مراسيم الدفن تختلف حسب عادات الشعوب وتقاليدهم وتتغير حسب مراحل الزمن فقد يترك ما هو غير مناسب في الزمن الجديد وعادة تختصر بعض الأجراءات لكي تتناسب مع نمط الحياة الجديدة، لقد كان ولا يزال اكرام المتوفي بباقات من الزهور تعبيرا عن المحبة والصفاء ثم الصلوات حسب الطقوس الدينية لكل شعب ولكن ما جعلني اكتب عن هذا الموضوع،هوالطريقة الغريبة في التعبير عن الحزن التي يستخدمها البعض من ابناء العراق المسيحيين الذين يأتون بالطبل والزرنة ويرقصون في مراسيم الدفن وخاصة اذا كان المتوفي في عمر الشباب، وتنشر هذه الفيديوهات على مواقع التواصل الأجتماعي وتشاهد من قبل الألاف، وأول ما يتبادر لذهن المشاهد هو وجود حفلة، فالبعض دون ان يعرف مضمون الفيديو يكتب لايك او الف مبروك، وأخرون يكتبون الله يرحمه وهكذا........، وهنا نقول ان الشخص المتوفي صغيرا كان ام كبيرا يبقى عزيزا على اهله ومحبيه،ولكن التعبير عن الحزن بطريقة الرقص والهلاهل والموسيقى لا اجد فيها اي علاقة بالموضوع بل بالعكس تعبر عكسيا عن الحزن.
لذلك اتمنى ان ينتبه الجميع الى هذه التقليد الذي لا يعبر عن حالة الحزن وخاصة وان التكنلوجيا قد تطورت واصبح الخبر يصل الى الجميع خلال دقائق ويشاهد من قبل الألاف او الملايين .لذلك ليكن هذا الموضوع عام مطروح للمناقشة من قبل الأخوة القراء والكتاب والمثقفين والمهتمين بهذه الأمور، انا شخصيا لا اتفق مع هذه الطريقة في التعبير عن الحزن، ولكن الأراء تحترم مهما كانت من قبل المعلقين حتى وان اختلفت معي في هذا الموضوع، ولنحاول تغير ما هو غير لائق ومفيد في تقاليدنا. وفي الختام نسأل الله ان يمنح الصحة والسعادة والعمر المديد للجميع .
والله من وراء القصد