العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش      تعرض الأسقف مار ماري عمانوئيل للطعن داخل كنيسة في استراليا      كنيسة ماريوسف تحتفل برسامة شمامسة وشماسات من أبناء خورنتها / الشيخان      المدير العام للدراسة السريانية يقدم التهاني لمعالي وزير التربية      مفاجأة ... 5 أنواع من الفواكه تحتوي على نسبة عالية من البروتين      نتائج بطولة (رواد برطلي الثانية) بكرة القدم الخماسية – يوم الثلاثاء      نيجيرفان بارزاني: الوضع في الشرق الأوسط مرشّح للأسوأ إن لم يبدأ حوار بين جميع الأطراف      10 الاف عن كل يوم.. البرلمان ينظر بمقترح "بيع الحريّة" للمحكومين      عقوبات أميركية جديدة على إيران بعد الهجوم على إسرائيل      “نيدو” و”سيريلاك” لهما طعم آخر بالبلدان الفقيرة! تقرير يتهم “نستله” بالتمييز بين أطفال العالم      سان جيرمان يعبر برشلونة إلى نصف نهائي أبطال أوروبا      سفير الاتحاد الأوروبي: زيارة نيجيرفان بارزاني الأخيرة الى بغداد مهمة      نتائج بطولة (رواد برطلي الثانية) بكرة القدم الخماسية – يوم الاثنين      5 سنوات على حريق كاتدرائية نوتردام، و90% نسبة إنجاز عملية الترميم
| مشاهدات : 823 | مشاركات: 0 | 2018-07-04 01:50:14 |

حوارات على سرير السلطة

رضوان العسكري

 

 

ما إن يسمع المتلقي بكلمة سرير، حتى يتبادر لذهنه ذلك المكان الذي يلتقي فيه الزوجان، بعد انتصاف الليل واختلاط الظلام، وهو المكان الوحيد الذي لا يمكن لأحد ان يزعجك فيه، او يسلب منك حريتك، وهو ذات الذي تعقد فيه الصفقات بأريحية تامة, باتفاق الطرفين لوضع ما يرانه مناسباً لهما، بعيداً عن قبول او رفض باقي أفراد العائلة، لأن القرارات التي تجري عليه نافذة، ولا يمكن مناقشتها, او التملص مِنْهَا, والاخلال بشروطها، والسبب معلوم: لأنك في كل ليلةٍ ستحتاج الى ذلك السرير الحميم.

سرير الزوجية يختلف كثيراً عن سرير السياسة، فالأول كل ما يجري عليه من صفقات واتفاقات، هي من اجل العائلة، ولا يسمح باتخاذ قرارات الخاطئة تهدد أمن ومصلحة العائلة، لأن الخطأ سوف يطيح بهم جميعاً، اما الثاني فتغلب فيه المصالح الشخصية والفئوية والحزبية على مصلحة البلد، التي هي آخر ما يتم التفكير فيه.

من يعقد الصفقات اليوم هو ذاته الرافض للحكومات المتعاقبة، منذ ٢٠٠٣ حتى الثاني عشر من آيار الماضي، فوجودهم الواضح داخل البرلمان، ومشاركته الفعلية في هيكلية الحكومة، وامتلاكهم عدداً كبير من المناصب الحكومية، واعتراف قياداتهم بأنهم الأساس في تشكيل الحكومات السابقة، لا يبرء ساحتهم من الفشل والفساد التشريعي والحكومي، وجميع دعواتهم السابقة بمحاربة الفساد، ومظاهراتهم وشعاراتهم التي تدعو الى التصحيح والإصلاح، لم تكن الا كذبة لا اساس لها، الغاية منها مكاسب سياسية وانتخابية بحتة.

إن شعارات الفترة الماضية: كالمجرب لا يجرب, ودعوى القضاء على المحاصصة, وإنهاء حكومة الفساد والفشل التي هم جزءً كبير منها، بالإضافة الى اتهام البعض بالولاء الخارجي, ووصف آخرين بالمليشيات والوقحة, وغيرها من الاتهامات التي تتناغم مع دعوى المناهضين للحكومة لا تعطيهم الحق بالتفرد في تقرير مصير البلد، فلن ينطلي ذلك الامر الا على عدد قليل من البسطاء.

تغيرت الخارطة السياسية في العراق، ولَم يعد هناك رابح اكبر، وكتلة كبيرة جداً، تمكنه من فرض بعض القرارات، وأفرزت الانتخابات كتلاً متوسطة وصغيرة، متقاربة فيما بينها من الناحية العددية، هذا التقارب العددي جعلهم بحاجة لبعضهم الآخر، في تشكيل الكتلة الأكبر وهذا الامر طبيعي، لكن غير الطبيعي هو تبدد جميع الشعارات السّابقة، لتصبح من الماضي السحيق، لتحل محلها شعارات جديدة تختلف تماماً عن سابقتها، شعارات على شكل تغريدات يتلقفها المتابع مِنْ مواقع التواصل الاجتماعي.

لا بأس فلعل ظروفاً قاهرة تجبر أصحابها على مجاراة الوضع، لكن الغريب في الامر إن هذه التحالفات التي تظهر بين فترة واُخرى، تتم مع جهات تتقاطع فيما بينها في كثير من الامور، بالإضافة الى ان بعض الكتل التي دخلت والتي ستدخل قريباً في التحالف، هي بالأصل تختلف معهم في المنهج والرؤية، وتقف معهم على مفترق طرق، فما ان يمسي الليل حتى يعلن عن تحالف جديد، تحالف قائم على شروط ومعاهدات لا يعلمها المراقب ولم يسمع بها المتابع، تعقد على سرير السياسة, في جنح الليل المظلم, خلف الابواب المغلقة.

تلك التحالفات والاتفاقات التي تجري على سرير السياسة، لم تكن أبوية كما يزعم، فصبغة الدكتاتورية تطغى عليها، لأنها تسلب حق الاعتراض عليها، سواء كان من داخل التحالف او من خارجه، وكأنها تقول اننا ماضون بما نحن فيه، ان كان الرئيس القادم مجرب ام لا, فاشل كان ام فاسد, مقبول كان او مرفوض, المهم اننا نحن من يرسم شكل تلك الحكومة، فمن شاء فليلتحق بنا ومن ابى فليذهب الى الجحيم.

 اما الأبوية فتقول ما هكذا تدار السياسة, ولا يمكن ان تعقد الصفقات بهذه الشكلية، ويجب ان يؤسس لحكومة حكيمة وقوية، قائمة على المصلحة العامة، تحافظ على حقوق واستحقاقات الجميع، فحكومة الابواب المغلقة لا تنتج الا حكومات فاسدة وفاشلة.

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5992 ثانية