالم ؟ هكذا نبدأ بالخطوة الأولى لتأسيس العلاقة بين كل طبقات المجتمع بما يرضي الله . على كل أنسان أن يؤمن بالأخر كما يؤمن بنفسه لكي يكمل وصية الله ( أحب قريبك مثل نفسك ) أي آمن بذاتك مثلما أؤمن بك . آمن بالآخر مثلما تؤمن بذاتك هكذا تتطور العلاقة فيتمدد الأنسان إلى أمام .

مساعدة الأنسان لخيه الأنسان لا تقتصر على الماديات فحسب ، بل على الصلاة المرفوعة لأجل المتألمين ، لأن للصلاة ثماراً مدهشة ، فعندما ترفع الكنيسة صوتها غلى الله لهدف ما فحتماً سيتغيّر شىء ما وحسب وعد الرب ( إن طلبتم شىء بأسمي فستنالونه ) فالسماء تستجيب في الساعة التي لا يتوقعها الأنسان . فالصلاة هي رسالة من أنسان يشكو بأسه إلى الله . أنها أتصال نابع من قلب الأنسان إلى قلب الله ، أنها علاقة روحية بين الأنسان والله فلا بد من الأستجابة . هكذا نعيش الناموس على صليب المسيح ، والصليب يرفعنا إلى عرش الله .

بصليبك المقدس خلصت العالم 

 

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5657 ثانية