الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث، لمناسبة رأس السنة الآشوريّة الجديدة 6774      الثقافة السريانية وفرقة شمشا للتمثيل يحتفيان بيوم المسرح العالمي- عنكاوا      سوق خيري‏ بمناسبة عيد القيامة المجيد - عنكاوا      تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية نصيبين اللاهوتية المسيحية الاشورية في سيدني      الثقافة السريانية تهنئ المسرحيين السريان بيومهم العالمي      القداس الالهي بعيد بشارة العذراء مريم بالحبل الالهي‏ - كنيسة ام النور في عنكاوا      البطريركية الكلدانية تلغي المظاهر الخارجية للاحتفال بعيد القيامة      بمشاركة مدير قسم الدراسة السريانية في تربية البصرة .. وفد مشترك يقدم محاضرات توعوية وهدايا لطلبة المدارس      العيادة المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية افزروك شنو      الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث لمناسبة العيد العظيم لقيامة ربّنا للعام 2024      ليس العمر.. ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله      خبيرة ألمانية تدعو إلى الصيام عن البلاستيك      كلمة رئيس الوزراء مسرور بارزاني بشأن القرارات المُتخذة في اجتماع مجلس الوزراء      الكهرباء العراقية تعتزم شراء غاز حقل كورمور بإقليم كوردستان      الخارجية الروسية: أنشطة "الناتو" في شرق أوروبا والبحر الأسود تهدف للاستعداد لمواجهة محتملة مع روسيا      الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن "القطة السوداء"      العراق يتجه لحجب "تيك توك"      الاتحاد الاسباني يرفض تخفيف عقوبة تشافي      انفوجرافيك.. عيد القيامة والبيض الملون      توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي)
| مشاهدات : 939 | مشاركات: 0 | 2018-08-11 01:40:35 |

صديقي الثريّ والنملة

المطران د. يوسف توما

 

 

في صباح أحد الأيام، جلس رجل ثري في شرفة منزله يتمتع بأشعة الشمس وقهوة الصباح، عندما جلبت انتباهه نملة كانت تذهب من جانب الشرفة إلى الجانب الآخر، وهي تحمل ورقة شجرة أكبر من حجمها عدة مرات. ظل الرجل يراقب النملة لأكثر من ساعة. فرأى أن النملة تواجه العديد من العقبات أثناء رحلتها، تتوقف، تدور حول العقبات، ثم تواصل نحو وجهتها.

وصلت النملة، هذا المخلوق الصغير، في مسارها عند نقطة معيّنة كانت عبارة عن صدع في الأرض. فتوقفت لبعض الوقت، وقادها تحليلها بأن تضع الورقة الكبيرة على الشقّ، وتسير على الورقة، ثم من الجانب الآخر التقطت الورقة وواصلت رحلتَها.

إنبهر الرجل بذكاء النملة، وهي واحدة من أصغر مخلوقات الله. وهذه الحادثة أدخلته في رهبة ودهشة، وأجبرته على التفكير أكثر في معجزة الخلق. إذ بانت له عظمة الرب الخالق. فهنا أمام عينيه كان هذا المخلوق الصغير، الذي يفتقر إلى الحجم، مزوّدا ومجهّزا بدماغ يحلل ويفكر ويتأمل بعقل ويستكشف ويكتشف ويتغلب على الصعاب، فتذكر ما قرأه مرّة أن لدى النمل من الذكاء ما يفوق كل الحواسيب والروبوتات التي يصنعها البشر!

بينما الرجل يتأمل مندهشا، لاحق بنظره تلك النملة، التي كانت قد وصلت إلى وجهتها، أي إلى ثقب صغير في الأرضية، الذي كان مدخلا لمسكنها تحت الأرض. وهنا، عند هذه النقطة إنكشف قصور تفكير النملة، فلم تفكر منذ البداية كيف سيمكنها أن تُدخِل كل تلك الورقة الكبيرة داخل الثقب الصغير، في حين كانت قد كلفتها كل ذلك التعب وعانت بجلبها إلى هناك بعناية حتى مدخل مسكنها؟ المسألة مستحيلة: لن يمكنها ذلك قط!

هكذا، أصيبت تلك المخلوقة الصغيرة بالخيبة، بعد كل الأتعاب المضنية والعمل الجاد وممارسة مهارات كبيرة، والتغلب على صعوبات الطريق، اضطرت النملة، في النهاية، أن تترك الورقة الكبيرة وراءها وتذهب إلى بيتها خالية الوفاض.

إن النملة لم تفكر في النهاية، قبل أن تبدأ رحلتها الصعبة، ففي النهاية أصبحت تلك الورقة الكبيرة مجرد عبء عليها لا شيء آخر، ولم تستفد منها. لم يكن أمام هذه المخلوقة أيُ خيار، سوى أن تترك وراءها غِناها أمام الهدف بالذات.

هكذا تعلم صاحبي الثري في ذلك اليوم من النملة درسًا عظيما، يختصر حقائق جوهرية حول حياتنا الأرضية.

يقلق الإنسان بشأن عائلته، وبشأن عمله ووظيفته، ويقلق حول كيفية كسب المزيد من المال، كما يقلق حول أين يجب أن يختار العيش، ما هو نوع السيارة التي عليه أن يشتري، وأي نوع من الثياب يرتدي، وما هي الوسائل والتقنيات الحديثة التي عليه أن يقتني ليرفع مستواه... إلخ.

كل هذا سوف يجب عليه أن يتخلى عنه عندما يصل إلى وجهته الأخيرة – إلى القبر!

لا يدرك الإنسان، أن مسألة التخطيط مهمة، وأن عليه أن يُدرك، في رحلة حياته، أن كثيرا من الأمور ليست سوى أعباء يحملها بأقصى قدر من الرعاية والخوف من فقده إياها، فقط لكي يجد بأنها، في نهاية المطاف مستحيلة، وأنه لم يفكر في كيفية جعلها مجدية، ولن يستطيع أخذها معه...

المغزى:

كم نحن بحاجة إلى منهجية قويّة بعواقب الأمور! وهذا بالضبط ما يدعونا إليه الانجيل في كل صفحة من صفحاته، من دون أن يغرس فينا الخوف والكآبة، بل الفرح. لأن تلك المنهجية تجعل من الحاضر فرصة للتفكير السليم وأننا على موعد مع صديق وحبيب، كثير من المؤمنين يعتقدون أن مشكلة الدين في عقائده، لكن الحقيقة الجوهرية تقول إنها في نوعية الصداقة التي تشدّنا إلى الرب كصديق، والصديق لا يقلقني لأني واثق بأنه ينتظرني على أحرّ من الجمر.

بغداد 9 آب 2018










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5987 ثانية